منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 05 - 2025, 05:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,324,100

آحاز والعبادة الوثنية


آحاز والعبادة الوثنية

3 بَلْ سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، حَتَّى إِنَّهُ عَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ حَسَبَ أَرْجَاسِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4 وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى التِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ.

بَلْ سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ،
حَتَّى إِنَّهُ عَبَّرَ ابْنَهُ فِي النَّارِ حَسَبَ أَرْجَاسِ الأُمَمِ،
الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. [3]
بعد سلسلة من الملوك في يهوذا الذين سلكوا بالبرّ نسبيًا، جاء آحاز يسلك بالشر مثل ملوك إسرائيل. ربما كان لملوك إسرائيل أن يدَّعوا بأن عبادتهم للعجلين في دان وبيت إيل كان أمرًا ضروريًا بدافع الحفاظ على مملكة إسرائيل، حتى لا يميل قلب الشعب إلى العودة إلى الهيكل في أورشليم عاصمة مملكة يهوذا، والخضوع لملكها الذي من نسل داود. أما آحاز ملك يهوذا فلم يكن له ما يُبَرِّر به موقفه من الاقتداء بملوك إسرائيل، وعدم مبالاته بعبادة الله الحيّ والالتزام بوصاياه والاهتمام بالهيكل.
كان آحاز مُرتدًا، قاد بنفسه الشعب في تبنِّي العبادات الكنعانية الوثنية (2 أي 28: 1-4).
يُقدِّم لنا سفر أخبار الأيام الثاني تقارير عن إجازة الإنسان ابنه في النار التي ارتبطت بعبادة البعل والتي كانوا يمارسونها في وادي ابن هنوم (2 مل 23: 10؛ 2 أي 28: 2-3).
في أيام يوآش الملك ويهوياداع الكاهن هدم الشعب مذابح البعل وكسروا تماثيله (2 مل 11: 18). لكن إذ ملك آحاز عاد إلى ما عملته عثليا الشريرة ابنة أخآب وإيزابل. كما قدَّم ابنه مُحرَقة للأوثان، إرضاءً للآلهة بتقديم أفضل ما عنده (مي 6: 7)، وهذا ما يُدعى بالإجازة في النار، وهي من أبشع الممارسات الوثنية التي كثيرًا ما حذَّر الله شعبه منها.
كان لمولك صنم من النحاس جالس على عرش، وكانوا يشعلون في التجويف نارًا، ويضعون على ذراعي الصنم أطفالهم ليحترقوا ويموتوا، أو يُسلِّمونهم لكاهن الوثن، فيلقيهم على الذراعين المُحمرتين بالنار وسط ضربات الطبول حتى لا يسمع أحد صرخات الأطفال وهم يحترقون.
وقف إرميا عند باب الفخار حيث تُلقَى القمامة ليوجه الحديث إلى ملوك يهوذا مع سكان أورشليم، لأنه لم يكن ملوك يهوذا يدخلون من هذا الباب. لكن اشتراكهم في سَفْك دم الأبرياء (2 مل 21: 16؛ 24: 4)، وتقديم أطفالهم ذبائح بشرية للأوثان (2 مل 16: 3؛ 21: 6)، جعلهم يُحصون مع الشعب الداخل في باب القاذورات ليسمعوا معهم كلمة توبيخ قاسية، وصدور حُكْم إلهي عليهم جميعًا بغير محاباة!
حقًا ما أصعب على نفس ملك يهوذا أن يأتيه الخبر بأن إرميا يوجه إليه رسالة عنيفة عند باب القاذورات وإلقاء القمامة. لكن هكذا نزل الملك بنفسه إلى هذا المستوى باشتراكه في الرجاسات الوثنية وعنفها!
لقد جاءت الوصية الإلهية واضحة: "لا تعمل هكذا للرب إلهك، لأنهم قد عملوا لآلهتهم كل رجسٍ لدى الرب مما يكرهه، إذ أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار لآلهتهم" (تث 12: 31).
