![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() تقدير الله الكبير للعمل الصغير الله يهتم بالعمل الصغير، ويطوبه، ويجعل منه شيئًا كبيرًا، ويكافئ عليه وهذا من فرط محبته للبشر. انظروا كيف يقول "من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ، فالحق لكم إنه لا يضيع أجره" (مت10: 42). ** وهكذا جعل الله أجرًا في ملكوته عن كأس الماء البارد ** مجرد كأس ماء بارد، لم يتعب مقدمه فيه، ولم يضف إليه شيئًا. يؤكد الأمر كلمة (فقط). ويزيد العمق أيضًا أنه لأحد الصغار، وأنه باسم تلميذ. ولكن محبة الله لا تترك عملًا بدون أجر، مهما صغر شأنه. ![]() كذلك جعل الله شأنًا كبيرًا للإيمان الذي في قدر حبه الخردل. فقال (الحق أقول لكم: لو كان لكم إيمان مثل حبه خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلي هناك فينتقل. ولا يكون شيء غير ممكن لكم) (مت17:20).. إنه لم يطلب قدرًا عظيمًا من الإيمان، إنما طوب حتى الإيمان الذي مثل حبه الخردل، ومنحه قوة عجيبة وفاعلية. ![]() وبالمثل طوب الرب فلسي الأرملة. لم يحتقر القليل الذي قدمته، إنما نظر إلي مشاعر القلب الذي قدم من أعوازه، فقال (الحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت في الخزانة أكثر من جميع الذين ألقوا. لأن الجميع من فضلتهم ألقوا. وأما هذه فمن أعوازها ألقت كل ما عندها، كل معيشتها) (مر12:43،44). ![]() ونفس الوضع حدث مع أرملة صرفه صيدًا التي قدمت لإيليا النبي في فترة المجاعة ملء كف من الدقيق وقليلًا من الزيت لم ينس الرب تقدمتها هذه، وباركهما قائلاُ: إن كوار الدقيق لا يفرغ، وكوز الزيت لا ينقص، إلي اليوم الذي يعطي فيه الرب مطرًا علي وجه الأرض) (1مل17:12-16). إن الله في محبته للبشر، لا ينسي أبدًا العمل الطيب الذي تعمله بنيه مقدسة، مهما كان صغيرًا في نظر الناس. ولكنه ليس كذلك في حكم الله.. ![]() إنه لم ينس مطلقًا زيارة ملكة التيمن لسليمان. واعتبر هذه الزيارة عملًا عظيمًا وبخ به الجليل الذي رفضه. فقال إن (ملكة التيمن ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان. وهوذا أعظم من سليمان ههنا) (مت12:42). ![]() وطوب الرب أيضًا وكيل الظلم، لاهتمامه بمستقبله. علي الرغم من أخطاء هذا الوكيل الذي أدت إلي فصلة من وظيفته. وعلي الرغم من سلوكه الظالم لصاحب المال بالنسبة إلي مديونية.. ومع ذلك يقول الكتاب (فمدح السيد وكيل الظلم، إذ بحكمة فعل) (لو16:1-8). وجد له وسط أخطائه الكثيرة شيئًا يمدحه عليه، وهو في تدبير أمور المستقبل. وقدمه لنا مثالًا في الحكمة، لا في الأخطاء.. ![]() ومن محبة الله أن جملة واحدة جعلها سببًا في خلاص خطاة. عبارة واحدة قالها العشار (اللهم ارحمني أنا الخاطئ) (لو18:13)، جعلته يخرج من الهيكل مبررًا. إذ نظر الله إلي انسحاق وتوبة القلب، واعتبر هذه الجملة الواحدة كافية لأن ينال العشار المغفرة. وبالمثل عبارة واحدة قالها اللص التائب (اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك) (لو23:43).. أخذ الله ما فيها من إيمان وتوبة، ووعد هذا اللص بأنه سيكون معه في نفس اليوم في الفردوس.. ولم يحاسبه علي كل ماضيه الأثيم، كما لم يحاسب العشار أيضًا علي ماضية الظالم. ![]() وبالمثل أيضًا قبل إليه زكا العشار. ما الذي فعله زكا لكي ينال إعلانًا عجيبًا من الرب قال عنه فيه (اليوم حصل خلاص لهذا البيت) (لو19:9)؟! مجرد أن زكا (ركض متقدمًا، وصعد إلي جميزة لكي يراه).. ولكن هذا العمل الذي يبدو صغيرًا، فيه الرب مشاعر عميقة وكثيرة تستحق الخلاص، فاعترف زكا وقدم توبة وتعويضًا عن أخطائه، واستحق أن يدخل السيد إلي بيته.. ![]() * كذلك قد يبدو أن ما فعلته المرأة السامرية شيئًا ضئيلًا!! الرب هو الذي قادها إلي الاعتراف والتوبة وإلي الإيمان. بل هو الذي ذكر لها خطايانا، دون أن تذكرها هي.. ربما اكتفي بإيماءة منها، أو بمجرد قولها (ليس لها زوج) (يو4: 17). وأكمل لها ما لم تقله.. وخلصت هذه المرأة، ولم يوبخها الرب علي شيء من كل أخطائها القديمة!! ما أعمق