كان  الفتى  الصغير فوق حصانه يطارد غزاله في ذلك الخلاء البعيد . وكانت غزالة جميلة تركض بسرعة حتى لا يكاد يلحق بها الحصان الذي كان يركض خلفها بسرعة .       
 وكان الطريق طويلا ، وكان  الفتى  لا يعلم أين هو ، فقد ابتعد كثيرا عن الأصدقاء ، والماء أصبح قليلا ، وكذلك الطعام ، والشمس في السماء لما تغب . وسرعان ما تغير لون السماء فأرعدت ، وأبرقت ، ونزل المطر ينهمر بشدة ،
 فضاعت معالم الطريق أمام  ماهر  الذي قال : أين أنا يا ترى ؟ وماذا سيكون مصيري في هذه الليلة ؟ وقد كنت أود العودة ، ولكنني أريد أن ألحق بهذه الغزالة مهما كان الأمر فكأنني وقعت في الفخ وعليّ أن أكون بطلا ، ويجب ألا أبكي وقد تعلمت ألا أخاف ، وصعد الى الجبل ، ووجد صخرة . . فدخل تحتها وبجانبه حصانه ، واحتميا بالصخرة من ذلك المطر المنهمر، وبينما هو في ذلك المأزق ج .
 سمع الذئاب وهي تعوي ، وتقترب منه لتفترسه وتأكله وكان عليه أن يفكر كيف يترك المكان ؟ ويتخلص من الذئاب المتوحشة ويهرب ، ولكنه أسرع وأشعل عود الثقاب في حزمة من الحطب والأغصان الجافة ، وأوقد نارا عالية والذئاب تخاف النار فهربت جميعا ، وابتعدت عن الحصان وفجأة قفز  ماهر  الى صخرة بعيدة وظل مختفيا خلفها ، وما هي الا لحظات حتى رأى من بعيد كلبه الأمين يجري ومعه الحصان واشتد خوف الذئاب فاختفت .
 وتقدم الكلب الوفي لصديقه الذي ظل يبحث عنه وصعد  ماهر  على ظهر حصانه مرة أخرى وظهر الغزال مرة أخرى فطارده  ماهر  ، وفجأة تعثر الغزال واستطاع  ماهر  أن يمسك به . . بعد رحلة محفوفة بالخطر .