منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 03 - 2023, 11:39 AM   رقم المشاركة : ( 114941 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هَذَا يَمُوتُ فِي عَيْنِ كَمَالِهِ.
كُلُّهُ مُطْمَئِنٌّ وَسَاكِنٌ [23].
الله وحده الذي يحدد إن كان الإنسان يموت في سلامٍ زمنيٍ ومجدٍ باطلٍ بالرغم من إصراره على خطاياه، وآخر يموت في آلام مُرة وتعاسة وشقاء، مع أن كليهما يلتقيان معًا في الظلمة الخارجية.
قد يموت شرير وهو في عين كماله أو في ملء قوته، لم تضعف قوته بسبب مرضٍ أو شيخوخةٍ، "كله مطمئن وساكن". بكليته هو في راحةٍ وسلامٍ، لا يخشى الموت لأنه لا يفكر فيه ولا ينتظره.
لقد جاء كلمة الله متجسدًا، وحلّ بيننا ليهبنا سلامه الحقيقي وعربون المجد الذي أعده لنا منذ تأسيس العالم. هذا السلام وهذا المجد هما وحدهما يُشبعان النفس. أما سلام العالم المزيف ومجده الباطل فيخدعان الإنسان، لكن إلى لحظة ويزولان.
هنا يليق بنا أن نطلب استنارة الروح القدس حتى نميز نوع السلام الذي نحن فيه، إذ توجد أنواع كثيرة من السلام.
أ. السلام الذي يخدع الأشرار، حيث يشربون الإثم كالماء، وفي استهتار يقولون: ليس إله، ولا دينونة ولا أبدية. "فلنأكل ونشرب فإننا غدًا نموت" (1 كو 15: 32).
ب. السلام الذي ينبع عن صداقات ومشاركة للآخرين، كمشاركتنا لأحبائنا في مناسباتهم المفرحة والمحزنة، لكن لا يشغلنا خلاص نفوسهم ونفوسنا. هذا السلام مؤقت. عن هذا السلام يقول السيد المسيح: "سلامًا أترك لكم" (يو 14: 27). وكأنه يقول: سلامكم هذا لا أنزعه عنكم، بل أتركه لكم لكي ما يتقدس بسلامي الذي أهبكم إياه.
ج. السلام الإلهي الذي وعدنا به السيد المسيح: "سلامي أنا أعطيكم" (يو 14: 27). هذا السلام، الذي هو عطية إلهية، نتمتع به خلال شركتنا معه، وحلوله في وسطنا، ومرافقتنا الدائمة خلال رحلة حياتنا. "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28: 20).

 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:39 AM   رقم المشاركة : ( 114942 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أَحْوَاضُهُ مَلآنَةٌ لَبَنًا،
وَمُخُّ عِظَامِهِ طَرِيٌّ [24].
يترجمها البعض "ثدياه ملآنان لبنًا، وعظامه طرية بالمخ". وجاءت في ترجمة اليسوعيين "السمنة تكسو جبينه، وتسقي مخ عظامه". بمعنى أنه في صحة جيدة، قوي البنية، لا يبالي بشيءٍ سوى أن يحيا سنوات طويلة في فرحٍ وسرورٍ. آماله عريضة في هذه الحياة حتى يفاجئه الموت بغتة! لعلهم يتحدون الموت في داخلهم، كأنه ليس من نصيبهم.
يتطلع أصدقاء أيوب إليه كإنسانٍ فقد كل ما يملكه من غنى وكرامة، ويحسبون هذا مؤشرًا أكيدًا عن شره، يظنون أنه في عوز داخلي شديد وفراغ لن يمتلئ. أما هو فيرى أشرارًا كثيرين أغنياء وأصحاب سلطة وكرامة زمنية، يحسبون صدورهم (الثدي) مملوءة لبنًا، أي أشبه بالأم التي بين يديها رضيع تقدم له من لبنها، وأن عظامهم مملوءة حيوية لن يتطرق إليها الجفاف. هذه المشاعر التي تسيطر على مثل هؤلاء الأشرار تصدر عن الغنى المؤقت والكرامة الباطلة، لكن إلى لحظة، حيث يأتي الديان، ويكتشفون أنهم كانوا في حلمٍ وقد تبدد.
شتان ما بين اللبن الصادر عن الغنى المؤقت والعظام التي تبدو مملوءة قوة وحيوية بسبب الكرامة الزمنية، وبين اللبن غير الغاش الذي يقدمه الله لأولاده، حيث يرضعون النفوس بكلمة الله الواهبة الحياة، وبالعظام القوية التي تقدمها نعمة الله، فيكون المؤمن أشبه بالصخرة الثابتة التي لن تزعزعها رياح هذا العالم!
* "أحشاؤه ملآنة سمنة، وعظامه مرطَّبة بالمخ" [24]. فكما أن السمنة تنشأ عن كثرة الطعام، هكذا الكبرياء عن فيض الخيرات، هذه التي تجعل الذهن يسمن بكثرة الغنى، بينما روحه بعجرفةٍ...
يوجد أناس ليس لهم غنى في هذا العالم، لكنهم يشتهونه، ويطلبون أن يُمجدوا، بالرغم من عجزهم عن نوال ما يشتهونه في هذا العالم. بينما ليس لديهم مادة (غنى) ولا كرامة لمساندتهم، لكن بشهواتهم الشريرة يعلن ضميرهم عن جُرمهم في عيني الديان... لاحظوا أنه لذات السبب كيف يفرح الغني بقلبٍ متعجرف. لذلك قيل بحق: "كلاهما يضطجعان في التراب، والدود يغطيهما" [26].
أما الطوباوي أيوب فلم يتكبر حين كان لديه الغنى، ولا اشتهاه بقلقٍ عندما أُخذ منه، كما لم يهلك بسبب الخسائر الخارجية.
البابا غريغوريوس (الكبير)