حنوه! ![]() * بل ما أعجب عمل المحبة الذي عامل به الرب لوطًا وأسرته. لم يطلب لوط أن يخرج من مدينه سادوم الخاطئة، وقد فقد هيبته فيها. بل أرسل الله ملاكين لإخراجه وإنقاذه من أجل شفاعة أبينا إبراهيم. ويقول الكتاب في خروج لوط (كان الملاكان يعجلان لوطًا قائلين: قم خذ امرأتك وابنتيك الموجودتين، لئلا تهلك بإثم المدينة. ولما تواني، أمسكا بيده وبيد امرأته وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه. وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة) (تك19: 15، 16).. وخلص لوط (لشفقة الرب عليه) علي الرغم من توانيه في الخروج يكفي انه أطاع ولو بدفعه دفعًا إلى الخارج. ![]() * ومن محبة الله في قبوله للعمل الصغير، مثل الزرع الجيد. قال في مثل الزارع وبذاره (وسقط أخر علي الأرض الجيدة، فأعطي ثمرًا: بعضه مائه، وآخر ستين، وآخر ثلاثين) (مت13: 8).. حتى الذي أعطي ثلاثين فقط، اعتبره من ثمر الأرض الجيدة.. يكفي أن الأرض قد أعطت ثمرًا، حتى لو كان قليلًا.. * يذكرنا هذا بأنه أعطى نفس البركة لصاحب الوزنتين، كما أعطي لصاحب الخمس وزنات. وقال لكليهما أنه عبد صالح وأمين، وأدخله إلى فرح سيده (مت25: 14- 23). ![]() * وتبدو محبة الرب وقبوله للعمل القليل، في يوم الدينونة. قال اللذين أوقفهم علي يمينه (تعالوا يا مباركي أبى، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم)، . لماذا؟ هل لعمل كرازي عظيم أوصلوا الإيمان به إلى كثيرين وأدخلوهم إلى عمق الروحيات؟! كلا، أنه يقول لهم (لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني. كنت غريبًا فآويتموني، عريانًا فكسوتموني..) (مت25: 34- 36).هل هذا القليل يا رب يدخلهم ملكوتك مثل كبار الرسل وصانعي المعجزات؟! نعم، أن محبة الرب تسمح بهذا.. * يذكرنا هذا أيضًا بأصحاب الساعة الحادية عشرة. هؤلاء اللذين جاءوا إلى كرمه في آخر النهار، ولم يشتغلوا سوى ساعة واحدة. ومع ذلك أعطاهم نفس الأجر كاللذين عملوا النهار كله، شفقة منه عليهم، إذ كانوا بطالين لأنه لم يستأجرهم أحد (مت20: 1- 15). ونحن نذكر هؤلاء في صلاة الغروب كل يوم متذكرين شفقة الله علي أولئك الذين أتوا إليه متأخرين، ونطلب إليه أن يحسبنا معهم.. ![]() * محبة الله للذين عملوا قليلًا، علمها الرب لتلاميذه أيضًا. فعاملوا بها الأمم لما قبلوا الإيمان وهكذا قالوا (لا يثقل علي الراجعين إلي الله من الأمم، بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم) وهكذا فعلوا (أع15:19،20،29). وبالمثل قال معلمنا بولس لأهل كورنثوس (وأنا أيها الأخوة لم استطع أن أكلمكم كروحيين، بل كجسديين كأطفال في المسيح. سقيتكم لبنًا لا طعامًا، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون..) (1كو3:1،2). إن الله في محبته يرضي بالقليل الذي تبذله، علي شرط أن يكون آخر جهدك، لا عن إهمال، بل عن ضعف.. ![]() * وهكذا نقول في أوشيه القرابين (أصحاب الكثير وأصحاب القليل). بل نقول أكثر من هذا (والذين يريدون أن يقدموا لك، وليس لهم).. ليس جميع الناس في مستوي واحد من الروحيات. والله في محبته للبشر يقبل كل المستويات، كل واحد حسب درجته. وفي الملكوت نجم يفوق نجمًا في المجد (1كو15:41). ![]() * كل المستويات الروحية يقبلها في ملكوته. يقبل الذين عاشوا في حياة الصلاة الدائمة وحياة النسك والزهد، كالسواح والمتوحدين. كما يقبل الذين عاشوا في المجتمع ومشغولياته، وعلي قدر طاقتهم وإمكاناتهم يصلون ويصومون. يقبل الرعية كما يقبل الرعاة. يقبل المخدومين كما يقبل الخدام.. في جسده -أي الكنيسة -أعضاء كثيرون. والله يقبل العين، كما يقبل اليد والقدم. ومحبته تشمل الكل. ![]() * وفي لقائه مع الشاب الغني، نري مثالًا لتعامل الرب. لم يطلب منه أولًا حياة الكمال في الزهد والتجرد. وإنما قال له (إن أردت أن تدخل الحياة، احفظ الوصايا). فلما أجاب (هذه كلها حفظتها منذ حداثتي) نقله الرب إلي الدرجة الأعلى وقال (أن أردت أن تكون كاملًا، فاذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء، فيكون