القديس القوي موسى الأسود
هذه السيرة، رغم جاذبيتها وقوّتها الروحية،
تحتاج إلى قراءة نقدية تكشف أبعادها المخفيّة:
وظيفة التوبة في الرواية التقليدية
رُويت سيرة موسى في إطار خطاب نسكي يركّز على التحوّل
من الخطيئة إلى النعمة. لكن هذا التركيز يُخفي أحيانًا تصورًا
للقداسة يقوم على ثنائية: "الخاطئ الكبير يصبح قديسًا أعظم".
والسؤال اللاهوتي المعاصر هو: هل تُبنى القداسة على "تضخيم"
الماضي الخاطئ؟ أم على عمق الشركة مع المهمّشين والمنبوذين
اليوم؟ على كل حال، تسعى الرواية النسكية إلى تذكيرنا بخبرة
روحية تقول: "أكبر الخطأة قد يصبح أعظم القدّيسين"، دون إدانة لأحد.