لقد عمل الله بأهود الرجل الأشول، كما استخدم شمجر الذي لا يملك إلاّ منساس بقر يحارب به، والآن يعمل بامرأة أو كما يقول القديس أمبروسيوس بأرملة، حتى يسند الكل رجالًا ونساءً، المتزوجين والأرامل والعذارى، فيكون لكل دوره الروحي في حياة الجماعة المقدسة.
في هذا يقول القديس أمبروسيوس: [أظهرت (دبورة) أن الأرملة ليست غير محتاجة إلى معونة الرجل ما دامت غير معوقة بجنسها واضعة على عاتقها أن تحقق التزامات الرجل، فقد عملت أكثر مما تعهدت. فعندما كان القضاة يحكمون اليهود، إذ لم يستطيعوا أن يجدوا من يحكمونهم ببر رجولي أو يدافعون عنهم بقوة رجولية والتهبت الحروب من كل جانب اختاروا دبورة لتحكم عليهم. هكذا حكمت أرملة الآلاف من الرجال في وقت السلام ودافعت عنهم ضد العدو (وقت الحرب). لقد وُجد في إسرائيل قضاة كثيرون من قبلها لكن لم توجد قبلها قاضية... وإنني أعتقد أن عملها كقاضية قد سُجل، وأفعالها قد وُصفت حتى لا تتوقف النساء عن العمل الشجاع بسبب ضعف جنسهن. أرملة حكمت الشعب، أرملة قادت الجيوش، أرملة اختارت القواد، أرملة صممت على الحرب ونالت نصرات... ليس الجنس هو الذي يصنع القوة بل الشجاعة].
ويختم حديثه عن دبورة القاضية بقوله: [أيتها النساء ليس لكن عذر بسبب طبيعتكن؛ أيتها الأرامل ليس لكن حجة بضعف جنسكن. لا تنسبن تغيركن إلى فقدانكن عون الزوج، فلكل إنسان حماية كافية إن كانت نفسه لا تعوزها الشجاعة].