كنز في السماء) (مت19:17-21). هنا نري الرب في حنوه يتدرج مع النفس البشرية. ![]() * وهو في حنوه أيضًا يقدر مشاعر الإنسان وحالته النفسية. كان نيقوديموس أحد رؤساء اليهود، وكان خائفًا منهم، لذلك أتي إلي المسيح ليلًا (يو3،1،2). وقبل الرب ذلك منه، دون أن يسأله عن خوفه.. وتدرج معه، إلي أن صار فيما بعد تلميذًا له، واشترك مع يوسف الراعي في تكفينه (يو19:39-40). ![]() * نري كذلك قبول الله للعمل الصغير في حياة الملوك القديسين في العهد القديم. قيل عن سليمان الحكيم إن النساء الغريبات أغوينه في زمن شيخوخته، وأملن قلبه وراء آلهة أخري. ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب كقلب داود أبيه) (1مل11:4). ونحن نعلم أن داود النبي كانت له أخطاؤه المعروفة والتي عاقبة الرب علي بعضها (2صم12) (2صم24:10-15).. ومع ذلك يقول الكتاب إن قلبه كان كاملًا أمام الرب.. لعل الله كان يقصد مجرد إيمان داود، وعدم اتباعه آلهة أخري.. وهكذا قيل عن باقي الملوك القديسين في العهد القديم. كانوا كاملين من حيث الإيمان. وقبل الله منهم ذلك. وكان يعفو عن أخطائهم بالتوبة. ![]() * وعبارة "كامل" قيلت أيضًا عن كثير من أنبياء العهد القديم، وكانت لهم أخطاء.. أيوب الصديق مثلًا، قال عنه الرب أكثر من مرة أنه رجل كامل ومستقيم (أي1:8) (أي2:3). وعلي الرغم من ذلك سجل الوحي الإلهي عنه إنه (كان بارًا في عيني نفسه) (أي 32:1،2). وقد وبخه أليهو بن برخئيل البوزي (أي32). (أي35:1). بل وبخه الله نفسه، وسأله أسئلة ليثبت له جهله (أي38:1-4).. إلي أن اعترف أخيرًا بضعفه، وندم في التراب والرماد (أي42:1-6).. وحينئذ رفع الرب وجهه، وقال لأصحاب أيوب ".. لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب" (أي42:8). إن الله يعاملنا بالكمال النسبي، الذي يناسب ضعفنا البشري. لأنه (يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن) (مز103:14). لذلك يقبل أي عمل صغير نعمله، ويطوبنا عليه.. بل كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم (إن الله يجول ملتمسًا سببًا لخلاصك. حتى ولو دمعة واحدة تسكبها يسرع الله لأخذها، قبل أن يخطفها منك الشيطان المجد الباطل. ![]() ولكن ليس معني هذا أن نتهاون معتمدين علي حنو الله ومحبته. حقًا إن الله مستعد أن يقبل منا العمل الصغير. ولكن علينا نحن أن نبذل كل الجهد، وأن نقاوم حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية (عب12: 4). وأن نسعي نحو القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب. ونذكر باستمرار قوله (كونوا قديسين، لأني أنا قدوس) (1بط1:16) (لا 11: 44، 45).. ونسير زمان غربتنا بخوف (1بط1:17) (مكملين القداسة في خوف الله) (2كو7:1). |
||||
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 32 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شريعة الله مملوءة حبًا لخليقته. كلها حنو وعطف، علي كل من هو محتاج إلي لمسة حنان، يعلمنا بها كيف نعامل المساكين بالحب.. معاملة العبيد * ومن ذلك: الشرائع الخاصة بالشفقة علي العبيد. فقد شملت الوصايا العشر إراحة العبد في اليوم السابع. إذ قال الرب في تقديس هذا اليوم (لا تصنع عملاُ ما: أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك) (خر20:10). (لكي يستريح عبدك وأمتك. وأذكر أنك كنت عبدًا في أرض مصر..) (تث5:14،15). ![]() ![]() وإلهنا المحب كما أراح العبد في اليوم السابع، أمر بتحريره في العام السابع.. فقال (إذا اشتريت عبدًا عبرانيًا، فست سنين يخدم، وفي السابعة يخرج حرًا مجانًا.. إن كان بعل امرأة، تخرج امرأته معه..) (خر 21:2،3). (في السنة السابعة، تطلقه حرًا من عندك. وحين تطلقه حرًا من عندك، لا تطلقه فارغًا. تزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك، كما باركك الرب إلهك تعطيه. واذكر أنك كنت عبدًا في أرض مصر..) (تث15:12-15). ![]() وفي معاملة العبد الهارب يقول الرب: (عبدًا أبق إليك من مولاه، لا تسلم إلي مولاه. لا تسلم إلى مولاه. عندك يقيم في وسطك في المكان الذي يختاره في أحد أبوابك حيث يطيب له. لا تظلمه) (تث23: 15). أي أن الله منح هذا العبد حق اللجوء إليك.. فغالبًا لا يهرب العبد من سيده إلا إذا كان في خطر منه وكان السيد قاسيًا عليه. ![]() كذلك أعطالرب العبيد والأجراء الاستفادة بغلة العام السابع.