![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 114881 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ![]() أَجابوه: ((أَتُعَلِّمُنا أَنتَ وقد وُلِدتَ كُلُّكَ في الخَطايا؟)) ثُمَّ طَردوه. تشير عبارة "أَتُعَلِّمُنا أَنتَ وقد وُلِدتَ كُلُّكَ في الخَطايا؟" إلى غضب الفِرِّيسيِّينَ الذين عبّروا عنه بشتم الرجل والإساءة إليه، لأنهم عجزوا أن يحملوا الَأعْمى على الكذب بالتهديد، وخجلوا من قوة حِجّته وشهادته الواضحة للحق. صوت قلب الَأعْمى يصرخ مغطِّيًا على صوت اليَهود الذين يريدون إسكاته، لكنّ إصراره وإيمانه جعلا صوته أعلى من صراخهم. فمن هو في العالم وليس من العالم يكون صوته صوت الحق، الصوت المدوّي الّذي لا يقف بوجهه صراخ الألوف المؤلّفَة وضجيجهم. وصدق قول المثل المأثور "الحق يعلو ولا يُعلى عليه ". أمَّا عبارة "ثُمَّ طَردوه" في الأصل اليوناني (ἐξέβαλον αὐτὸν ἔξω (معناها أخرجوه خارجا) فتشير إلى إخراج الَأعْمى المُعافى في ذلٍّ وانكسار انتقاما منه، ولكن هذا الطرد لا يعني الحرم الرسمي، وقد تنبأ يسوع فصل اليَهود لتلاميذه "سيَفصِلونَكم مِنَ المَجامِع" (يوحنا 16: 2). اضطهد الفرِّيسيُون الَأعْمى بسبب تمسكه بالحقيقة وتأديته الشهادة للمسيح. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114882 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فسَمِعَ يسوع أَنَّهم طَردوه. فلَقِيَه وقالَ له: ((أَتُؤمِنُ أَنتَ بِابنِ الإِنْسانِ؟)) تشير عبارة "فسَمِعَ يسوع أَنَّهم طَردوه" إلى معَرَفَة يسوع خبر طرد الَأعْمى وكان سبب طرده هو إصراره على اعترافه بالحق من جهة شفائه، وإقراره بانَّ يسوع نبي. وفي هذا الصدد يقول يسوع " طوبى لَكمُ إِذا أَبغَضَكُمُ النَّاس ورَذَلوكم وشتَموا اسمَكُم ونَبذوه على أَنَّه عار مِن أَجلِ ابنِ الإِنْسانِ"(لوقا 6: 22). أمَّا عبارة "لَقِيَه " فتشير إلى مبادرة المسيح في البحث عن الَأعْمى الذي طرده الفِرِّيسيُّونَ، وحرموه من حقه كعضوٍ في شعب الله فوجده. بحث عنه حتى وجده لكي يُعزّي قلبه ويُقوِّي إيمانه، وفيه صدق صاحب المَزامير " إِذا ترَكَني أَبي وأُمِّي فالرَّبُّ يَقبَلني" (مزامير 27: 10). فالمسيح يبحث عن كل من خسر شيئاً لأجله مُعطيًا إيَّاه اختبارًا أعمق. إنه " أبو اليَتامى ومُنصِفُ الأَرامل " (مزمور 68: 6). التقى الَأعْمى مع ابن الإِنْسانِ الآتي من السماء ليَجْمَع البشر، انه مسيح المَطرودين والمَرذولين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114883 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "ابنِ الإِنْسانِ " فتشير إلى المسيح الموعود، إذ عبّر اليَهود عن المسيح "بابن الله" بناء على ورد في المَزامير " أُعلِنُ حُكمَ الرَّبّ: قالَ لي: أَنتَ اْبني وأَنا اليَومَ وَلَدتُكَ " (مزمور 2: 7). لكن اليَهود فضّلوا أن يسمُّوه "بابن داود" متوقعين أن يجلس على كرسي داود كملك أرضي (متى 22: 42). لكن يسوع أراد أن يُظهر ملكوته روحيًا لا أرضيًا فسمّى نفسه "ابن الله". وهذا اللقب لمّح إليه دانيال النبي في رؤيته (دانيال 7: 9-15). ورد هذا اللقب على لسان يسوع في أثناء الدعوى أَمامَ مجلس اليَهود قائلا " سَوفَ تَرونَ ابنَ الإِنْسانِ جالِساً عن يَمينِ القَدير، وآتِياً في غَمامِ السَّماء" (مرقس 14: 62)، أمَّا عبارة "أَتُؤمِنُ أَنتَ بِابنِ الإِنْسانِ؟" فتشير إلى قول "أتؤمن بابن الله؟" لأن هاتين السِمتين لا تنفصلان، كما آمن نَتَنائيل فشهد "راِّيي، أَنتَ ابنُ الله" (يوحنا 1: 34). الفِرِّيسيُّونَ ينظرون إلى الرجل الَأعْمى أنه وُلد كله بالخطايا (يوحنا 9: 34)، ينظرون نظرة خارجية لإصدار حكم حسب المنطق الدنيوي. أمَّا يسوع فينظر إلى قلبه وإيمانه " أَنَّ الرَّبَّ لا يَنظُرُ كما يَنظُرُ الإِنْسانِ، فإنَّ الإِنْسانِ إِنَّما يَنظُرُ إلى الظَّواهِر، وأَمَّا الرَّبُّ فإِنَّه يَنظُرُ إلى القَلْب" (1 صموئيل 16: 7). رؤية الله تتجاوز حدود الإِنْسانِ ومعاييره. النظرة" الإلهيّة، تتَّجه إلى "قلب الإِنْسانِ" لا تتوقف مثلنا على السطح الظاهري أو الخارجي بل ترى أدق ما بالإِنْسانِ وما لا يستطيع الإنسان من رؤيته. نظرة يسوع نابعة من قلبه ومرتكزة على القلب البشري. والقلب هو مكان التأمل والذكاء وهو مركز الإِنْسانِ والمكان الذي يتخذ فيه القرارات واللقاء مع الله في الإصغاء إلى كلمته. ويسوع لا يزال يطرح علينا حتى يومنا الحاضر نفس سؤال "أَتُؤمِنُ أَنتَ بِابنِ الإِنْسانِ؟". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114884 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قالَ له يسوع: ((قد رَأَيتَه، هو الَّذي يكَلِّمُكَ)). تشير عبارة "هو الَّذي يكَلِّمُكَ" إلى إعلان يسوع انه المسيح تمامَا، كما كلّم المرأة السامرية قائلا لها "أَنا هو، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ" (يوحنا 4: 26). وكأن يسوع يقول له: إنك تشاهد المسيح الآن بعينيك وتسمع صوته بأذنيك". فيسوع قريب من الإِنْسانِ، كما يقول الرَّسول بولُس: لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَن يَصعَدُ إلى السَّماء؟ (أَي لِيُنزِلَ المسيح) أَو: مَن يَنزِلُ إلى الهاوِيَة؟ (أَي ليُصعِدَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات) (فماذا يَقولُ إِذًا؟ ((إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ" (رومة 10: 6-8). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114885 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقال: ((آمنتُ، يا ربّ)) وسجَدَ له. تشير عبارة "آمنتُ، يا ربّ " إلى الَأعْمى الذي لم يستردَّ بَصَر عينيه فحسب، إنَّما استردَّ أيضا بصيرته الرُّوحيَّة حين وجد يسوع، فأعترف به سيداً فنبيًا ثم رَبًا، على مثال اعتراف المرأة السامرية (يوحنا 4: 5-42)؛ ولا بدَّ من أنه كان مستعداً لهذا الإيمان بفعل الروح القدس الذي في قلبه وبتأمله في المعجزة التي صنعها يسوع له. أمَّا عبارة "آمنتُ" في الأصل اليوناني خ*خ¹دƒد„خµل½»د‰ (معناها "الحظوة بالاستقرار" هو نفس الفعل في العبرية ×گض±×וض¼×*ض¸×”: "يؤمن" يعني "الاتكاء على"، "الاعتماد على") فتشير إلى الاتكال على الله وعلى كلمته التي بها سيتمكَّن الإنسان من الاستقرار بعد مروره بالشِّدة، وهكذا نستطيع أن نترنَّم مع صاحب المَزامير "نُعايِنُ النُّور بِنُوركَ (مزمور 36: 9)؛ ويُعلق القديس أوغسطينوس "عَرَفَ الَأعْمى يسوع