منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 11 - 2025, 12:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,389,602

أن الذكاء الحقيقي هو شجاعة فكرية لا تهتز


الأحجية التي هزت العقول
في عام 1946، وُلدت فتاة في الولايات المتحدة، لم يكن أحد يتوقع أن يحمل عقلها قدرات ستذهل العالم لاحقًا. اسمها: مارلين فوس سافانت.
بحلول العاشرة من عمرها، كانت مارلين تحل مسائل رياضية معقدة تفوق قدرة كثير من البالغين، بينما هي لا تزال ترتدي أحذية الأطفال. رغم فخر والديها بذكائها الفذ، قررا حماية طفولتها من الضغوط، فاخفوا الأمر عن العامة، دون أن يدركوا أن ابنتهم ستصبح لاحقًا رمزًا للذكاء وصمود الحقيقة في وجه السخرية والشك.
بحلول الثمانينيات، اعترفت موسوعة غينيس رسميًا بذكائها، مسجلة لها رقمًا قياسيًا في معدل الذكاء، وأصبحت معروفة عالميًا. وكتبت عمودًا أسبوعيًا في مجلة Parade بعنوان “اسأل مارلين”، تجيب فيه على أسئلة القراء، من ألغاز حسابية إلى مسائل حياتية معقدة.
لكن في عام 1990، جاء السؤال الذي قلب عالم الرياضيات رأسًا على عقب، وجعل مارلين محور جدل عالمي: مسألة مونتي هول.
السؤال كان بسيطًا، لكنه خداع عقلي:
"تخيل أنك في برنامج مسابقات، وهناك ثلاثة أبواب: وراء أحدها سيارة، وخلف الباقي ماعز. اخترت بابًا، ولنقل انك اخترت الباب رقم 1. يفتح مقدم البرنامج باب رقم 3 ليكشف ماعزًا. هل يجب أن تغيّر اختيارك إلى الباب رقم 2؟"
إجابة مارلين كانت صاد*مة للعديد من الأكاديميين:
"نعم، يجب أن تغيّر اختيارك."
السبب العلمي بسيط، لكنه ضد الحدس البشري:
عند اختيارك الأول، لديك فرصة 1/3 للفوز بالسيارة وفرصة 2/3 لاختيار الماعز.
عندما يكشف المقدم بابًا خاسرًا (ماعزًا)، فإن هذا لا يغير الاحتمالات الأولية، لكنه يرفع فرص الفوز عند التغيير إلى 2/3.
إذا اخترت السيارة من البداية (1/3 من الوقت)، التغيير يخسرك.
إذا اخترت ماعزًا (2/3 من الوقت)، التغيير يكسبك السيارة.
لتوضيح الصورة، تخيل أن هناك 100 باب: سيارة واحدة و99 بابًا بها ماعز. اخترت بابًا، ثم يكشف المقدم 98 بابًا كلها ماعز. هل ستتمسك بالباب الذي اخترته الذي كانت فرصته 1%؟ بالطبع ستغير، لأن فرص الباب المتبقي أصبحت 99%!
إجابة مارلين الصحيحة، رغم بساطتها، أثارت عاصفة من الانتقادات. تلقت أكثر من 10,000 رسالة، بعضها من حملة دكتوراه وأساتذة رياضيات، متهمين إياها بالغلط، بل والسخرية من طريقة تفكير النساء في الرياضيات.
لكن الحقيقة العلمية كانت واضحة: التحليل الرسمي، والمحاكاة الحاسوبية، وحتى التجارب الواقعية على برامج مثل MythBusters، أثبتت صحة كلامها. حتى عالم الرياضيات الشهير بول إيردوس أُقنع من نتائج المحاكاة.
القصة لم تكن مجرد مسألة رياضية، بل درسًا في الجرأة على التمسك بالحقيقة، حتى أمام آلاف المشككين. علمتنا مارلين أن العقل البشري يميل إلى الحدس، أحيانًا على حساب الحقيقة، وأن العبقرية ليست مجرد أرقام أو شهادات، بل القدرة على رؤية ما لا يراه الآخرون، والصمود بثبات أمام العاصفة.
مارلين فوس سافانت – المرأة التي ضحك عليها الجميع في البداية – أظهرت أن الذكاء الحقيقي هو شجاعة فكرية لا تهتز. أحيانًا، تكمن الحقيقة خلف باب، ولا يفتحه إلا من يؤمن بها رغم كل الضجيج.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الذكاء عطية يُقَدِّمها الله للبشر، لكن الكبرياء يُحوِّل الذكاء إلى مرارة
الذكاء عند الأطفال (النوع الثانى الذكاء الأجتماعى)
الذكاء عند الأطفال (النوع الثالث الذكاء البصرى)
الذكاء عند الأطفال (النوع الرابع الذكاء اللغوى)
الذكاء عند الأطفال (النوع الاول الذكاء البدنى)


الساعة الآن 05:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025