ي فقال (وأما السنة السابعة ففيها يكون للأرض سبت عطلة، سبت للرب. لا تزرع حقلك، ولا تقضب كرمك. زريع حصيدك لا تحصد، وعنب كرمك المحول لا تقطف. سنة عطلة تكون للأرض سبت الأرض لكم طعامًا: لك ولبعدك ولأمتك ولأجيرك ولمستوطنك النازلين عندك ولبهائمك) (لا25: 4-7). ![]() وأمر الرب بالعتق لجميع العبيد في سنة اليوبيل. وهي السنة الخمسون في العهد القديم، وتكون مقدسة وعيدًا، . وقال عنها الرب (وتقدسون السنة الخمسين. وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها) (لا25: 10).. وحتى الذي باع أرضه، يرد إلى ملكه في سنة اليوبيل (لا25:10-28). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 33 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبة الرب في معاملة الغريب واليتيم ![]() * ظهرت محبة الرب أيضًا في معاملة الغريب. فقال (لا تضايق الغريب. فإنكم عارفون نفس الغريب، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر) (خر 23: 9). وقال أيضًا "وإذا نزل عندكم غريب في أرضكم، فلا تظلموه. كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم. وتحبه كنفسك لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر" (لا19: 33). وقال الرب أيضًا عن معاملة الغرباء في الأحكام (حكم وأحد يكون لكم: الغريب يكون كالوطني) (لا24: 22). * وفي الشفقة علي الغريب واليتيم والأرملة: قال الرب (وإذا افتقر أخوك وقصرت يده عنك، فاعضدك غريبًا أو مستوطنًا، فيعيش معك) (لا25: 35).. (ولا تضطهد الغريب ولا تضايقه.. ولا تسئ إلى أرملة ولا يتيم. أن أسأت إليه، فإني أن صرخ إلى أسمع صراخه، فيحمي غضبي واقتلكم بالسيف. فتصير نساؤكم أرامل، وأولادكم يتامي) (خر22:21-2). * وقال عن نصيب الغريب واليتم والأرملة في موسم الحصاد وفي العشور: "وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ، وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ" (سفر اللاويين 19: 10). وقال أيضًا (إن حصدت حصيدك في حقلك، ونسيت حزمة في الحقل، فلا ترجع لتأخذ. للغريب واليتيم والأرملة تكون، لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يديك. وإذا خبطت زيتونك، فلا تراجع الأغصان وراءك. للغريب واليتيم والأرملة تكون) (تث24: 19- 21). وقد أمر الرب أيضًا بإعطاء اللاوي والغريب واليتيم والأرملة عند تعشير كل عشور المحصول، لكي يأكلوا ويشبعوا (تث26: 12)، وقال أيضًا (في آخر ثلاث سنين تحرج كل عشر محصول في تلك السنة وتضعه في أبوابك، فيأتي اللاوي لأنه ليس له قسم ولا نصيب معك، والغريب واليتيم والأرملة الذين في أبوابك، فيأكلون ويشبعون لكي يبارك الرب إلهك في كل عمل يدك تعمل) (تث14: 28، 29). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * وما أكثر وصايا إلهنا المحب في العطف علي الفقراء. فقال (إن كان فيك فقير، أحد من أخوتك في أحد أبوابك في أرضك.. فلا تقس قلبك ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير. بل افتح يدك له) (تك15: 7،8). بل يقول الكتاب أيضًا (الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم) (يع1: 27). وقول الكتاب أيضًا (من يسد أذنيه عن صراخ المسكين، فهو أيضًا يصرخ ولا يستجاب) (أم21: 13). ![]() ![]() بل الرب يعتبر من يقدم إلى المساكين، كأنه يقدم له شخصيًا. فيقول للذين يقفون عن يمينه في يوم الدين (تعالوا إلى يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبًا فآويتموني، عريانًا فكسوتموني، مرضًا فزرتموني، محبوسًا فأتيتم إلي.. الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم) (مت25: 34- 40). ![]() إن الشفقة علي المساكين، وجعلها الرب من