ليس فقط كابن الإِنْسانِ كما اعتقد قبل ذلك، بل ابن الله أيضًا الذي أخذ جسدنا". ونحن ما الذي نستطيع أن نراه في المسيح ما لم نكن نستطيع رؤيته من قبل؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114886 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس أوغسطينوس "عَرَفَ الَأعْمى يسوع ليس فقط كابن الإِنْسانِ كما اعتقد قبل ذلك، بل ابن الله أيضًا الذي أخذ جسدنا". ونحن ما الذي نستطيع أن نراه في المسيح ما لم نكن نستطيع رؤيته من قبل؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114887 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقال: ((آمنتُ، يا ربّ)) وسجَدَ له. " يا ربّ" في الأصل اليوناني خ؛ل½»دپخ¹خµ "(معناها يا سيد) فتشير إلى اسم المُخلص يسوع المسيح في الجماعة المسيحية بعد قيامته، كما جاء في تعليم بولُس الرَّسول "وجُعِلَ ابنَ اللهِ في القُدرَةِ، بِحَسَبِ روحِ القَداسة، بِقِيامتِه مِن بَينِ الأَموات، أَلا وهو يسوعُ المسيحُ ربّنا" (رومة 1: 4). وهذا الاسم يتضمن احتراما وثقة من قبل الذين يقتربون من يسوع وينتظرون منه عونا متل المرأة السامرية (يوحنا 4: 11)، أو شِفاء مثل الأبرص الذي يَدنو من يسوع " فيَسجُدُ لَه ويقول: ((يا رَبّ، إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أن تُبرِئَني (متى 8: 2) ويعبّر هذا الاسم عن الاعتراف بسر يسوع الإلهي، كما جاء في بشرى الملائكة للرعاة " وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ "(لوقا 2: 11). أمَّا عبارة "سجَدَ له" فتشير إلى عمل تعبدي، إذ قدّم الَأعْمى ليسوع سجودًا لائقًا بالعبادة لله. فإعلان الإيمان أدَّى به إلى السجود، أي العبادة بالروح والحق. لذلك يطلب بطرس الرَّسول من المؤمنين "انمُوا في النِّعمَةِ وفي مَعَرَفَةِ رَبِّنا ومُخَلِّصِنا يسوعَ المسيح" (2 بطرس 3: 18). هذه آية هي خلاصة النص الإنجيلي الذي نحن بصدده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114888 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالَ يسوع: ((إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ: أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَأعْمى الَّذينَ يُبصِرون)). تشير عبارة "إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ" إلى دينونة عَمى اليَهود لأنهم أبوا أن ينظروا الحق. والدينونة هي نتيجة حتمية لمجيء المسيح "لِأَنَّ الآبَ لا يَدينُ أحَداً بل أَولى القَضاءَ كُلَّه لِلاِبْن "(يوحنا 5: 22). يُظهر المسيح بالدينونة ما هو في القلوب، ويميّز الأبرار من الأشرار؛ أنه نُور، والنُّور حين يظهر يكشف من معه ومن ضده، "ها إِنَّه جُعِلَ لِسقُوطِ كَثيرٍ مِنَ النَّاس وقِيامِ كَثيرٍ مِنهُم في إِسرائيل " (لوقا 2: 24). أمَّا عبارة " لإِصدارِ حُكْمٍ " في الأصل اليوناني خ؛دپل½·خ¼خ± (معناها دينونة) فتشير إلى مجيئين: لم يأتِ المسيح في مجيئه الأول ليُدين، بل ليُخلِّص، ولكن أعمال الإِنْسانِ تُدينه. وأمَّا في مجيئه الثاني فأتى يسوع للدينونة لا للخلاص. والدينونة هي الانفصال عن المسيح، والمسيح هو النُّور والحَياة والفرح والسلام والمجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114889 