 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:40 AM   رقم المشاركة : ( 114943 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وَذَلِكَ يَمُوتُ بِنَفْسٍ مُرَّةٍ،
وَلَمْ يَذُقْ خَيْرًا [25].
يموت آخر بعد الآم مريرة وحالة تعسة، فيلتقي مع من قضى لحظة عبوره في هذا العالم في غنى وأمجاد زمنية. لا يستطيع الغنى ولا المجد، كما ولا الألم أن ينقذ الأشرار في ذلك اليوم، ماداموا لم يرجعوا إلى الرب.
إن كان الله قد سمح لبعض الأشرار بالبركات الزمنية حتى آخر نسمة لهم في هذا العالم، إنما لكي يقدموا ذبيحة شكر لواهب العطايا، ويرجعوا إليه، ويتمتعوا بالشركة معه. وإن كان يسمح لآخرين بالآلام، إنما لكي لا تلتصق نفوسهم بمحبة الزمنيات وتشتاق إلى العبور إلى الله، ويتمتعوا بالمجد الذي أعده لمحبيه. لكن للأسف كثيرون لا ينتفعون بالعطايا ولا يتعلمون بالآلام!
أما بالنسبة لأولاد الله فإن البركات الزمنية تسندهم في تقديم ذبائح شكرٍ لا تنقطع، والآلام تزكيهم في قبولهم إياها كشركة آلام مع مخلصهم.
 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:40 AM   رقم المشاركة : ( 114944 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كِلاَهُمَا يَضْطَجِعَانِ مَعًا فِي التُّرَابِ،
وَالدُّودُ يَغْشَاهُمَا [26].
في القبر يلتقي الأصحاء مع المرضى، والأغنياء مع الفقراء، فإن مات شرير في قصر وآخر في كوخٍ يلتقيان معًا مع جماعة الموتى، ويكون نصيبهما هو ثمر شرهما، الدود الذي لا يموت والنار التي لا تُطفأ.
*مرح الأشرار يعبر إلى الويل، ويعبر ويل النفس البارة من الحزن إلى الفرح. هكذا لا يليق بالغنى أن يرفع النفس ولا بالفقر أن يربكها. لم يتقبل الطوباوي أيوب وسط الأضرار المادية أفكارًا مؤذية، أما الذين احتقروه وهو تحت ضربة العصا فقد انتهرهم قائلًا: "هوذا قد علمت أفكاركم..." [27].
* كيف يمكن للخسائر الخارجية أن تؤذي ذاك الذي لم يفقد ذاك (الإله) الذي أحبه في داخله؟
البابا غريغوريوس (الكبير)
 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:41 AM   رقم المشاركة : ( 114945 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هُوَذَا قَدْ عَلِمْتُ أَفْكَارَكُمْ،
وَالنِّيَّاتِ الَّتِي بِهَا تَظْلِمُونَنِي [27].
يعود مرة أخرى فيعاتب أيوب أصدقاءه قائلًا لهم إنه يعلم بأنهم متمسكون بآرائهم، خاصة أن الأشرار حتمًا تلاحقهم النكبات. يقول أيوب لأصدقائه: لقد علمت أنكم لا تتفقون معي، وعلمت نيتكم من جهتي، فإنكم تتحاملون عليّ، فكيف يمكنني أن أقنعكم وأنتم مغرضون؟ أدرك أيوب من خلال كلماتهم ما في قلوبهم، وشعر أن الحوار معهم غير مجدٍ.
* "هوذا قد علمت أفكاركم، والنيات التي بها تظلمونني" [27]. وكما هو مكتوب: "لأن مَنْ مِنْ الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه" (1 كو 2: 11)... لكن روح الإنسان يكون غير معروفٍ للغير إن لم يظهر بالكلمات أو الأعمال. مكتوب: "من ثمارهم تعرفونهم" (مت 7: 20). بما يحدث في الخارج يُنظر إلى ما هو مخفي في الداخل. هكذا أيضًا بحق قيل بسليمان: "كما في الماء تتلألأ وجوه الناظرين، كذلك قلوب البشر واضحة للحكماء" (أم 27: 19)...
البابا غريغوريوس (الكبير)