أساسيات مسحته. فقال (روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق.. لأعزي كل النائحين.. لأعطيهم جمالًا عوضًا عن الرماد، ودهن فرح عوضًا عن النوح) (أش61: 1-3). ![]() وتظهر محبة الله أيضًا في منع تأخير الأجرة أو طلب الفقير: فيقول في ذلك (لا تظلم أجيرًا مسكينًا وفقيرًا من أخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك في أبوابك. في يومه تعطيه أجرته، ولا تغرب علها الشمس، لأنه فقير وإليها حامل نفسه. لئلا يصرخ إلى الرب فتكون عليك خطية) (تث24: 14،15). ويقول الكتاب أيضًا (لا تمنع الخير عن أهله، حين يكون في طاقة يديك أن تفعله لا تقل لصاحبك اذهب وعد فأعطيك غدًا، وموجود عندك) (أم 3: 27، 28). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبة الرب في شريعة الرهن والقرض * وقد ظهرت محبة الرب أيضًا في شريعة الرهن والقرض. فمن أن يسترهن شخص الأساسيات التي يحتاجها الفقير وتكون ضرورية له فقال: (أن ارتهنت ثوب صاحبك فالي غروب الشمس ترده له لأنه وحده غطاؤه هو ثوبه لجلده في ماذا ينام؟! فيكون إذا صرخ إلى فأسمع لأني رؤوف) (خر22: 26، 27). وقال أيضًا "«لاَ يَسْتَرْهِنْ أَحَدٌ رَحًى أَوْ مِرْدَاتَهَا، لأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْتَرْهِنُ حَيَاةً" (سفر التثنية 24: 6). ذلك لأن الرحى التي يطحن عليها صاحبها غذاءه، أو يستخدمها لرزقه، إنما تمثل حياة بالنسبة إليه. ![]() وبالمثل قال (لا تسترهن ثوب الأرملة) (تث 24:17). ![]() ومن الناحية النفسية أو الإنسانية في مسألة القرض والرهن، قال الرب (إذا أقرضت صاحبك قرضًا، فلا تدخل بيته لكي ترتهن رهنًا منه. في الخارج فقيرًا، فلا تنم في رهنه. رد إليه الرهن عند غروب الشمس، لكي ينام في ثوبه ويباركك، فيكون لك بر لدي الرب إلهك) (تث 24:10-13). ![]() كل هذه كانت وصايا في العهد القديم، التي تناسب مستوي روحيات الناس وقتذاك. أما في العهد الجديد، فإن الرب يقول في العظة علي الجبل (من سألك فأعطه. ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده) (مت5:42)،.وقال أيضًا (إن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم، فأي فضل لكم؟! فإن الخطاة أيضًا يفعلون هكذا. بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا واقرضوا وأنتم لا ترجون شيئًا، فيكون أجركم عظيمًا، وتكونوا بني العلي) (لو6:34،35) (كل من سألك فأعطه. ومن أخذ الذي لك، فلا تطالبه) (لو6:30). وقال كذلك علي لسان المعمدان (من له ثوبان، فليعط من ليس له. ومن له طعام فليفعل هكذا) (لو3:11). ![]() * ومن محبة الله تعليمه عن الديون في سنة الإبراء. إذ قال (في آخر سبع سنين تعمل إبراء. وهذا هو حكم الإبراء: يبرئ كل صاحب دين يده مما أقرض صاحبه. لا يطالب صاحبه أو أخاه لأنه قد نوى بإبراء للرب) (تث 15:1،2). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبة الله في تعليمه عن منع الربا ![]() إذ قال (لا تقرض أخاك بربا، ربا فضة أو ربا طعام، أو ربا شيء مما يقرض بربا) (تث23:19) (لا تأخذ منه ربا ولا مرابحة، بل أخش الرب إلهك، فيعيش أخوك معك. فضتك لا تعطه بالربا. وطعامك لا تعطه بالمرابحة) (لا25:36،37). (إذا أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك، فلا تكون له كالمرابي. لا تضعوا عليه ربا) (خر22:25). لقد منع الله أخذ الربا من الفقير، لأنه لا يملك، ولأن أخذ الربا يزيده فقرًا علي فقر، وهذا ضد الرحمة والمحبة. ويختلف الوضع بالنسبة إلي المصارف (البنوك)، حيث أن المال الذي تضعه فيها، تستخدمه في استثمار اقتصادي وتربح به. فتكون أنت شريكًا في هذا الربح، باعتبار أنك شريك في رأس المال المستثمر.