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فقالَ يسوع: ((إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ: أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَأعْمى الَّذينَ يُبصِرون)). "أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَأعْمى الَّذينَ يُبصِرون " فتشير إلى انقلاب في المواقف. فعبارة "يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون " تشير إلى العُمْيان الذين يؤمنون بيسوع المسيح فيُشفون ويبلغون معَرَفَة الوحي، كالَأعْمى الذي شفاه يسوع والمرأة السامرية والمتواضعين هؤلاء الذين نالوا البصيرة الروحية فروا طريق الحق والخلاص. أمَّا عبارة " ويَأعْمى الَّذينَ يُبصِرون " فتشير إلى الفِرِّيسيِّينَ المتباهين بالنُّور، وحكماء في أعين أنفسهم (لوقا 10: 21)، ومدَّعين أنَّ لديهم "مِفتاحِ المَعَرَفَة" (لوقا 11: 52) لكنهم عاجزون عن رؤية يسوع الذي يأتي بنُور الخلاص "نُور العالَم" (يوحنا 9: 5) وينكرونه ليس جهلاً ولكن تجاهلاً للحقيقة. فهم يغلقون على أنفسهم للأبد في الظلمات والهلاك، كما صرّح يسوع " مَن لم يُؤمِنْ بِه فقَد دِينَ مُنذُ الآن لِأَنَّه لم يُؤمِنْ بِاسمِ ابنِ اللهِ الوَحيد"(يوحنا 3: 17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114890 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فسَمِعَه بَعضُ الفِرِّيسيِّينَ الَّذينَ كانوا معَه فقالوا له: ((أَفنَحنُ أَيضاً عُمْيان؟)) عبارة " الفِرِّيسيِّينَ " مشتقة من الآرامية ×”ض·×¤ض¼ض°×¨×•ض¼×©×پض´×™× (معناها المنعزلون) تشير إلى إحدى فئات اليَهود الرئيسية الثلاث مع الصدُّوقيين والأسِّينيين. الفِرِّيسيُّونَ هم قادة اليَهود في الأمور الدينية. وقد حصروا الصلاح في طاعة الشَّرّيعَة، فجاءت ديانتهم ظاهرية وليست قلبية داخلية. واشتهر معظمهم بالرِّياء فوبَّخهم السيد المسيح بشدِّة على ريائهم وادعائهم البرّ كذباً وتحميلهم الناس أثقال العرضيات دون الاكتراث لجوهر الشَّرّيعَة (متى 5: 20 و16: 6 و11 و12 و23: 1ـ 39). والغريب انهم هنا يتكلمون مع الجميع بشأن الَأعْمى المُعافى إلا معه. إنهم يتكلمون عنه ولكن ليس معه مباشرة. أمَّا عبارة " أَفنَحنُ أَيضاً عُمْيان؟" فتشير إلى استفهام من يسوع يدل على نوع من التهكم كأنهم يقولون نحن علماء الشَّرّيعَة أتحسبنا عميان بالروح. أدراك الفِرِّيسيِّونَ أنه يتحدث عن العَمى الروحي، فسألوه إن كان يقصدهم بهذا. وهذا دليل على كبريائهم وترفُّعهم على الآخرين، فهم يشعرون أنَّهم حكماء وأذكياء، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "قول الفِرِّيسيِّينَ للسيد المسيح " أَفنَحنُ أَيضاً عُمْيان؟" على نحو ما قالوا في غير هذا الموضع: "إننا ذرية إبراهيم ولم نُستعبد لأحد قط؛ إننا لم نولد في زنى" (يوحنا 8: 33، 41) هكذا قالوا الآن". وهم نسوا ما قاله بولُس الرَّسول "وإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ كُلَّ ما تَقولُه الشَّرّيعَة إِنَّما تَقولُه لِلَّذينَ هم في حُكْمِ الشَّرّيعَة، لِكَي يُخرَسَ كُلُّ لِسان ولِكَي يُعَرَفَ العالَمُ كُلُّه مُذنِبًا عِندَ الله" (رومة 3: 19). |
||||