منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 12 - 2022, 04:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,320,867

اقبل من يد أبيك الصالح

اقبل من يد أبيك الصالح



فاجأت امرأة أيوب زوجها المتألم المضروب بالقروح من رأسه إلى قدميه، وهو جالس وسط الرماد، بقولها: "... أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!" (أي 2: 9). لقد كان إبليس هو المتكلم على لسانها، وذلك ليَبث فيه روح اليأس من استجابة الله له، بعد أن انتهى به الحال لهذا الوضع السيئ. لقد قصدت زوجته، بقولها "بارك الله" أن تهزأ بصلواته، التي بحسب رأيها لا نفع منها. لكن أيوب البار وبخها، بقوله لها: "... تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ! أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟ فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ" (أي 2: 10).

لقد علمنا أيوب الصديق، أن الإيمان يجب أن يكون بشخص الله. لقد آمن أيوب بالله الصالح الحنون والحكيم، الذي لا يتغير في جوهره، كقول الكتاب: "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ" (يع 1: 17).

إن الطفل الصغير لن يقطع صلته بأبيه أبدًا لأنه خَفَضَّ مصروفه، لأنه يدرك أن أبيه ما زال يحبه. وهو أيضًا لا يتردد أن يلجأ لوالده إن وقع في مشكلة ما، حتى وهو معاقب من أبيه. إنه يدرك تمامًا حب أبيه له ويخضع له بتلقائية، حتى وإن أدبه، كقول الكتاب: "ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟" (عب 12: 9).



لا يظن الابن (المحب لأبيه) السوء به، حينما يرى تصرفه نحوه لا يوافق رغباته، لأن الحب الذي يربطه بأبيه يدفعه دائمًا للثقة فيه، فلا يسمح لنفسه تحت أي ظرف أن يظن السوء في أبيه الحبيب، كقول الكتاب عن المحبة: "وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ" (1كو 13: 5).

بل على العكس من ذلك نجده يخضع لأبيه طائعًا، لأنه يشعر بالأمان المطلق في نوايا أبيه من نحوه، ولا يشك ولو للحظة أن أباه يمكن أن يؤذيه. لقد أحب أب الآباء إبراهيم الله، الذي آمن به كأب حبيب عظيم، حكيم، قدير، لذلك لم يتردد في طاعة أمره له، بتقديم إسحاق ابنه الوحيد محرقةً له، كقول الكتاب: "وَقَالَ: بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً..." (تك 22: 16، 17).

القارئ العزيز... إياك أن تتكلم على أبيك السماوي وقت ضيقك، كما يتكلم الجهال، الذين لا يعرفونه. فهل تنسى أنك قد صرت ابنًا له بالإيمان؟ وأن محبته قد انسكبت في قلبك بالروح القدس.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيها الراعي الصالح أنت طريقي تحملني لحِضْن أبيك
كما كنت أنت في كمال الحب واحد مع أبيك الصالح
لك المجد مع أبيك الصالح وروحك القدوس
إنه الطريق الصالح الذي يقود الإنسان الصالح إلى الآب الصالح
" أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي و


الساعة الآن 02:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025