![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 114031 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() السجود لله بالروح والحق: لذلك(صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب انتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم، لان الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة) متى؟ (وهي الآن) أية ساعة؟ (حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له) ذلك لأن (الله روح)، فلو كان الله جسدًا لكان بالحق يرغب أن يُعبد في مكان مادي كالجبل أو الهيكل ولكن (الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا). قد تقول في قلبك "ألا أطلب جبلًا عاليًا منفردًا؟ لأنني اعتقد أن الله لكونه في الأعالي فهو يسمعني بالأحرى من مكان عال" ألا أنك على جبل عال فأنت تتصور انك قريب من الله، وإنه سيسمعك سريعًا لأنك تدعوه من مكان قريب إليه؟ حقًا أنه يسكن في الأعالي، ولكنه ينظر إلى المتواضعين (قريب هو الرب) ممن؟ (المنكسري القلوب) (مز34: 18)، (الرب عال ويعاين المتواضعين، أما المتكبرون فيعرفهم من بعد) (مز138: 6) وبقدر ما يكون الرب أقل قربًا من المتكبرين بقدر ما يرون أنفسهم مرتفعين! أتبحث عن جبل؟ انزل واتضع لكيما تقترب إليه. أتريد أن تصعد؟ اصعد، ولكن لا تبحث عن جبل: (طوبى للرجل الذي معونته من عند الرب، رتب في قلبه أن يصعد في وادي البكاء)(مز48: 6) والوادي هو الاتضاع، وعلى ذلك فليكن عملك كله في داخلك، وإذا طلبت مكانًا عاليًا ومقدسًا، اجعل من نفسك هيكلًا لله في داخلك: (إن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو) (1كو3: 17) أتريد أن تصلي في الهيكل؟ صل في داخلك، ولكن كن أولًا هيكلًا لله، لأنه يسمع لمن يصلي إليه في هيكله! فهو الساكن في الأعالي والناظر إلى المتواضعات. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114032 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() * "أنا الذي أكلمك هو" المسيا: لقد سمعت المرأة ذلك وتقدمت خطوة، فدعت الرب نبيًا، لقد لاحظت أن هذا الذي كانت تتكلم معه قد نطق بأمور ترفعه إلى مستوى الأنبياء، فماذا كانت إجابتها؟ (قالت له المرأة أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي، فمتى جاء ذلك يخبرنا بكل شيء) ما هذا؟ لقد قالت منذ قليل أن اليهود يختلفون معهم بخصوص الهيكل وهذا الجبل! ولكن في الحقيقة أن الرب عندما يأتي سيزدري بالجبل وسيقلب الهيكل، لأنه سيعلمنا كل شيء حتى نعرف كيف نعبد بالروح والحق، لقد علمت المرأة من هو الذي يمكنه أن يعلمها، ولكنها لازلت تجهل ذاك الذي كان يعلمها، ها هي قد استحقت الآن أن تقبل ظهوره وإعلان ذاته لها، الآن قد مُسح المسيا لأن كلمة "ممسوح" باليونانية تعني "المسيح" وفي اللغة العبرية "مسيا" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114033 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قال لها يسوع: (أنا الذي أكلمك هو) الآن بدأ إيمان المرأة يتكون ويثبت ويسود على قلبها لكي تبدأ أن تعيش باستقامة، وذلك لأنها استدعت زوجها، فبعد أن سمعت: (أنا الذي أكلمك هو) ماذا تحتاج أن تسمع أكثر من ذلك؟ لقد شعر الرب إنها مستعدة لأن تؤمن، فبمشيئته أعلن ذاته لها (وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة) أتتعجبون من كون ذاك الذي جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك يطلب الآن نفس السامرية؟ لقد تعجبوا من صلاحه ولم يتوقعوا منه أمرًا فيه خطيه(ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها وللحال (تركت المرأة جرتها) بمجرد أن سمعت أنه المسيا، لأنها بمجرد أن قبلت المسيح الرب في قلبها فماذا يمكنها أن تفعل سوى أن تنزل جرتها وتسرع لتبشر بهذه البشارة المفرحة؟ لقد ألقت عنها شهواتها وأسرعت لتعلن الحق، فليتعلم من يريدون أن يبشروا بالإنجيل أن يلقوا عنهم جرارهم عند البئر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114034 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هكذا تركت المرأة جرتها التي لم تعد في حاجة إليها بل أنها صارت ثقلًا عليها لأنه بهذا القدر صار تلهفها على الارتواء من الماء الحي، وإذا ألقت حملها عن كاهلها وصارت قادرة أن تُعرف الناس بالمسيح: (مضت إلى المدينة وقالت للناس هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت) وقد جاء إعلانها لهم ودعوتها هذه بالتدريج لذلك اندفعت قائلة بصيغة الاستفهام: (ألعل هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأتوا إليه) (وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلم كُل) لأنهم (كانوا قد ذهبوا إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا) ورجعوا (فقال لهم أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه انتم فقال التلاميذ بعضهم لبعض: ألعل أحد أتاه بشيء ليأكل) إذًا فلا نتعجب من أن المرأة لم تفهم كلام الرب عن الماء فها هم تلاميذه أنفسهم لم يفهموا معنى الطعام، ولكنه علم بأفكارهم، وهو الآن يعلمهم كسيد، ليس عن طريق غير مباشر كما فعل مع المرأة عندما كان يطلب زوجها ولكنه قال لهم مباشرة معلنًا: (طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني واتمم عمله) وقياسًا على ذلك فإن شرابه الذي طلبه من المرأة كان هو أن يعمل مشيئة الذي أرسله. وهذا هو سبب قوله: (أعطيني لأشرب لأني عطشان) ومعنى ذلك بالتحديد هو: أن يعمل الإيمان به وأن يشرب هو من إيمانها، بل وأن يطعمها في جسده. لأن جسده، هو الكنيسة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114035 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ها الحقول قد ابيضت للحصاد: (أما يقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد؟) لقد كان الرب متلهفًا على العمل وكان يعد لإرسال فعلة، وكأنه يقول لهم "إنني أريكم حصاد آخر قد ابيض وصار جاهزًا للعمل". (لذلك ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول أنها قد ابيضت للحصاد). لقد كان على وشك أن يرسل الحاصدين، (أنه في هذا يصدق القول أن واحدا يزرع والآخر يحصد لكي يفرح الزارع والحاصد معا. إذا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه، آخرون تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم). لقد أرسل الحاصدين، أليس هو أيضا الذي كان أرسل الزراع؟ فإلي أين يذهب الحاصدون إذا؟ بالطبع إلي حيث تعب الآخرون "الزراع"، لأنه حيثما وجد تعب وجهد مبذول فلابد أن يكون هناك زرع، وما زرع قد صار الآن ناضجا ويحتاج إلي منجل الحصاد وآله الدرس، فإلي أين ينبغي إرسال الحاصدين؟ إلي حيث كان الأنبياء قد كرزوا لأنهم كانوا هم الزراع. لأنه لو لم يكونوا هم الزراع فمن أين عرفت السامرية: (أنا أعلم أن مسيا يأتي)، لقد صارت تلك المرأة ثمرة ناضجة والحصاد قد أبيض في الحقول ويحتاج إلي المنجل ولكن لاحظوا يا أخوة ما قاله الرب: (لكي يفرح الزارع والحاصد معا) أن تعب كل منهما يختلف عن الآخر ولكنهما سيبتهجان بفرح متساو لأن كلا منهما سيأخذ أجرا واحدا هو الحياة الأبدية، يسوع هو ماؤنا، يسعي لخلاصنا ويذهب إلي البئر، ليجعلنا خادمين معه نفعل مشيئة أبيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114036 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ليس هناك صوم أربعيني بدون انقطاع وصوم, فَأهداف الصوم الروحية الحقيقية ليست كما يتصور البعض أنَّه امتناع رمزي عن شيء ما وتغيير عادات غذائية معينة.. لكن لابد أنْ نلتفت إلى جهاد الصوم, ولكي نفهم جهاد الصوم ينبغي أنْ نفهم أولًا ما قدمته لنا الكنيسة من تعاليم حول الصوم ثم نسأل أنفسنا كيف نطبق هذا التعليم في حياتنا.. فالامتناع عن الأطعمة بالانقطاع ضروري وجوهري ولكن ليس هو كل الصوم وإلاَّ كان الأكل حرامًا, ولكن المغزى الحقيقي للصوم, أنَّه قبل كل شيء قد استعلن لنا تلك العلاقة الوثيقة بين حدثيْن, نجدهما في الكتاب المقدس أحدهما في بداية العهد القديم والآخر في بداية العهد الجديد, وكثير من الناس يصومون, ولكن المهم جدًا هنا هو أنْ ندرك ونعيش المحتوى المسيحي الفريد للصوم ومضمونه الروحي النسكي.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114037 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الحدث الأول كسر الصوم على يد آدم في الفردوس عندما أكل من الثمرة المحرمة, والحدث الثاني مع المسيح آدم الثاني الذي بدأ بالصوم, فآدم الأول جُرِّب وتعثَّر ووقع في التجربة وانهزم, لكن المسيح رب المجد آدم الثاني جُرِّب فانتصر وغلب لحسابنا, وكانت نتيجة فشل آدم الطرد من الفردوس والموت.. أمَّا ثمرة انتصار وغلبة المسيح فكانت إبادة الموت والعودة إلى الفردوس.. وهكذا يُستعلن لنا الصوم كضرورة حتمية وقصوى في أهميتها كأمر حاسم جدًا في جهادنا, وليس مجرد فرض أو عادة.. بل هو وثيق الصلة بصميم سر الحياة والموت نفسه [MYSTERY OF LIFE AND DEATH] وبصميم الهلاك والخلاص والدينونة.. وهو ما تقوله وتؤكده لنا ذكصولوجية الصوم [لأنَّك لا تشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا.. أسألك يا مخلصي فتدركني مراحمك لتخلصني من الشدائد المضادة لنفسي.. لا تحرق عدم معرفتي مثل سدوم ولا تهلكني مع عمورة لكن يا ربي اصنع معي مثل أهل نينوى الذين صاموا فغفرت لهم خطاياهم].. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114038 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فى التعليم الأرثوذكسي ليست الخطية هي التعدى وكسر قاعدة تستوجب العقاب فحسب بل هي انقطاع عن الحياة التي أنعم بها علينا الله, هي عطب قد أصاب الحياة التي وهبها الله لنا ولهذا السبب فإنَّ قصة الخطية الأصلية الأولى قدمها لنا الكتاب المقدس كفعل الأكل لأنَّ الأكل وسيلة الحياة, إنَّه الذي يحفظنا أحياء ويبقينا على قيد الحياة لكن هنا يكمن السؤال الأساسي, ما معنى أنْ نكون أحياء؟ وماذا تعنى لفظة حياة بالنسبة لنا؟ اليوم هذا المصطلح له معنى بيولوجى بالدرجة الأولى فالحياة على وجه الدقة تعتمد أساسًا على الطعام, وتعتمد عمومًا على الطعام الطبيعي وبأكثر شمولًا على العالم المادي, وبحسب الكتاب المقدس والتسليم المسيحي [التقليد] فإنَّ تلك الحياة بالخبز وحده تعنى الموت لأنَّها حياة مائتة زائلة, لأنَّ الموت مبدأ يعمل فيها دائمًا, والله كما نعلم لم يخلق موتًا لأنَّه مانح ومعطى الحياة, فكيف تُصبح الحياة إذن زائلة مائتة؟ ولماذا الموت والموت وحده هو النهاية الحتمية والقانون المطلق لذاك الذي يوجد ولكل موجود! تجيب الكنيسة: لأنَّ الإنسان رفض الحياة كما قدمها ووهبها الله وكما أعطاه إياها ففضَّل حياة لا تعتمد على الله بل على "الخبز وحده", فالإنسان لم يعص الله فقط وعُوقِب, بل بسقوطه غيَّر صميم العلاقة بينه وبين العالم, لقد أعطاه الله العالم كطعام وكأنَّ العالم مقدمًا للإنسان من الله بمثابة "طعام" أيّ كوسيلة حياة ليكون القصد منها الشركة مع الله [COMMUNION WITH GOD] حيث الحياة هنا تبلغ غايتها بل عمق محتواها فيه [فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس].. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114039 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() خلق الله للطعام وللعالم كوسائل للشركة معه فإذا ما قبلت من أجل الله منحت الحياة وأعطتها, لأنَّ الطعام في حد ذاته ليس فيه حياة, ولا يقدر أنْ يهب الحياة, الله فقط فيه الحياة وهو وحده عنده الحياة, يهبها لا في الطعام نفسه ولا في السعرات الحرارية لأنَّه هو مبدأ الحياة.. وبالجملة نكون عندما نأكل أو نحيا أو نعرف الله في شركة معه لأنَّ كلها شيء واحد, وهذا هو عمق مغزى تدبير الكنيسة في الصوم.. وكانت مأساة آدم أنَّه أكل من أجل نفسه هو, والأكثر من ذلك أنَّه أكل "معزل عن الله" منفصلًا عنه لكي يصبح مستقلًا عن الله [التأله الكاذب]،وإذ قد فعل ذلك فلأنَّه اعتقد أنَّ الطعام يملك الحياة في ذاته, وأنَّه إذا ما تناول هذا الطعام يستطيع أنْ يصبح مثل الله أي تصير له حياة في ذاته, ولكي نَصِف الأمر ببساطة فآدم "آمن بالطعام", لقد آمن بالطعام مع العلم أنَّ الغرض الوحيد للاعتقاد والإيمان هو الله وحده.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 114040 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إنَّ الغاية الوحيدة لإيماننا إنَّما تكمن في الاتكال والاعتماد على الله والله وحده الذي فيه شبعنا لأنَّ فيه غنى وشبع وسرور وفي يمينه المجد كل الأيام, واليوم صار العالم والطعام ولقمة العيش هو إله الإنسان ومصدر حياته وأساسها, وصار الإنسان عبدًا لهما [أيّ العالم والطعام], ونقول أنَّنا نؤمن بعمل الله ولكن لابد أنْ نؤمن أنَّ الله حياتنا وطعامنا وملجأنا وناصرنا وشبعنا وغنانا وحياتنا الأبدية معًا.. وهذا ما تلفت عيون قلوبنا له البيعة في موسم الصوم الأربعيني عندما تضع لنا "إنجيل الاستعداد" اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره, وتأخذنا إلى الشبع الحقيقي لكلمة الله في "إنجيل أحد التجربة", وتُعرِّفنا أنَّ المسيح هو الينبوع الحي الذي كل مَنْ يشرب منه لا يعطش "إنجيل أحد السامرية", وأنَّ السيد هو سرّ الشفاء والخلق في أحد "المولود أعمى", وهو الذي يملك على حياتنا في "أحد الشعانين", وبالجملة هو سرّ غلبتنا وقيامتنا في أحد القيامة العظيم. |
||||