 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:43 AM   رقم المشاركة : ( 114946 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: أَيْنَ بَيْتُ الْعَاتِي؟
وَأَيْنَ خَيْمَةُ مَسَاكِنِ الأَشْرَارِ؟ [28]
كأنه يقول لهم: أنا أعلم أنكم ستجاوبونني قائلين: أين هو بيت المغتصب؟ أين خيمة الأشرار؟ وتقصدونني بالمغتصب كما تقصدون أبنائي بالأشرار. تحكمون عليّ بأني عاتي، وأولادي أشرار.
إن نزعنا نية أصدقاء أيوب الشريرة، ومحاولتهم المستميتة لتشويه شخصيته، فإن ما يقولونه ينطبق فعلًا عن الطغاة العتاة المغتصبين. فإنهم وإن عاشوا كل أيامهم في غنى وكرامة وسلطان، يموتون ويعودون إلى ترابهم. عندئذ بحقٍ يُقال: "أين بيت العاتي؟" الذي يظن أن العالم كله هو بيته المستقر، يسيطر عليه ويحكمه كصاحب بيت يعيش فيه إلى الأبد، ليس من يقدر أن يطرده منه، ولا من يهدم البيت. لقد مات طغاة عبر الأجيال كانوا يحسبون أنفسهم آلهة، لكنهم صاروا ترابًا، وانهدمت ممالكهم تمامًا. في جهالة عاشوا في العالم كما في خيامٍ غير ثابتة، وها هي الخيام قد زالت، وزال سلطانهم معها.
*يُقال عن الأشرار بعد موتهم: "أين خيمة مساكن الأشرار؟" إن أمعنا النظر في هذا، هل تقدرون أن تنكروا بأنه توجد مجازاة من قِبَل العدل الإلهي؟ الأول (البار) تغمر السعادة قلبه، والثاني البؤس. الأول بشهادة نفسه بريء من الذنب، والثاني مجرم. ذاك الإنسان سعيد في رحيله من العالم، والثاني حزين عليه. من يقدر أن ينطق بالبراءة على من هو ليس ببريء في عيني ضميره؟ يقول: "أين غطاء خيمته، تذكاره لن يوجد" (راجع أي 28:21). حياة المجرم حلم. لا، حتى الراحة ذاتها التي للأشرار وهم يعيشون هنا هي وهم، إنهم الآن في الجحيم، إذا ينحدرون إلى جهنم وهم أحياء .
القديس أمبروسيوس
* الضعفاء يشتهون النجاح في غنى العالم، ويخشون الضربات كما لو كانت شرورًا غاية في الخطورة، يتعثرون بعقاب أولئك الذين يرونهم مضروبين.

