![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الجرح الحقيقي كان في إنسانيتنا لم تكن تتوقع أن تتحوّل لحظة مزاح عابرة إلى مشهد يهزّ القلوب… فتاة شابة تقف في غابة هندية، تمسك بيدها ثمرة موز وتلوّح بها أمام فيل ضخم يقف خلف النباتات، يراقبها بعينيه الكبيرتين المليئتين بالجوع والفضول. كانت تبتسم، وصديقتها تصوّر، وكأنّ الفيل مجرد كائن ضخم لطيف خُلِق للترفيه. كانت تمدّ يديها نحوه، تُقرب الموز من فمه… وما إن يفتح خرطومه ليأخذ اللقمة التي ظنّ أنها هدية، حتى تسحب يدها فجأة لتضحك. مرّة… واثنتين… وثلاث. لكنّ الفيل، رغم صمته، كان يفهم كل شيء. كان يفهم الجوع. ويفهم الاحتـقار. ويفهم السخرية حين تُقَدَّم كطُعم ثم تُنزَع قـسوة. في لحظة، انقلب المشهد. تحرك الفيل بخطوة سريعة، وهزّ خرطومه مع نابيه في حركة واحدة هزّت الهواء من حوله. ارتـطمت الفتاة بالأرض بقوة، بينما صرخت صديقتها وسقطت الكاميرا من يدها رعبًا. الصحف وصفت المشهد بأنه “هجوم غاضب”… لكن الحقيقة أعمق وأكثر إنسانية مما يتخيّلون. الفيل لم يطاردها. لم يدُس عليها. لم يُنزل عليها انتقا*مه. بعد الحركة التحذيرية، وقف لحظة، كأنه يلتقط أنفاس كرامته المجروحة… ثم استدار وغادر. غادر بكل ما في البرية من كبرياء موجوع. اختار الرحيل… بدل أن يرد الأذى بأذى. انتشر الفيديو عالميًا بعد أن نشره ضابط الغابات الهندية سوسانتا ناندا محذِّرًا: "لا يمكنك خداع فيل… حتى لو كان مروّضًا. إنه أحد أذكى المخلوقات على وجه الأرض." وهكذا أدرك الناس الدرس الذي تجاهله البعض طويلًا: الحيوانات ليست دمى. وليست مهرّجين للطبيعة. إنها كائنات تشعر، وتُهـ*ينها الحيلة، ويؤلمها الاستخفاف… حتى لو عجزت عن قول ذلك بصوت. ربما لم يُصَـب أحد في الحادث… لكنّ الجرح الحقيقي كان في إنسانيتنا التي تتآكل كلما نسينا أن الحيوانات… تحس. وتتألم. وتتذكّر. |
![]() |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|