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 37 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبة الله في الدفاع عن وإنصاف المظلومين والمساكين · ومن محبة الله أيضًا الدفاع عن المظلومين والمساكين. يقول المزمور عن الرب (الرب يحكم للمظلومين) (مز146: 7). (الرب يقوم المنحنين.. الرب يحفظ الغرباء يعضد اليتيم والأرملة) (مز146: 8، 9). (مز145: 14). (الرب يجري حكمًا للمساكين وحقًا للبائسين) (مز140: 12). ![]() ويقول الرب (من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم - يقول الرب - أصنع الخلاص علانية) (مز11:5). ![]() * ويعطينا الكتاب مثلًا لدفاع الرب عن نابوت اليزرعيلي، وعن أوريا الحثي. فلما اغتصب أخاب الملك وزوجته إيزابل حقل نابوت اليزرعيلي ودبرا مؤامرة فقتلاه، وإذا بالله يتدخل ويرسل إيليا النبي ليقول لآخاب الملك (في المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت اليزرعيلي، تلحس الكلاب دمك انت أيضًا..) (1مل21:19). وقد كان أنتقم الرب من آخاب وزوجته إيزابل، لدم نابوت اليزرعيلي الذي ظلم منهما. وبنفس الأسلوب، وعقوبة أخري، عقب الرب داود الملك انتقاما لدم أوريا الحثي الذي ظلم منه وتم قتله (2صم12:7-12). وبالمثل أنتقم الرب لدم هابيل الصديق الذي قتله أخوه (تك4). * ولكي ينقذ الرب الذين قتلوا خطأ، أقام لهم مدن الملجأ. فأمر موسى بتخصيص ستة مدن تسمي (مدن الملجأ)،وقال في ذلك: (تعينون لأنفسكم مدنًا تكون مدن ملجأ لكم، ليهرب إليها القاتل الذي قتل نفسًا سهوًا. فتكون لكم المدن ملجأ من الولي. لكي لا يموت القاتل، حتى يقف أمام الجماعة للقضاء..) (عد35:11،12).. ما أعجب محبة الله وحنوه، إذ يشفق علي هؤلاء ويحميهم ولي الدم.. ![]() وتثبيتًا للعدل حتى لا يظلم أحد، أمر الرب أن لا تقبل شهادة رجل واحد. وقال في ذلك (لا يقوم شاهد واحد علي إنسان في ذنب ما أو خطية ما من جميع الخطايا التي يخطئ بها. علي فم شاهدين أو فم ثلاثة شهود يقوم الأمر) (تث19:15).. مع معاقبة شهود الزور (تث19:16-21). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 38 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبة الله في وصايا منع العنف والتسلط ![]() ومع محبة الله أنه منع العنف والتسلط (لا25:43، 46، 53). ومن محبته أيضًا منع أن يرسلوا إلي الحرب الرجل الخائف، أو الذي خطب فتاه، أو متزوج حديثًا. فقال (إذا أتخذ رجل امرأة جديدة، فلا يخرج في الجند، ولا يحمل عليه أمر ما. حرًا يكون في بيته سنة واحدة، ويسر امرأته التي أخذها) (تث24:5). انظر أيضًا (تث20:5-8). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 39 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أهمية محبتنا لله أن الله لا يريد سوي شيء واحد، فيه تكمن جميع الوصايا، وهو المحبة. أن أحببت الله تكمل كل ما هو مطلوب منك. وأن لم تكن تحبه، فباطل هو كل عملك..! فالله يريد قلبك، وقلبك كله. وهكذا قيل في شريعة موسى (تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك) (تث6). وقد أكد السيد المسيح هذه الوصية في (مت22). ويقول الرب في سفر الأمثال (يا أبني أعطني قلبك) (أم 23: 26). وإعطاؤه قلبك تعني كل القلب، وليس مجرد جزء منه. وإلا فما هو مصير باقي الأجزاء. ![]() أن الدين يا أخوتي، ليس مجرد حلال وجرام! أو مجرد أوامر ونواهي، وناموس ونعمة، بقدر ما هو حب، نحو الله والناس. ومن هذا الحب ينبع كل خير. وإن كنت لا تحب الله والناس، فلست إنسانًا متدينًا، مهما كانت لك صلوات وأصوام وقراءات وتأملات، ومنح وعشور وخدمة ووعظ.. فالله يريد الحب، وليس مجرد الممارسات. لا تظن أن الله يطلب منك واجبات أو فروضًا، أو مجرد وصايا ترغم نفسك عليها، لكي تظهر مطيعًا لأوامره، أو لتكون بارًا في عيني نفسك.. إن كل ما يريده هو أن تحبه كما أحبك. وهذا الحب الذي يريده ليس هو أمرًا موجها إليك، وأمنا متعة مقدمة منه لك. تشعر فيها بالفرح، إن كان قلبك وحياتك روحية.. ![]() إن كنت لا تحب الله، فأنت لم تعرفه بعد. علي أن معرفة الله أمر من المفروض أن يكون للمبتدئين. أما عن الكاملين فالمطلوب منهم هو الثبات في الله، كما يقول "أثبتوا في وأنا فيكم" تمامًا (كما يثبت الغصن في الكرمة) (يو15). فهل تشعر أنك في الله كالغصن في الكرمة، وعصارة الكرمة تسري فيك، وتصبح علي صورتها. ![]() أنت لست غريبًا عن