البابا غريغوريوس (الكبير)
 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:44 AM   رقم المشاركة : ( 114947 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



"أفلم تسألوا عابري السبيل، ولم تفطنوا لدلائلهم؟" [29]
انه ليوم البوار يمسك الشرير، ليوم السخط يقادون.
يعلم أيوب أن الحوار غير مجدٍ مع أناس لا يحملون نية صادقة ومخلصة، لهذا يطالبهم أن يسألوا أي إنسانٍ محايدٍ. اسألوا عابري الطريق، حسبما يكون هؤلاء.
لم يقل اسألوا القديسين كما قال أليفاز (أي 5: 1)، فإن الأمر لا يحتاج حتى إلى خبرات القديسين، بل يعرفه كل إنسانٍ غير متحيزٍ، فإن كل البشرية تتفق مع أيوب في أن الخطاة ليس بالضرورة يلقون جزاءهم هنا، بل قد يرجأ إلى يوم الرب العظيم. "إذا زها الأشرار فلكي يُبادوا إلى الدهر" (مز 92: 7).
ولعله يقصد بدعوته أن يسألوا أي عابرٍ للطريق، أن يبحثوا عن أي شخصٍ يدرك حقيقة هذه الحياة الزمنية كطريقٍ عابرٍ، فإن مثل هذا الإنسان حتمًا ينطق بالحق وبحكمة وفي إخلاص. إدراك الإنسان لحقيقة حياته أنها عبور كما على قنطرة تهبه نظرة واقعية للحياة الزمنية والحياة العتيدة الأبدية، فيكون حكمه في الأمور متزنًا وصادقًا!
*يدعوه "عابر سبيل" ذاك الذي يحمل في ذهنه أن الحياة الحاضرة بالنسبة له هي طريق وليست وطنًا. إنه يحسب أمرًا دنيئًا بالنسبة له أن يثبت قلبه في محبة الحال الحاضر العابر، مشتاقًا ألا يستمر منشغلًا بمشاهدة الأمور الوقتية، بل أن يبلغ بقلبه إلى العالم الأبدي...
إذ كان موسى يطلب مجد التأمل السماوي قال: "أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم" (خر 3: 3). فإنه ما لم يسحب أثار قدميه من محبة العالم لا يمكنه أن يفهم الأمور العلوية.
إذ توسل إرميا من أجل حزن قلبه ليكون موضع اعتبار قال: "يا جميع عابري الطريق، تطلعوا وانظروا إن كان حزن مثل حزني" (مز 1: 12). فإن أولئك الذين لا يعبرون خلال الحياة الحاضرة كما لو كانت طريقًا، بل يظنونها وطنهم، ليس لهم خبرة ليروا بعيني الذهن حزن قلب المختارين. هؤلاء يتطلع إليهم النبي لعلهم ينظرون حزنه؟
البابا غريغوريوس (الكبير)

 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:45 AM   رقم المشاركة : ( 114948 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



