هَذِهِ هِيَ الْمَدِينَةُ الْمُبْتَهِجَةُ السَّاكِنَةُ مُطْمَئِنَّةً الْقَائِلَةُ فِي قَلْبِهَا:
أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي.
كَيْفَ صَارَتْ خَرَابًا، مَرْبِضًا لِلْحَيَوَانِ!
كُلُّ عَابِرٍ بِهَا يَصْفِرُ وَيَهُزُّ يَدَهُ. [15]
كانت نينوى مدينة مبهجة يشتاق الكثيرون أن يتطلعوا إليها، محيطها يبلغ 60 ميلًا، وارتفاع أسوارها حوالي 100 قدمًا، ويمكن لثلاث مركبات متجاورة أن تسير على أسوارها، يرتفع على الأسوار 1500 برج مراقبة. صارت خرابًا حتى صار يصعب على الإنسان أن يعرف موقعها.
في تشامخ كانت نينوى كما بابل فيما بعد وغيرها من البلاد المتشامخة تظن أنها سيدة العالم. يقول الرب في إشعياء: "فالآن اسمعي هذا أيتها المتنعمة الجالسة بالطمأنينة، القائلة في قلبها: أنا وليس غيري، لا أقعد أرملة ولا أعرف الثكل. فيأتي عليك هذا الاثنان بغتة في يوم واحد: الثكل والترمل!" (إش 47: 8-9).
مدينة نينوى تمثل النفس المعتدة بذاتها، والمكتفية بذاتها، لا بالله، فتلهو في العالم، وتظن أنها في سلامٍ وأمانٍ، ليس من يقدر أن يقف أمامها.