جاء في (2 أي 28: 3) عن آحاز أنه أوقد في وادي ابن هنّوم وأحرق بنيه بالنار حسب رجاسات الأمم، كما قام منسّى وهو من أشر ملوك إسرائيل بنفس العمل (2 أي 33: 1، 6). هذا كان يتم في توفة أو تفتة بوادي هنّوم. وهي تقع في وادي الربابة على السفح الشرقي لجبل صهيون (نح 11: 30). ربما هذا الاسم مُشتَق من كلمة معناها "تنُّور أو فرن"، أو من كلمة أرامية معناها "مكان الحريق". كانت هذه المنطقة في الأصل بستانًا مقدسًا للكنعانيين، ثم صارت مركزًا لعبادة البعل حيث كان اليهود المنحرفون يجيزون بنيهم وبناتهم في النار لمولك (إر 32: 35).
وقام يوشيا الملك الصالح بتنجيس توفة "لكي لا يُعبِّر أحد ابنه أو ابنته في النار لمولك (2 مل 23: 10). وقد صارت توفة رمزًا للخراب والتأديب على هذه الخطايا والرجاسات، إذ يقول النبي: "لذلك ها هي أيام تأتي يقول الرب ولا يُسمَّى بعد توفة ولا وادي ابن هنوم، بل وادي القتل، ويدفنون في توفة حتى لا يكون موضع. وتصير جثث هذا الشعب أُكلاً لطيور السماء ولوحوش الأرض ولا مُزعج" (إر 7: 32-33). وقد امتلأ الوادي عبر التاريخ بالقمامة التي كانت تُلقَى من فوق أسوار المدينة حتى ضاعت الآن معالمها.
يا للعجب! قدَّم ابنه ذبيحة للأصنام العاجزة عن حمايتها لنفسها، ظانًّا أنه بهذا يضمن أمانه ونصرته، ولم يُقدِّم قلبه لله القدير ضابط الكل! يفقد الإنسان في فساده التعقُّل والاتزان وحتى الحكمة البشرية الطبيعية! في عصيانه لله يتعدَّى حدود الممارسة الوثنية في إسرائيل. إذ ينحطّ إلى مستوى شائن بتقديم ابنه مُحرَقة كطقس الإله مولك.
إنه لأمر محزن أن أولاد الله الذين جعلهم الله ملوكًا وكهنة (رؤ 1: 6)، ليرتفعوا بروح أبيهم إلى حيث هو جالس، أن ينحدروا بأنفسهم ليسقطوا تحت الحُكْمِ مع أولاد إبليس الأشرار باشتراكهم معهم في سلوكهم الشرير، وينحطوا أحيانًا إلى مستوى أدنى من الحيوانات!
v أية مأساة هذه؟!... لقد قدَّموا أبناءهم وبناتهم ذبائح للشيطان! رفضوا أن يتعرَّفوا على الطبيعة، لقد نسوا آلام الولادة، ووطأوا بأقدامهم تربية أطفالهم، لقد سقطوا من أساسات شرائع القرابة، وصاروا أكثر وحشية من أي حيوان مفترس.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v إذ خلق الله آدم، لم يزوده بأجنحة جسدية مثل الطيور، لكن قصد في الأصل أن تكون له أجنحة الروح القدس، تلك الأجنحة التي قصد أن يعطيها له في القيامة لترفعه وتختطفه إلى حيث يشاء الروح. هذه الأجنحة التي تنال النفوس المُقدَّسة امتياز الحصول عليها منذ الآن، وتطير في عقولها إلى المجال السماوي. فالمسيحيون لهم عالم مختلف خاص بهم، ومائدة أخرى، وثوب آخر، ونوع آخر من التمتُّع والتنعم، وشركة أخرى، وطريقة أخرى للتفكير والعقل... إن لهم الامتياز أن ينالوا قوة هذه الأمور في داخل نفوسهم منذ الآن بواسطة الروح القدس. لذلك فإن أجسادهم تُحسَب أهلاً في القيامة للاشتراك في خيرات الروح الأبدية هذه، وسوف تختلط بذلك المجد الذي قد عرفته نفوسهم بالاختبار في هذه الحياة.
القديس مقاريوس الكبير
وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى الْمُرْتَفَعَاتِ،