مَنْ يُعْلِنُ طَرِيقَهُ لِوَجْهِهِ،
وَمَنْ يُجَازِيهِ عَلَى مَا عَمِلَ؟ [31]
يحمل الشرير نوعًا من الجسارة والجبروت، فلا يجد من يقف أمامه ويواجهه بشره، ولا من يعاقبه على أفعاله. فهو يخطئ ويغتصب وهو مطمئن. ليس من يوبخه ولا من يرعبه. يقول الحكيم: "راحة الجهال تبيدهم" (أم 1: 22)، إذ يحسبون أنفسهم فوق القانون، ليس من يقدر أن يواجههم بشرهم، ولا من يدفعهم نحو التوبة والرجوع إلى الله الحق.
لاحظ البابا غريغوريوس (الكبير) أن أيوب تحول حديثه عن الأشرار من صيغة الجمع إلى صيغة المفرد. فيرى في الجمع (الأشرار) إشارة إلى البشر الذين صاروا أشبه بأعضاء كثيرة لجسد إبليس، وفي صيغة المفرد (الشرير) إشارة إلى إبليس بكونه رأس الأشرار. كما أن المؤمنين هم أعضاء جسد المسيح الرأس القدوس، هكذا الأشرار هم أعضاء جسد إبليس الرأس الشرير!
* "من يستنكر طريقه لوجهه؟ ومن يجازيه على عمله؟" [31]... بينما كان أيوب يتحدث عن كل الأشرار فجأة حول كلماته إلى رئيس كل الأشرار. فقد رأى في نهاية العالم الشيطان يدخل في إنسان، هذا الذي يدعوه الكتاب المقدس "ضد المسيح"، الذي يرتفع متشامخًا، يسنده بسلطان كهذا بأن يرفعه بآيات وعجائب مظهرًا قداسة (غاشة)، ولا يمكن اتهامه بواسطة إنسان. بسلطان الرعب يوَّحد علامات القداسة المظهرية. يقول: "من يستنكر طريقه لوجهه؟" بمعنى مَنْ مِن البشرية يجسر وينتهره...؟ لكن إيليا وأخنوخ وحدهما يحضران للحال لتوبيخه. فيوبخ كل المختارين طريقه في وجهه، مظهرين استخفافًا؛ وبينما هو متشامخ في الفكر يقاومون شره. وإذ هم يفعلون هذا بالنعمة الإلهية وليس بقوتهم الذاتية، بحق يُقال الآن: "من يستنكر طريقه لوجهه؟" من يفعل هذا سوى الله الذي بعونه ينال المختارون سلطانًا ليقفوا أمامه؟ لأن الرب وحده له أن يفعل ذلك بقوته. بحق قيل عنه: "الذي الرب سيبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه" (2 تس 2: 8)...
"من يجازيه على عمله؟" بحق من سوى الرب، الذي وحده سيجازي ذلك الإنسان الهالك على ما يفعله بدينونة أبدية؟
البابا غريغوريوس (الكبير)
 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:45 AM   رقم المشاركة : ( 114949 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هُوَ إِلَى الْقُبُورِ يُقَادُ،
وَعَلَى الْمَدْفَنِ يُسْهَرُ [32].
يعلم الشرير أنه سيموت حتمًا كسائر البشر، لكنه يُعد لنفسه العظمة حتى في موته، فيقيم نصبًا تذكاريًا على القبر الذي يعده لنفسه، ويهيئ لنفسه موكبًا جنائزيًا فخمًا.
بينما يهتم كثير من الأشرار بالكرامة الزمنية حتى بعد عبورهم من هذا العالم، يهتمون بأجسادهم بعد موتها أو المقبرة أو إقامة تذكار لهم، إذا بالأبرار لا يشغلهم شيء سوى اللقاء مع العريس السماوي. يشتهون الانطلاق ليكونوا مع المسيح، هذا أفضل لهم من كل عملٍ مهما كان ذا قيمة.
* "هو إلى القبور يُقاد، وعلى كومة الأجسام الميتة يسهر" [32]... توجد في العالم ندرة للصالحين وجمهور من الأشرار. لهذا بحق قيل: "كومة الأجسام الميتة" حيث تشير إلى جمهور الأشرار. "لأنه واسع الباب، ورحب الطريق الذي يؤدي على الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه" (مت 7: 13). هكذا يسهر الشيطان على كومة الأجسام الميتة، بممارسته خداعات شره في قلوب أبناء الهلاك.
البابا غريغوريوس (الكبير)
 
قديم 26 - 03 - 2023, 11:46 AM   رقم المشاركة : ( 114950 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



حُلْوٌ لَهُ طِينُ الْوَادِي.
يَزْحَفُ كُلُّ إِنْسَانٍ وَرَاءَهُ،
وَقُدَّامَهُ مَا لاَ عَدَدَ لَهُ [33].
إذ يشير إلى ضد المسيح بكونه ممثلٍ لإبليس الشرير، هذا الذي يقيم نفسه إلهًا في هيكل الرب، يراه أيوب أنه ليس إلا بالإنسان المائت الذي يصير ترابًا ورمادًا.
بقوله "حلو له طين الوادي". يرى أيوب أن موته ورجوعه إلى التراب أفضل له من حياته، لأنه يغتصب المجد الإلهي، ويحسب نفسه خالدًا، ويتزعم حركة تمر واضطهاد لكنيسة السيد المسيح.
لعله يشير هنا إلى إعداد الشرير كل شيء خاص بتحنيط جسمه وسكب الأطياب على جثمانه مع أنه ليس له إلا طين الوادي المدفون فيه. لا يتعظ من الموت، ولا يذكر أنه ليس بالشخص الوحيد الذي يواجه الموت، إنما يسبقه أعداد لا حصر لها، ويأتي بعده كل إنسان، الجميع يموتون دون استثناء.
* "يجتذب كل إنسانٍ وراءه، وقدامه ما لا عدد له" [33]. في هذا الموضع كلمة "إنسان" تعني من يتذوق الأمور البشرية... عدونا القديم إذ يدخل في إنسان الهلاك، يسحب كل الجسدانيين الذين يجدهم تحت نير سلطانه.
البابا غريغوريوس (الكبير)

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025