![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() «١٤ وَقَالَ ٱللهُ: لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنَّهَارِ وَٱللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. ١٥ وَتَكُونَ أَنْوَاراً فِي جَلَدِ ٱلسَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى ٱلأَرْضِ. وَكَانَ كَذٰلِكَ». مزمور ٨: ٣ و٧٤: ١٦ و١٣٦: ٧ إرميا ١٠: ٢ ويوئيل ٢: ٣٠ و٣١ ومتى ٢٤: ٢٩ مزمور ٧٤: ١٧ و١٠٤: ١٩ كان عمل اليوم الرابع ترتيب العالم الشمسي على ما هو عليه الآن دون غيره وفيه توالي الليل والنهار بغروب الشمس وشروقها. فيُفهم من ذلك أنه لم تُبدع الشمس حينئذ بل إنها صارت إلى ما نعرفة لِتَكُنْ أَنْوَارٌ أو منارات على ما في الحاشية. النور في العبرانية «أور» لكن فيها ما عُرب بالأنوار هنا «مُارُت» ومعناها منار أو منارة. إن الله في اليوم الأول خلق النور وفي ذلك الوقت أخذ النور (وهو ضوء كهربائي أو كيمي) يشتد ويكثف بكثافة الغازات المنتشرة في الفضاء حتى اجتمع حول مراكز أو أجزاء متحركة وهكذا تكونت الأجرام السماوية على ما ذُكر سابقاً لكن النورين أو النيّرين الزاهرين لم يظهرا في الجو الصافي إلا في اليوم الرابع. واليوم الرابع هو بداءة المثلث الثاني من أيام الإبداع الستة. فكان أكثر عمل الخالق إلى هذا اليوم ترتيبياً. وفي هذه المدة اشتد فعل الحرارة والماء والغازات. ولكن لما ظهر النبات كثُر التقدم من الأدنى إلى الأعلى والأشرف بما أودعه الله من نواميس التركيب. وفي اليوم الرابع أمران الأول تبرُّد وجه الأرض إلى حد احتياجها إلى الحرارة من خارج. والثاني فترة طويلة في الخلق فإنه لم يخلق فيه شيء جديد ولا سُنّ ناموس جديد ولا أُظهر عامل جديد في العالم. وإنما صفا الهواء وجف سطح الأرض وأخذت النباتات تمتص الغازات الضارة السامة وتقشعت السحب الكثيفة عن الشمس فضاءت وزادت لمعاناً وسطعت أشعة القمر وتوقدت النجوم توقداً ضعيفاً. وربما كثفت في ذلك اليوم الشمس إلى أنصارت إلى مثل كمالها اليوم. وذهب العلامة لنكي الفلكي على التسليم بصحة الرأي السديمي إلى أن المدة منذ تكوين الشمس إلى اليوم نحو ٠٠٠ ٠٠٠ ١٨ سنة وإنه لا ينفذ ضوءها بالإشعاع إلا بعد مدة ليست أقل من ذلك. وإن الشمس تتغير دائماً ويظن أنها عند نهاية خدمتها للأرض تجذب كل السيارات إلى سطحها فتقع عليه وينتهي نظام العالم المادي. ولعل ذلك يكون في نهاية اليوم السابع الذي نحن فيه لأن في مدة هذا اليوم وهي المدة السابعة ليس من خلق جديد فهو مدة إجراء النواميس غير المتغيرة بلا إيجاد معدوم ولا إعدام موجود. لِتَفْصِلَ بَيْنَ ٱلنَّهَارِ وَٱللَّيْلِ (ع ١٤) لينام الناس ويستيقظوا في أوقات معينة حفظاً لصحتهم. وهذا من الأدلة على حكمة الخالق أبي أرواحنا وصانع أجسادنا وجودته فإنه يسدل حجاب المساء فيدعو الإنسان إلى الراحة ثم يرفعه عن وجه الصباح فيدعوه إلى