الله، ومحبته ليست غريبة عليك. فأنت أبن له. والمفروض أن الابن يحب أباه. وأنت هيكل لروحه القدوس وروح الله ساكن فيك (1كو3، 5). هو الأصل وأنت فرع الرأس وأنت عضو في الجسد. حقًا كما قال بولس الرسول (هذا السر عظيم) (أف5). إن كان الحب الحقيقي لله، هو الثبات فيه، فماذا تكون الخطية إذن سوى انفصال عن الله، إذ ليس هناك شركة بين النور والظلمة.. ما أصعب أن تتحول من الحب إلى الخصومة!! ![]() أنت تحب الله، تحب كل الناس داخل محبة الله. لا تسمح بوجود محبة في قلبك تتعارض مع محبة الله، فهذه خيانة لله الذي خلقك ورعاك وفداك.. والكتاب يقول (محبة العالم عداوة لله) (يع4)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقيل (إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب) (1يو2). ولذلك فإن الكنيسة تقول لنا في كل قداس (لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. لأن العالم يبيد وشهوته معه) (1يو2). كذلك لا نحب أحدًا أو شيًا أزيد من محبتنا لله. فقد قال الرب (من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابنًا أو ابنة أو زوجة أكثر منى فلا يستحقني).. (وهكذا قال الآباء الرسل (ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس).. بل حتى نفسك، لا تحبها أكثر من الله، بل تضبطها وتقمعها في طاعته. وتنكر ذاتك، وتبغض نفسك من أجل الرب.. وإذا أحببت الله من كل القلب لا تسمح لأي شيء أن يفصلك عنه. فقد قال الرسول: ( من يفصلني عن محبة المسيح..؟!) ( رو8). لا شده ولا ضيق، ولا قوات حاضرة ولا مستقبلة.. ولا أية شهوة أو رغبة.. ما أعجب قصة ذلك القديس الذي كان سائرًا في البرية يصلي. فأتي ملاكان سار واحد عن يمينه والآخر عن يساره، ولكنه لم يسمح لنفسه أن ينشغل بهما عن صلاته. بل قال في فكره (من يفصلني عم محبة المسيح؟! لا ملائكة ولا رؤساء ملائكة)!! واستمر في عمق صلاته.. ![]() إن كل محبة تبعدك عن محبة الله هي محبة غريبة خاطئة. وكل محبة تنافس الله في قلبك، اهرب منها. ولكنك يمكنك أن تحب كل الناس من أجل الله، وداخل محبة الله. تحبهم في المسيح يسوع الذي أحبهم. ولا تحبهم أكثر من الله. وحتى العالم الخاطئ، تحبه أيضًا لكي تقوده إلى محبة الله، لا لكي يشغلك عنه.. ![]() القلب كله ملك لله، فلا تسلبه شيئًا من حقوقه. إن كان قد قال عن العشور (سلبتموني، قال الرب) (ملا4)، فكم بالأكثر نسلبه، إن أعطينا قلبنا لشيء ضده، أو فضلنا آخر عليه؟! لذلك شبهت النفوس المحبة لله بالعذارى. ويقل في سفر النشيد (أحبتك العذارى) (نش1). واللائي دخلن الملكوت شبهن بخمس عذارى حكيمات (مت25). وقال بولس الرسول (خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح..) (فلماذا هذه التشبيهات كلها؟ لأن العذراء لم تعط ذاتها لآخر.. وينطق الاسم علي كل نفس لم تعط قلبها لغير الله. ويتساوى في هذا المتزوجون وغير المتزوجين / مادام القلب في محبته مكرسًا لله وحده.. وهكذا قالت عذراء النشيد (أنا لحبيبي، وحبيبي لي) أنا لست لشيء آخر.. ونلاحظ هنا استخدام كلمة (حبيبي) بدلًا من كلمة ربي وإلهي بسبب عاطفة الحب، التي ندعوه بها أبانا.. إنه حب متبادل بين الله والنفس البشرية. بسببه قال بولس الرسول (خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح.. وأوجد فيه) (في3).. فإن كنا نتعلق بشيء في العالم يشغلنا عن محبة الله فهذا دليل علي أن محبتنا ليست كاملة.. لقد استطاع القديسون أن يفرغوا قلوبهم من كل حب، لكي يكون الله هو الكل في الكل في قلوبهم.. لكي يكون الفكر كله لله والعاطفة كلها. فالحاجة إلى واحد.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 40 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نتائج محبتنا لله فإن أحببت الله، تحب أن تتكلم معه، فتحب الصلاة. وتجد لذة في الحديث مع الله. وتكون صلاتك مشبعة بالاشتياق إلى الله وإلى البقاء في حضرته. وتقول مع داود النبي (باسمك ارفع يدي، فتشيع نفسي كما من شحم ودسم). فهل لك هذا الشبع الروحي في الصلاة؟ هل الصلاة تغذيك وتعزيك وتفرحك، وتسمو بك في أجواء عليا أرفع من مستواك؟ وهل كل كلمة من الصلاة لها مذاقة حلوة وفي ذهنك ومصدرًا لتأملات؟! أم أنت تقاوم نفسك وتغضب نفسك، لكي تصلي! أو تلتمس أعذارًا كثيرة لكي لا تصلي؟! محتجبا بالتعب وضيق الوقت. بينما السبب الوحيد لعدم صلاتك، هو أنك لا تحب الله. فلو كنت تحب الله، كنت تشتاق إلى الحديث معه. ولو أحببت الصلاة تحب الله. فمتى إذن تحبه وتحبها؟ ![]() الذي يحب الله لا يخطئ، لأن محبته لله تمنعه من مخالفته. وهذا واضح من الرسالة الأولي للقديس يوحنا الرسول، حيث يقول ويكرر إن (المولود من الله لا يخطئ) (لأن زرعه ثابت فيه) (والشرير لا يمسه). بل يقول عنه أكثر من هذا إنه: (لا يستطيع أن يخطئ) (1يو3: 5). أصبحت طبيعته لا تقبل الخطية. والمحبة رفعته فوق مستوى الخطية، وفوق مستوي الوصية، وفوق مستوي الجسد.. ![]() فهو يمتنع الخطية ليس خوفًا من العقوبة، ولا رعبًا من جهنم، إنما بسبب محبته لله، وبالتالي محبته للخير. هنا نقول: ![]() الإنسان الذي يحب الله، تتحد مشيئته مع مشيئة الله. فهو في محبته لله يقول له (لا تسمح يا رب أن أشاء شيئًا لا تريده أنت. لتكن مشيئتي إذن هي مشيئتك. ولتكن مشيئتك هي مشيئتي. بل ليتني لا تكون لي مشيئة علي الإطلاق. بل أنت في فكري، وفي قلبي، هو الذي أعمله بكل رضا وحب. ![]() لذلك فالذي يحب الله لا يجد صعوبة في تنفيذ وصاياه. (لأن وصاياه ليست ثقيلة) كما قال القديس يوحنا الرسول (والذي يحب الله يحب وصاياه أيضًا) ويجدها سراجًا ونورًا لسبيله، ويكون (في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا) ويقول للرب (وجدت كلامك كالشهد فأكلته)، إنه أحلي من العسل والشهد في فمي فرحت به كمن وجد غنائم كثيرة (مز119). ![]() وصية الرب ليست صعبة أمامه، لأنه لا توجد في قلبه النقي أية شهوة خاطئة تقاوم وصية الله. ولأنه يعمل بمضمون هذه الوصية، حتى دون أن يقرأ عنها. إن المحبة رفعته فوق مستوى الوصية. ولم يعد داخلًا تحت سيطرتها. الوصية لا تشكل عبئًا عليه وهي ليست مجرد أمرًا، بل هي نور يضئ له الطريق إلى الله، وحتى لا يضل بحيل العدو أو بخطأ الأفكار. إنها الوسيلة التي بها يتقي الله قلبه، فيصير حسب قلب الله. إنها الطريقة التي تجعل منه صورة الله ومثاله. حقًا إن الله من محبته لنا، ومنحنا وصاياه. ونحن من محبتنا له نطيع هذه الوصايا، بل ونفرح بها كرسالة إلينا من الله الذي نحبه. الذي يحب الله لا يرى أن الوصية تقيده، بل ترشده. إنها ليست قيودًا علي أرادته، ولا هي حد لحريته، لأن الخطية والعادات السيئة هي التي تقيد حرية الإنسان، وكلمة الله هي التي تجرده والذي يحب الله لا يري الوصايا ضغطًا علي إرادته، لأن إرادته المتحررة تفرح بالوصايا التي قررها الله لمنفعتنا.. الذي يحب الله، يسعده أن يدعو جميع الناس إلى محبته. مثلما فرح يوحنا المعمدان إذا رأي الناس يلتفون حول المسيح،. وقال (من له العروس فهو العريس. أما صديق العريس فيري ويفرح. لذلك فرحي قد صار كاملًا (يو3). لذلك فهو يخدم، لأنه يحب الله، ويحب ملكوته، ويحب أن ينشر هذا الملكوت وتنتشر كلمة الله، ويزداد عدد الذين يتبعون طريق الرب ويحبونه. ![]() وهكذا ينجح في حياة الخدمة، من يرى الخدمة حبًا. حبًا لله والناس وللملكوت. حبه لله يقوده إلى خدمتهم، لكي أن ينتشر هذا الملكوت،لكي يذوقوا وينظروا ما أطيب الرب. وكلما يخدمهم يزداد محبة لهم. وكلما يحبهم تزداد خدمته لهم. وهو حينما يعطي، إنما يعطي عن حب، لأنه مكتوب: ( المعطي المسرور يحبه الرب). لا عن طلب أجر من الله، وإنما بسبب الإشفاق العجيب الذي في قلبه من نحو المحتاجين. لذلك فإن عطاءه يرتفع فوق مستوى العشور والبكور والنذور، ويرفع فوق مستوى الأرقام. فيعطي بسخاء ولا يعير. ولا يسأله الله كم أعطى؟ وإنما كم أحب. ويكافئه علي الحب الموجود في عطائه، وليس عن الكمية.. |
||||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة راس الفضائل |
المحبة قمة الفضائل |
المحبة كنز الفضائل |
المحبة هي قمة الفضائل |
المحبة هي قمة الفضائل |