![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 114231 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يَتَعَجَّبُ مِنْ يَوْمِهِ الْمُتَأَخِّرُونَ، وَيَقْشَعِرُّ الأَقْدَمُونَ [20]. إذ تحل بالشرير اللعنة ويسقط في تغيير مُر مفاجئ لم يكن يتوقعه أحد، ولم يسمع عنه السابقون له كما اللاحقون، في دهشة يصرخون: "يا رب ما أهيب أحكامك؟" (مز 66: 3). عنصر المفاجأة لما سيحل بالأشرار خاصة في يوم الدينونة يدهش له الأبرار السابقون له، وأيضًا المعاصرون له. فإنه مهما وُصف التعب الذي يحلَ بهم لا يُمكن أن يعَّبر عما سيعانون منه. وبنفس الطريقة بالنسبة للأبرار حيث لا يمكن لذهن إنسانٍ أن يتخيل المجد المُعد لهم. ولعله وهو يتحدث هنا عن الأشرار يتكلم عن أخطرهم وهو ضد المسيح الذي يظهر كملكٍ صاحب سلطانٍ، تخضع له شعوب كثيرة، ويسيطر على منافذ العالم، لكنه فجأة ينهار حيث يرسل الله عونًا لكنيسته، ويحل الدمار بضد المسيح. * "يتعجب من أيامه المتأخرون، ويقشعر الأقدمون" [20]. فإنه سينحل (الشيطان) ليقف ضد الأبرار بشرٍ هذا مقداره، حتى أن قلوب المختارين تُضرب برعبٍ ليس بقليل. مكتوب: "حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضًا" (مت 24: 24). قيل هذا بوضوح ليس لأن المختارين سيسقطون، وإنما لأنهم سيرتعبون بمخاطرٍ مرعبةٍ. البابا غريغوريوس (الكبير) "وتمسك الدهشة بالأقدمين"، هؤلاء الذين من البداية تمموا وصايا الله... بمعنى كيف أنه حتى في نهاية الزمن لم يذعن هؤلاء (الأشرار) لوصية الله. الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114232 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إِنَّمَا تِلْكَ مَسَاكِنُ فَاعِلِي الشَّرِّ، وَهَذَا مَقَامُ مَنْ لاَ يَعْرِفُ اللهَ [21]. هذا ما يحل بمساكن الأشرار من خرابٍ ودمارٍ، وبؤسٍ وشقاءٍ. "الذين لا يعرفون الله تنتظرهم النقمة" (2 تس 1: 8). ما هو مسكن الأشرار الذين أصروا على عدم معرفتهم لله، سوى جهنم الأبدية. يقول القديس هيبوليتس Hippolytusفي مقاله Against Plato, on the Cause of the Universe ، إن كان هذا العمل أصيلًا، ُتقاد النفوس بعد الموت بواسطة ملاك حارس إلى الجحيم، إلى موضعٍ متسعٍ ومظلمٍ، تبقى هناك حتى يوم القيامة، بعضها نفوس شريرة تستحق العقوبة المؤقتة على شرها، كعربون للعقوبة الأبدية التي تنتظرهم. إنها تبقى بجوار بحيرة النار التي هي جهنم، ترى لهيبها، وتشتم دخانها، وتمتلئ رعبًا من أجل الدينونة القادمة ، أما الأبرار فيُقادون إلى مكان أكثر بهاء، وأكثر بهجة من العالم السفلي يدعى "حضن إبراهيم" حيث يتمتعون بالشركة مع الملائكة والبطاركة (الآباء)، ويفرحون برؤية المكافأة المقبلة. لم يرد القديس يوحنا الذهبي الفمأن يتحدث عن موضع جهنم سوى أنها "خارج هذا العالم" . لكنه تحدث في شيء من التفصيل عن لعناتها. ففي إحدى عظاته يقول عنها: [إنها بحر من النار، ليس بحرًا من ذات النوع بالأبعاد التي نعرفها هنا، بل أعظم وأعنف، بأمواج نارية، نيران غريبة مرعبة. توجد هناك هوة عظيمة مملوءة لهيبًا مرعبًا. يمكن للإنسان أن يرى النار تخرج منها من كل جانب مثل حيوان مفترس... هناك ليس من يقدر أن يقاوم، ليس من يقدر أن يهرب. هناك لا يُرى وجه المسيح الرقيق واهب السلام في أي موضع. وكما أن الذين صدر عليهم الحكم بالعمل في المناجم هم أناس عنفاء، لا يرون بعد عائلاتهم، بل الذين يسخرونهم، هكذا يكون الأمر هناك، ولكن ليس بالأمر البسيط هكذا، بل ما هو أردأ بكثير. لأنه هنا يمكن أن يقدم الإنسان التماسًا للإمبراطور طالبًا الرحمة، وقد ُيعفي عن السجين، أما هناك فلن يحدث هذا. إنهم لن يخرجوا بل يبقوا، يحتملون عذابات لا يمكن التعبير عنها .] مرة أخرى يقول إن النيران هناك لا تفني الإنسان، ولا تعطي نورًا، بل تحرق على الدوام. إذ تتحول الأجساد المقامة الُمدانة إلى عدم الفساد لهذا تبقى تعاني العذابات أبديًا. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن درجات العذابات في الجحيم مختلفة، تعتمد على مدى خطايا الإنسان ، لكن الكل يسقط تحتها أبديًا. يقول أيضًا إن الله يعد جهنم، حتى لا ُيلقى أحدًا فيها . * مستحيل أن يكون عذابات جهنم غير موجودة. * هذه العذابات ليست لمجرد تحقيق العدل الإلهي، لكنها وضعت لحث البشرية على التوبة والامتناع عن الخطية. * إن كان الله يهتم ألاّ نخطئ وإن ندخل في متاعب كهذه لتصحيحنا، فواضح أنه يعاقب الخطاة ويكلل الأبرار . القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس أما بالنسبة لنا فلنميز الصالحين عن الطالحين، وإذ نمدح الأبرار نقدس كلماتنا ونطهر قلوبنا. وفي نفس الوقت لنكرس أجسادنا ونفوسنا وهياكل نفوسنا بغيرتنا مع تقديرنا للأبرار وتمجيدنا لله، الذي يُسر بكرامة خدامه. له المجد على دهر الدهور. آمين. الأب هيسيخيوس الأورشليمي القديس أمبروسيوس البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114233 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * انظروا إلى أولئك الذين كانوا مشغولين بإدانته. تطلعوا إلى أولئك الذين يريدون أن يبكموا فمه. هذا ليس موقف أناسٍ يطلبون له التعزية، بل بالعكس من يثيرونه ويسخرون به... ألا ترون حسدهم؟ يحسبون الصمت عارًا، وقمة الغباوة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114234 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() جاء النص في كتابات البابا غريغوريوس (الكبير) "فأجاب بلدد الشوحي وقال: إلى أي مدى تطلق كلماتك وتنشرها؟ لتفهم أولًا، دعنا نتكلم" [1-2]. ويرى هذا الأب في أغلب تفسيره لسفر أيوب أن أيوب يرمز للكنيسة المقدسة، وأن أصدقاءه يرمزون للهراطقة المقاومين لها. هنا يقدم بلدد -كممثلٍ للهراطقة- اتهامين ضد الكنيسة، الاتهام الأول أن آراءها غير أصيلة، والثاني أنها بلا فهم، إذ لا تدرك آراءهم وأفكارهم. في كل العصور، إذ تتمسك الكنيسة بالإيمان الحي دون تسيب، يتهمها البعض بالعجرفة والكبرياء والجمود، وإذ ترفض الآراء المنحلة يتهمونها أنها ضيقة الأفق، عاجزة عن أن تكون معاصرة، إذ لا تفهم ما يدور حولها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114235 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في تعليق القديس جيروم على كلمات الرسول بولس: "عاملين مشيئات الجسد والأفكار" (أف 3:2)، يميز بين خطية الجسد وخطية الفكر فيقول: [يوجد فارق بين خطية الجسد وخطية الذهن. خطية الجسد بلا احتشام وفيها خلاعة، وتعمل كأداة لتحقيق شهواته. أما إثم الذهن فيخص التعليم ضد الحق والانحدار الذي للهراطقة.] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114236 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * يظن كل الهراطقة، أن الكنيسة المقدسة إذ تعرف بعض الأمور أنها مملوءة كبرياءً، بينما يحسبونها لا تفهم بعض الأمور التي يتوهمونها. هكذا كان بلدد الشوحي كمن يؤكد أن الطوباوي أيوب قد انكسر في كبرياءٍ، عندما أعلن أنه "ينشر الكلمات على نطاق واسع". لكن (بلدد نفسه) يحمل علامة على كبريائه، إذ انتفخ حاسبًا أن الطوباوي أيوب ينطق بأمور لا يفهمها. البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114237 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسانٍ كاملٍ، إلى قياس قامة ملء المسيح، كي لا نكون في ما بعد أطفالًا مضطربين، محمولين بكل ريح تعليم" (أف 12:4-14). يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارات قائلًا: [ننضج حين نبلغ إلى وحدة الإيمان، أي حين يُوجد مشاركون في الإيمان الواحد، فإن هذه هي وحدة الإيمان حين نصير جميعًا واحدًا، حين نعرف كلنا ذات الميثاق.] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114238 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * "لماذا نصمت أمامك كالبهائم؟" (lxx) لأن لك روح بهيمية، تطأطئ رأسك نحو الأرض. حتمًا أفكارك غير سليمة، ولا تناسب أناسًا صادقين، بل أولئك الذي قال عنهم داود: "الإنسان بكونه في كرامة لا يفهم، يُقارن بالقطيع غير العاقل، ويشبههم" (راجع مز 49: 12). بالنسبة لبلدد إذ أدرك أنه غير قادر أن يجاوب أيوب، تحوّل إلى الشتائمِ، صار مُهددًا في لحظة خاطئة. لهذا السبب فإن كلمات أيوب التي وجهها إلى الخصم (إبليس) لا إلى الله حسبها بلدد أنها ضد الله، وبهذا لم يخجل من أن يسيء إلى البار. الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114239 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() *حيث أن كل الهراطقة يشكون أن الكنيسة المقدسة تحتقرهم في تقديرها لهم، لذلك أضاف: "هكذا حُسبنا كبهائم، وكفاسدين في عينيك" [3]. إنه لأمر طبيعي للذهن البشري أن يفترض أن الأمور التي يفعلها إنما ترتد إليه. فيعتقدون أنهم محتقرون، بكونهم اعتادوا أن يحتقروا طرق الصالحين... تبرهن الكنيسة ضد الهراطقة أن ما يفعلونه هو أمر غير معقول، فيظنون في أنفسهم أن الكنيسة تتطلع إليهم كبهائمٍ. البابا غريغوريوس (الكبير) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114240 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "هل تظنين أنكِ فلك الخلاص وحدك، بدونك لن يتمتع إنسان بالخلاص الإلهي؟ ما تنادين به، هذا نوع من الجنون والكبرياء". يعلق البابا غريغوريوس (الكبير) على هذا النص قائلًا: [يحسب الهراطقة أن المشاعر القوية للتدبير الحسن أو للنعمة الروحية للكرازة المقدسة ليست صالحة كفضيلةٍ، بل هي جنون الغضب... "هل لأجلك تُخلى الأرض؟" (أي 18: 4)... تعلن الكنيسة المقدسة الجامعة أن الله لا يمكن عبادته إلا من خلالها، مؤكدة أن كل الذين خارجها لن يخلصوا. والهراطقة من الجانب الآخر، إذ يثقون أنه يمكنهم أن يخلصوا حتى بدون الدخول في نطاقها يؤكدون أن العون الإلهي يبلغ إليهم في كل موضع... "أو يُزحزح الصخر من مكانه؟" يدعو الهراطقة هؤلاء الأشخاص صخورًا، هؤلاء الذين في نظرهم، بسمو أفكارهم يقفون في الجنس البشري مفتخرين بكونهم معلمين. ولكن تقدم الكنيسة المقدسة ذاتها لجمع شمل المبشرين المخطئين ليدخلوا معًا في حضن الإيمان السليم. ماذا يُحسب هذا سوى أنها "تحرك الصخرة من مكانه". وإذ تصير لهم نظره سليمة للأمور، يخضعون في تواضع في داخلها، هؤلاء الذين كانوا قبلًا يأخذون موقف العناد، متمسكين بمفاهيم الخاطئة...؟ هكذا حمل بلدد رمزًا للهراطقة الذين ارتفعوا على أساس أن حياتهم سعيدة، منتفخين على الضربات التي حلتِ بالطوباوي أيوب.] |
||||