![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 114931 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أوراق كثيرة لطالبي الصلوات: كانت تقدم إليه وريقات كثيرة في كل يوم تقريبًا، تحمل أسماء من يطلبون الصلاة لأجلهم. فيجمعها ويضعها على المذبح، ويصلى من أجل كل واحد في القداس. وكان أحيانًا يحملها معه إلى البيت ليصلى عن أصحابها في صلاته المنزلية. ولما كانت تكثر وتتضخم على المذبح، كان يلخصها في ورقة واحدة ويستمر في الصلاة عن أصحابها. وكنا نعجب من صبره وطول أناته، ومن شدة تدقيقه. ذلك لأن نفسه كانت تتثقل بحاجات الناس وكان يئن لأنينهم، ولا يستريح إلا إذا رفع أثقالهم أمام عرش النعمة. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114932 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() رفع هذه الطلبات أمام المذبح المقدس: كنت تعد هذا المظروف، وبه قصاصات من الورق، هي مجموع طلبات أولادك وبناتك من احتياجات متفرقة لهم.. وعقب كل طلبة من أجل أحدهم، كنت تقبل المذبح. ولا أنسى كيف كنت تعطيني هذا المظروف، لكي أشارك -أنا ابنك- في رفع هذه الطلبات أمام المذبح المقدس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114933 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مَنْ هُوَ الْقَدِيرُ حَتَّى نَعْبُدَهُ، وَمَاذَا نَنْتَفِعُ إِنِ الْتَمَسْنَاهُ! [15]. في جسارة غير لائقة يحتجون عليه قائلين: "من هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟" يتشبهون بفرعون القائل: "من هو الرب حتى أسمع لقوله؟" (خر 5: 2) يرون في الله شخصية مجهولة ينسب البعض له القدرة مع أنه في نظرهم لا ينفع في شيء، لذا لا يريدون أن يكون له شأن بهم، ولا هم لهم شأن به. يتطلعون إلى العبادة كواجبٍ سقيم الحملِ، أو كنوعٍ من العبودية الشاقة، إذ يتساءلون: "حتى نعبده؟" ينظرون أنهم سادة أقوياء مقتدرون لا يقبلون الخنوع لله: "لماذا قال شعبي قد شردنا (نحن أسياد)، لا نجيء إليك بعد" (إر 2: 31). يقولون: "عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره..." (مل 3: 13-14)، فلا حاجة للالتجاء إلى الله، فإن الصلاة في نظرهم لا نفع لها، بل هي مضيعة للوقت والطاقة. قد يدرك الأشرار بفكرهم قدرة الله، ويعرفون إمكانية عمله في حياة البشر، لكن خلال تمتعهم بالملذات الجسدية وانشغالهم بمباهج العالم يسكِّنون ضمائرهم بالادعاء أن الله يتجاهل البشرية، ولا يدرك حقيقة احتياجاتهم، فيظهر كمن هو في ضعفٍ وعجز عن مساندتهم. هذا ومن جانب آخر فإن الوقت بالنسبة لهم ثمين لجمع ثروات ونوال كرامات زمنية موضوع حبهم. كل عبادة لله - في نظرهم - هي مضيعة للوقت. هذا ويتذمرون لأن الله كثيرًا ما يؤجل استجابة طلباتهم حتى يهبهم ما هو حسب فكره الإلهي أن يقتنوه هو، خالق كل العطايا والخيرات. * إذ يتوجه ذهن الإنسان ببؤس نحو الخارج، ينغمس في ملذات الأمور الجسدية، فلا يعود إلى أعماقه، ولا يقدر أن يفكر في ذاك الغير منظور... هكذا مكتوب: "قال الجاهل في قلبه، ليس إله" (مز 14: 1؛ 53: 1)... كثيرًا ما يحدث أن يجعل الناس هدفهم أن يخدموا بالأكثر زملاءهم المخلوقين الذين يرونهم بالبصر الجسدي عن