وَعَلَى التِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. [4]
مارس آحاز رجاسات الوثنيين، الأمر الذي شدَّد الرب على الامتناع منه. لقد أهمل والده إزالة هذه المرتفعات، فكانت عثرة خطيرة لابنه الذي ليس فقط تجاهل وجودها، إنما اندفع وانغمس في العبادة الوثنية على هذه المرتفعات.
صار آحاز مثالاً شريرًا لشعبه في الذبح على المرتفعات للآلهة الوثنية. كما كان يُقدِّم ذبائح تحت الأشجار الكبيرة القديمة المنفردة، بزعم أنها مسكن الآلهة، ولا يجسر أحد أن يقطعها أو يحتطب منها.
v الذين يثقون في الأصنام أغبياء. الأصنام هي من صُنعهم، أشياء يصنعونها بأياديهم، لكنهم يعودون ويقولون: "هذه الأصنام هي خالقنا". كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يقولوا عن أشياء صنعوها أنها خِلقتهم؟ بجانب هذا هم يحرسون أصنامهم، حتى لا يسلبها لصوص... يا للغباوة! إن كانت الأصنام تعجز عن أن تحرس نفسها وتحميها، فكيف تحرس آخرين وتخلصهم؟
الأب يوحنا الدمشقي
v في الوصية الأولى من الوصايا العشر، كما أن عبادة الرب الإله الواحد قد أُمر بها بكل وضوح، هكذا جاء المنع في غاية الشدة بخصوص العبادة والخدمة التي يُقدِّمها المؤمنون لأي مخلوق، إذ يُقال: "أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية، لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" (خر 20: 2-3).
الأب فولجنتيوس أسقف Ruspe
v ألا ترون أن هذا (تث 13: 9) لم يُقل بخصوص النادمين، بل عن الذين ليس فقط متمسكين بالشر، وإنما لا يكفّون عن وضع عقبات لنا في طريقنا؟ هؤلاء الذين مهما كانوا أعزاء علينا يلزم هجرهم. ومهما يبدو أنهم نافعون لنا يلزم التخلِّي عنهم.
بيشان أسقف بارسيلونا
v يُطلب من المسيحيين واليهود تجنُّب المعابد (الوثنية) والمذابح والصور (الأصنام) وذلك حسب الوصية: [خف الرب إلهك، وإيّاه وحده تخدم...] (تث 6: 13) ليس فقط يتجنّبونها بل ومستعدون عند الضرورة أن يبلغوا حتى الموت لتجنُّب تدنيس مفهومهم لإله المسكونة بأي تصرف من هذا النوع مخالف لناموسه.
v عندما يحاول أُناس أن يغوونا نحو الارتداد، من المفيد أن نتأمل فيما يرغب الله أن يُعلِّمنا بقوله: "أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ". في رأيي أن العريس الذي يرغب في عروسه أن تحيا بالطهارة، فتُقدِّم نفسها له بالكامل، وأن تحذر من أية علاقة مع أي إنسانٍ غير زوجها، يبدو أنه بحكمة يكون غيورًا. يستخدم هذا المظهر كنوعٍ من الترياق لعروسه. هكذا مُقدِّم الشريعة، خاصة عندما يُعلن عن نفسه كبكر كل خليقة (كو 1: 15)، يقول لعروسه – أي النفس – إنه إله غيور. بهذه الطريقة يحفظ تابعيه من أي زنا مع الشياطين والآلهة الباطلة.
العلامة أوريجينوس

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | بين عبادة الله الحيّ والعبادة الوثنية
آرميا النبي | الخلط بين كلمة الله والعبادة الوثنية
المزج بين عبادة الله والعبادة الوثنية في الكتاب المقدس
سمو المسيحية على الوثنية | بطلان العادات الوثنية
من أين أتت الوثنية علي الرغم من أن الإنسان كان في الأصل يعرف الله ؟ و كيف تطورت الوثنية و تشكلت ؟


الساعة الآن 01:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025