قدَّمَتْ الشونمية –المرأة العظيمة (2 مل 4: 8)– خدمة لرجل الله، لم يرد أن يكون مدينًا لأحدٍ، لذا سألها: "ماذا يُصْنَع لكِ؟ هل لكِ ما يُتكلَم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش؟" (2 مل 4: 13) أجابته: "إنما أنا ساكنة في وسط شعبي" (2 مل 4: 13). بمعنى آخر، قالت: لماذا أُميِّز نفسي عن شعبي؟ ما تريد أن تُقَدِّمَه لي، قدِّمه لشعبي، فما يناله شعبي أحسبه كأني نلته أنا.
كشف حديثها مع أليشع رجل الله عن محبتها لشعبها، فأعطتهم الأولوية عن نفسها، لذا تأهلت أن تنال ما لم تتوقعه، وهو أن يهبها الله ابنًا وهي عاقر، ورَجُلها قد شاخ!
عانت الشونمية من ثلاث كوارث، وفي كل كارثة كانت تتزكى بالتصاقها بالرب، كانت أمينة في علاقتها بالله. هذه الكوارث هي:
أ. موت ابنها الوحيد، فوهبها الله إقامته بواسطة نبيه أليشع (2 مل 4: 35).
ب. موت رجلها رب البيت، ووهبها تعزية سماوية.
وكما كتب القديس يوحنا الذهبي الفم لأرملة شابة: [حقًا، لو أنه هلك كلية أو انتهى أمره تمامًا، لكان ذلك كارثة عظمى، وكان الأمر مُحزِنًا. لكن إن كان كل ما في الأمر أنه أبحر إلى ميناء هادئ، وقام برحلة إلى الله الذي هو حقًا مَلِكه، لهذا يلزمنا ألا نحزن بل نفرح.]
ج. فقدان ممتلكاتها بسبب المجاعة. والعجيب أن الله استخدم موضوع إقامة ابنها فرصة لاسترداد ممتلكاتها! حقًا إن كل الأمور تعمل للخير للذين يحبونه (رو 8: 28)! فموت ابنها زكّاها أمام الله، وردّ لها ما فَقَدَته من ممتلكاتها، كما يروي لنا هذا الأصحاح.