v ظنوا أنها ستبكي على ابنها الميت، الملك يهورام، لكنها في ذات الساعة التي فيها سمعت أن الملك جاء، كحَّلتْ عينيها، كسيدة عجوز فاتنة، وزيَّنت رأسها بإكليلٍ، وتطلَّعت من كوّة لتجذب الأنظار إليها. ظنت أن ياهو ربما ينخدع بمنظرها، ويأخذها بين زوجاته.
ربما سمعت عن قصة أدونيا (1 مل 2: 17) الذي طلب أبيشج الشونمية لتكون له زوجة في أيام سليمان، حتى يستطيع بالملكة أن يحتل عرش المملكة. هكذا ظنت (إيزابل) أن ياهو أيضًا ليثبت موقفه ويهدئ متاعبه، ويقيم مُلك جديد يسلك في ذات طريق أدونيا.
هكذا كانت أفكار إيزابل حتى اللحظات التي كانت قادرة أن تتحكم في نفسها. لكنها إذ رأت ياهو يدخل الباب تذكرت أنه قاتل ابنها المُرعِب، فلم تستطع أن تقف، ولا استطاعت أن تحبس ثورتها، فبغضبٍ سبَّته، وأهانته أمام الجمهور بقولها: "أسلام لزمري قاتل سيده؟"
حقًا لم يستطع شيء ما أن يُحطِّم عنف هذه المرأة المتغطرسة، ولا حتى الأمل في الزواج، ولا الخوف من الموت الذي كان وشيك الحدوث، ولا الخوف من مقاومها الذي كان يلوح بسيفه وهو يهددها. هذه التي عذَّبتْ آخرين، لم تعد قادرة أن تحمي نفسها، بل أثارت الملك مثل امرأة مجنونة، موجهة إليه كلمات سب، فأشعلت غضبه ضدها بغيظ شديد للغاية.