أن يخدموا الله الذي لا يرونه. فإنهم في كل ما يفعلونه، يمتدون إلى حيث تبلغ عيونهم، وإذ لا يستطيعون أن يبلغوا إلى الله بعيونهم، إما يستخفون بتقديم الولاء له، أو إذا ما بدأوا في ذلك يمتلئون قلقًا... ولكن عندما ينسحب من أمامهم ما هو منظور... فإن أعين الجسد بالحق تكون مفتوحة لكنهم لا يقدرون أن يروا أو يدركوا... يذهب عنهم الإحساس بالصبر، لأن الساكن فيهم قد تركهم، وبقي بيت الجسد فارغًا. الروح غير المنظورة التي اعتادت أن ترى خلال نوافذ الجسد قد رحلت. لهذا فإن الأمور غير المنظورة أفضل من المنظورة. يليق بكل الجسديين أن يبلغوا إلى قرارٍ من أجل أنفسهم، وبسلم التأمل يصعدون إلى الله. إنه هو الله في كونه يبقى غير منظورٍ، ويستمر السامي حيث لا يمكن إدراكه. لكن يوجد البعض الذين لا يشكون في أن الله موجود، وأنه لا يمكن إدراكه، لكنهم يطلبون منه ولا يطلبونه هو، إنما يطلبون عطاياه الخارجية. "وماذا ننتفع إن صلينا إليه". أثناء الصلاة إن لم يكن الله نفسه هو موضوع طلبتنا، يضطرب الذهن للحال في الصلاة... يشتاق الله أن يكون هو نفسه المحبوب أكثر من الأمور التي خلقها، وأن تُطلب الأمور الأبدية لا الأمور الوقتية. كما هو مكتوب: "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبرَّه، وهذه كلها تُزاد لكم" (مت 6: 33). البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114934 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هُوَذَا لَيْسَ فِي يَدِهِمْ خَيْرُهُمْ. لِتَبْعُدْ عَنِّي مَشُورَةُ الأَشْرَارِ [16]. لن يقبلوا الإيمان بأن ما في أيديهم هو هبة الله لهم، إنما يظنون أنها من صنع أيديهم، وثمرة تعبهم وذكائهم وتخطيطاتهم. بهذا يغلقون قلوبهم على إخوتهم المحتاجين، حاسبين أن العطاء لهم هو سلب لممتلكاتهم، وتبديد لما جاهدوا فيه. يتمسكون بما لديهم حتى لا يضيعون الخيرات من أيديهم. *يتخيل الإنسان الغني عادة أنه لا يرتكب أية خطية مادام لا يسلب الفقير ماديًا. لكن تكمن خطية الغني في عدم مشاركته ثروته مع الفقير. احتفاظ الغني بكل ثروته يعني في الواقع ارتكاب نوعٍ من السرقة. والسبب الحقيقي هو أن كل الغنى من الله، فهو ملك الجميع بالتساوي... والدليل على ذلك يحيط بنا في كل مكان. اُنظر إلى الفاكهة النضرة التي تنتجها الأشجار والأدغال. اُنظر إلى التربة الخصبة التي تعطي كل عام حصادًا وفيرًا هكذا. اُنظر إلى العنب الحلو على العناقيد الذي يمنحنا الخمر لنشربه... ربما يدَّعي الأغنياء أنهم يمتلكون الكثير من الأراضي حيث تنمو الثمار والحبوب، لكن الله هو الذي يجعل البذرة تنبت وتنضج. فواجب الأغنياء أن يشاركوا كل حصاد أرضهم مع كل من يعمل فيها، ومع كل من له احتياج. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114935 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كَمْ مرة يَنْطَفِئُ سِرَاجُ الأَشْرَارِ، وَيَأْتِي عَلَيْهِمْ بَوَارُهُمْ، أَوْ يَقْسِمُ لَهُمْ أَوْجَاعًا فِي غَضَبِهِ [17]. إذ تحدث أيوب بإفاضة عن نجاح الأشرار في هذا العالم يعود فيسأل: "كم مرة ينطفئ سراج الأشرار؟" أما ترونه مرارًا كثيرة يشتعل حتى يتم احتراق شريط الاشتعال، وبعد ذلك ينطفئ تلقائيًا؟ كم مرة ترون أنه "يأتي عليهم بوارهم أو يقسم الله لهم أوجاعًا في غضبه؟ ألا ترون أنه كثيرًا ما استمرت أفراحهم ورفاهيتهم حتى النهاية؟ *يموت البار وهو في قوة بساطته، وفي كامل سيادته على إرادته، له نفس ممتلئة كما من مروجٍ. أما الخاطي وإن كان في رغد العيش، تفوح منه العطور الذكية يختم حياته في مرارة نفسه، ويجتاز يومه الأخير دون أن يأخذ شيئًا من الخيرات التي تنعم بها يومًا ما، لا يحمل شيئًا سوى أجرة شره. *يجيب القديس أيوب: لا تظنوا أنكم سعداء وأنتم منغمسون في الملذات، لأن ضربات الله لم تحل عليكم في هذه الحياة. "سراج الأشرار ينطفئ". إنه يعطي ضوءً إلى زمنٍ، لكنه لا يحمل نورًا أبديًا. وبالرغم من أن العالم يحابي مثل هؤلاء الناس لأنهم يمارسون إرادة الله صاحب السلطان على العالم (يو 14: 30)، لكن عادة ما تحل لحظة التحول في الأحداث، حيث تأتي الأحزان من قبل غضب السماء وسخطها، حيث يُغربَلْ الأشرار "كالتبن قدام الريح". يُغربل الظالمون كالقشٍ، والأبرار كحنطةٍ. التفتوا إلى الرب القائل لبطرس: "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 31: 32). القديس أمبروسيوس لكن خداعات عدو الخير لن تثبت أمام رجال الإيمان بل تتبدد، كما ينطفئ السراج! *غالبًا ما يظن الشرير أن الموارد الأرضية بالنسبة له مثل سراج عظيم بالنسبة للنور، لكن إذ يحل به الدمار يفقد الغنى الذي أحبه أكثر من نفسه. البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114936 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَكَالْعُصَافَةِ الَّتِي تَسْرِقُهَا الزَّوْبَعَةُ [18]. يرى أيوب أنه لا يعني حديثه عن نجاح الأشرار أنهم بالحق ناجحون، فهم كالتبن قدام الريح، وكالعُصافة التي تسرقها الزوبعة. أنهم تافهون يفقدون كل قيمة، مهيأون للدمار، فيتعرضون له في عز مجدهم وسطوتهم. *حين يُرى الشرير في قوة، وحين يكون كمن ليس له من ضابطٍ أو مُقاومٍ لأعماله العنيفة، يحسبه الضعفاء كالصابورة (ثقل يستخدم لموازنة السفينة أو المنطاد). وأنه متأصل في هذا العالم. ولكن إذ يأتي الحكم الحازم من قبل الديان، "يكون الأشرار كالتبن قدام الريح"... "وكالرماد الذي تنثره الزوبعة". حياة الإنسان الشرير في عيني القدير مثل الرماد، هذا الذي قد يبدو أخضر إلى لحظة، لكنه يُرى كمن قد تبدد بالحكم الإلهي، يُترك جانبًا للاحتراق الأبدي. هذا الرماد تبدده الزوبعة. في هذا "يأتي إلهنا ولا يصمت. نار قدامه تأكل، وحوله عاصف جدًا" (مز 50: 3). البابا غريغوريوس (الكبير) إن كانت الريح تشير إلى الروح القدس، فإن الروح القدس الذي به يتحقق ميلاد المؤمنين كأبناء لله في مياه المعمودية، وبه يتجددون حتى يصيروا بالحق أيقونة المسيح، هو نفس الروح القدس الناري الذي لن تقدر أشواك الخطية أن تقف أمامه، بل تحترق! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114937 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اَللهُ يَخْزِنُ إِثْمَهُ لِبَنِيهِ. لِيُجَازِهِ نَفْسَهُ فَيَعْلَمَ [19]. أحيانا يترك الله الأشرار ينجحون، لكنهم يورثون الفشل لنسلهم. فيرث البنون مع الثروة التي نشأت عن الظلم والإثم اللعنة والدمار. ربما يتساءل البعض: وما ذنب الأبناء ليرثوا عن آبائهم الشرور المحزنة؟ أولًا: الله ليس بظالمٍ، فلا يعاقب الأبناء من أجل شرور آبائهم. فإن النفس التي تخطئ هي تموت. إنما أراد الله توبة الآباء ليخزِنوا لأبنائهم البرّ الإلهي. فلا ننكر ما لحياة الآباء من أثر على أولادهم، لكن بعض الأشرار كان أولادهم قديسين، فصارت أكاليل أبنائهم عظيمة، لأنهم لم يكملوا مكيال آبائهم في الشر، بل قبلوا الله أبًا لهم، يسلكون بروحه القدوس. وأيضًا وُجد أبناء أشرار عن آباء قديسين، فصارت قداسة حياة آبائهم علة دينونة بالأكثر. ثانيًا: يهدد الله الأشرار بما سيحل بأبنائهم بسبب شرورهم، لأن غالبًا ما لا يبالي الإنسان بما سيحل به قدر ما يحزن بشدة على ما يحل بأبنائه. وكأن هذا التهديد غايته توبة الآباء خشية هلاك أبنائهم. *نحن نعرف أنه مكتوب: "مفتقد إثم الآباء في الأبناء، وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع" (خر 34: 7). وأيضًا مكتوب: "ما لكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل، قائلين: الآباء أكلوا الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست. حي أنا يقول السيد الرب: لا يكون لكم من بعد أن تضربوا هذا المثل في إسرائيل. ها كل النفوس هي لي. نفس الأب كنفس الابن كلاهما لي. النفس التي تخطئ تموت" (حز 18: 2-4). هكذا في هاتين العبارتين بالرغم من الاختلاف في المعنى، لكن ذهن المستمع يجب أن يتعلم البحث بعناية فائقة طريق التمييز. لقد ورثنا الخطية الجدية عن والدينا، فإن لم نُحل منها بنعمة العماد، نحمل معنا خطايا آبائنا أنفسهم، متطلعين على أننا لا نزال واحدًا معهم... على أي الأحوال هذا يمكنه فهمه بطريقٍ آخر أيضًا، أن مَن يتمثل بطريق الشر الذي لأبيه الشرير، يرتبط بخطاياه أيضًا. وأما من لا يتبع شر والده، فإنه لن يتحمل ثقل عصيانه. بهذا فإن الابن الشرير من الأب الشرير لا يلتزم بخطاياه فحسب التي أضافها بل أيضًا بخطايا أبيه، إذ مارس أعمال أبيه الشريرة، هذه التي يعلم أن الله غاضب عليها. إذ لم يخشَ أن يضيف إليها شروره هو... لهذا بحق قيل: "حتى الجيل الثالث والرابع". فإنه يمكن حتى الجيل الثالث والرابع أن يشهد الأبناء لحياة الآباء ويتمثلون بها، فتمتد النقمة حتى إلى الذين يشهدون على ما يتمثلون به لضررهم. البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114938 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لِتَنْظُرْ عَيْنَاهُ هَلاَكَه، وَمِنْ حُمَةِ الْقَدِيرِ يَشْرَبْ [20]. لقد أغلق الشرير عينيه عمدًا كي لا يرى نعمة الله ولم تنفتح بصيرته على مراحم الله، فملأ كأسه بتمرده وعصيانه. كثيرًا ما يغمض الشرير عينيه عما سيحل به أو بنسله بسبب شروره، لكنه حتمًا سيفتح عينيه في يوم الرب ليرى هلاكه الأبدي حال عليه. إنه سيشرب من غضب القدير. هذا هو نصيب كأسه الذي ملأه في أيام غربته في العالم. * لو كان الإنسان أثناء وجوده في هذه الحياة يرغب في فتح عينيه على خطيته لما كان فيما بعد "يشرب من غضب القدير". أما من يحول عينيه هنا عن رؤية إثمه فلا يقدر أن يتجنب حكم الدينونة. البابا غريغوريوس (الكبير) إن نظرنا هلاكنا ونحن بعد في هذا العالم نهرب إلى الله نفسه الذي وحده قادر أن يحفظنا من الغضب الأبدي. أما من لا يريد أن يدرك حقيقة شروره فيملأ كأسه بالغضب الإلهي ليشرب منه في يوم الرب العظيم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114939 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَمَا هِيَ مَسَرَّتُهُ فِي بَيْتِهِ بَعْدَهُ، وَقَدْ تَعَيَّنَ عَدَدُ شُهُورِهِ؟ [21] إن كان أيوب قد أفاض في الحديث عن رخاء بعض الأشرار ونجاحهم، لكنه يوضح ماذا يكون هذا النجاح حتى وإن امتد كل أيام حياة الشرير التي هي ليست ألا عدة شهور، فيفتح عينيه فجأة وإذا به يسقط تحت الغضب الإلهي. في مثل الغني ولعازر أظهر لنا السيد المسيح كيف انزعج على أهل بيته وهو في الهاوية عندما أدرك أن كل الخيرات التي تمتع بها في أيام حياته على الأرض تعجز عن أن تبل لسانه. وتضاعف حزنه وهو يدرك أن أخوته الخمس سيتبعانه (لو 16: 25-28). يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن الشرير حتى في العالم العتيد لا ينسى بيته، فقد أخبرنا السيد نفسه عن الغنى الذي رفع عينيه وهو في الهاوية يطلب من أجل إخوته الخمسة (لو 16: 28). لكن لم تعد هذه الطلبة تنفع أهل بيته بعد، إذ ضاعت الفرصة منه. عملنا كحاملي الرب يسوع - ينبوع الفرح - في داخلنا، أن نفرح ونتهلل ونكون علة مسرة بيوتنا. فإن كنا نفرح هنا بمسيحنا الساكن فينا تفرح السماء بنا، ويفرح كثيرون، فنكون كأعضاء في أسرة شبه سماوية سمتها الفرح الحقيقي. عندئذ حتى بخروجنا من العالم لا نكف عن أن نطلب لأجل مسرة بيوتنا. هذا ما نلمسه عمليًا حيث نرى قديسين يطلبون في الفردوس من أجل فرح العالم كله برجوعه إلى الله، وتمتعه بالفرح الإلهي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114940 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَاللهُ يُعَلَّمُ مَعْرِفَةً، وَهُوَ يَقْضِي عَلَى الْعَالِينَ؟ [22] ليس من إنسان يقدر أن يدرك معرفة الله ديان السماء والأرض، الذي يدين الملائكة الساقطين والبشر في يوم الدين. أحكامه أبعد ما تكون عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. هو وحده الذي يحكم إن كان شرير ما ينجح هنا حتى ولو امتد نجاحه كل أيام حياته أو يفشل. بحكمته الإلهية يدبر ما لا يستطيع إنسان أن يدركه. إذ نعجز عن إدراك معرفة الله وحكمته وخطته ليس لنا أن نحكم على إنسانٍ ما أنه بار أو شرير من خلال ما يحل به من متاعب أو ما يتمتع به من بركات زمنية. عوض الحكم على إخوتنا نحبهم ونصلي من أجلهم لبنيانهم الروحي ونموهم، وأيضًا لأجل توبتهم، حتى يهبنا الله معهم التوبة الصادقة والنمو الروحي الحقيقي. *أحكام الله القدير علينا غاية في السرية وليست بظالمة. لكن إذ رفعنا أعين أذهاننا إلى العلويات نرى بأعيننا (الداخلية) أنه ليس لدينا ما نشكو به بخصوص العدالة. فإن الله القدير يميز استحقاقات الملائكة، أقام بعضًا منهم ليسكنوا في نورٍ أبدي بدون سقوطِ، والآخرون سقطوا بإرادتهم من الثبات في علوهم، وانحدروا إلى سخط الدينونة الأبدية... إنه يفعل أمورًا عجيبة فوق مستوانا، وواضح بالتأكيد أنه يدبر كل الأمور الخاصة بنا بمعرفة. البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||