العمل. لآيَاتٍ أي علامات يميّز بها نهاية الليل وبداءة النهار وحدود الأسابيع والأشهر والسنين. ويحتمل أنه أراد هنا «بالآيات» صور البروج وهي اثنتا عشرة صورة من صور النجوم في المنطقة السماوية المعروفة بمنطقة البروج التي استخدمها القدماء لتحديد الأوقات. أَيَّامٍ وَسِنِينٍ اتخذ الإنسان في كل عصر من عصوره حركات الأجرام السماوية قياساً لمرور الزمان. قال بردمان إن الناس تعلموا من الحركات المختلفة كشروق الشمس وغروبها ومصير القمر بدراً وهلالاً وتعاقب نجوم الصبح والمساء ومرور النجوم بالهاجرة تقسيم الوقت إلى ثوان ودقائق وساعات وأيام وأسابيع وفصول ومواقيت وسنين وقرون وأدهار. وعلى هذا صبغت المقاييس الزمانية كالساعة والمزاولة (أي الساعة الشمسية) وبُني التقويم والزيج والخرنولوجيا والتاريخ. فالشمس والقمر والنجوم هي المقاييس القانونية التي يقسم بها الإنسان الزمان فلا خرنولوجيا بلا قياس محكم لليوم والسنة. ولا تاريخ بلا خرنولوجيا. ولا اختبار جنسي أو أمّي بلا تاريخ. ولا تقدم بلا ذلك الاختبار. ولا تمدن بلا تقدم. وإذا أبطلنا تقسيم الزمان ونحن في الحال الحاضرة وكوننا مركبين من نفس وجسد كنا كالساعة بلا معدّل فتسرع تارة وتبطئ أخرى وتصبح نفوسنا في تشويش ويختلط الوجدان والتصورات الماضية والمستقبلة ويسقط الإنسان في هاوية التوحش. والآيات والأيام والسنون جاءت في الكتاب لمعان مختلفة. والأيام في هذه الآية كأيامنا لا مُدد الخلق. وجاءت الآيات في قول إرميا «لاَ تَتَعَلَّمُوا طَرِيقَ ٱلأُمَمِ، وَمِنْ آيَاتِ ٱلسَّمَاوَاتِ لاَ تَرْتَعِبُوا، لأَنَّ ٱلأُمَمَ تَرْتَعِبُ مِنْهَا» (إرميا ١٠: ٢) بمعنى الكسوف والخسوف وذوات الأذناب والشهب والنيازك ودوران البروج بمقتضى الظاهر على ما يُرجح. وجاءت لمثل ذلك في قوله تعالى «وَتَكُونُ عَلاَمَاتٌ فِي ٱلشَّمْسِ وَٱلْقَمَرِ وَٱلنُّجُومِ... وقُوَّاتِ ٱلسَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ» (لوقا ٢١: ٢٥). وفي نبوءة يوئيل وسفر الأعمال ما نصه «وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ» (يوئيل ٢: ٣٠ وأعمال ٢: ١٩). وفي سفر المزامير «وَتَخَافُ سُكَّانُ ٱلأَقَاصِي مِنْ آيَاتِكَ» (مزمور ٦٥: ٨). وخلاصة كل ما ذُكر إن الأجرام السماوية خُلقت للإضاءة ولقياس الوقت ولعلامات تُظهر قدرة الله العجيبة. والأوقات في العبرانية (מוערים) «موعديم» وهي غير مقصورة على الأشهر وفصول السنة بل تشمل الاحتفالات والأعياد الدينية التي أمر الله الإسرائيليين بحفظها بعد ذلك. ففي نبوءة إشعياء «وَيَكُونُ مِنْ هِلاَلٍ إِلَى هِلاَلٍ وَمِنْ سَبْتٍ إِلَى سَبْتٍ، أَنَّ كُلَّ ذِي جَسَدٍ يَأْتِي لِيَسْجُدَ أَمَامِي» (إشعياء ٦٦: ٢٣). وفي المزامير «صَنَعَ ٱلْقَمَرَ لِلْمَوَاقِيتِ. ٱلشَّمْسُ تَعْرِفُ مَغْرِبَهَا» (مزمور ١٠٤: ١٩). |
![]() |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|