![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 195621 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يُضعفان المُصاب بهما فمادام المريض مُلقى على الفراش فقوته إذن لابد أن تكون في ضعف، وهكذا أيضاً الخاطيء، إذا تملَّكت عليه الخطية تُصيبه بضعف تام، وإلى هذا الضعف قد أشار مُعلمنا بولس الرسول قائلاً: " لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ " (رو6:5). وهذا الضعف الذي يشمل الجسد ويتملك الإرادة.. يجعل الإنسان معرّض للسقوط على الدوام أمام أقل تجربة، فمجرد نقد يُثيره، وكلمة جارحة تُغضبه، ورؤية منظر فاسد يُسقطه في الزنى.. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195622 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يشوّهان جماله ما من مريض إلاَّ ونراه: إمّا فاقد نضارة الوجه، أو مشوّه الأعضاء، وهكذا أيضاً الخطية تشوّه جمال الإنسان، وتجعل وجهه كما لو كان صحيفة باهتة ملتوية، كُتب عليها بقلم معوج يسيل منه حبر شيطاني وبلغة واضحة ذات أحرف بارزة: خاطيء وشرير! لأنَّ إبليس عندما يحل في قلب إنسان، يطبع صورته القبيحة على وجهه، حتى إنَّ كل من يقترب منه ويتعامل معه ينفر منه! إلاَّ إذا كان مثله فالطيور على أشكالها تقع! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195623 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يشوّهان جماله يؤلمـانه المريض هو إنسان لا يعرف طعم الراحة، بل يحيا في آلام مستمرة وعذاب دائم، وهكذا أيضاً الخاطيء، ولهذا يقول مُعلمنا داود النبيّ: " تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي، أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي، أُذَوِّبُ فِرَاشِي " (مز6:6) كما أنَّ الخاطيء يحيا بلا سلام لأنَّه شرير، وقد ابتعد بأعماله الشريرة عن الله القدوس مصدر السلام، وإشعياء النبي يقول: لَيْسَ سَلاَمٌ قَالَ إِلَهِي لِلأَشْرَارِ " (إش21:17) وها نحن نتساءل: كيف يحيا إنسان بلا سلام ولا يتألم؟! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195624 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كلاهما يعُم تأثيره باقي الأعضاء فالألم الذي يُصيب عضواً في الإنسان يؤلم الأعضاء الأخرى، والضعف الذي ينشأ عن مرض أحد الأعضاء، يشعر الإنسان بتأثيره على باقي الأعضاء، وقد أشار معلمنا القديس بولس الرسول إلى هذه الحقيقة بقوله: " فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ، وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ " (1كو26:12). والخطية التي تُصيب عضواً واحداً يعُم تأثيرها الجسد كله، فالكلمة الرديئة التي يتنجس بها لسانك، لا تنجس الجسد وحده بل سائر أعضاء الجسد " فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإِثْمِ، هَكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللِّسَانُ، الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ " (يع6:3)، وهكذا النظرة الفاسدة " إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً " (مت23:6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195625 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يفقدان الإنسان شعوره عندما يشتد المرض تكثر الأدوية، التي يمكن أن تجعل الإنسان يفقد شعوره في أوقات كثيرة، كما أنَّ المرض يجعل الإنسان دائم التكفير في ذاته ووسائل شفائه.. وهذا يجعله يتمركّز حول نفسه، مما يدفعه في مواقف كثيرة إلى فقدان الشعور بالآخرين، وعدم التعاطف معهم والسؤال عنهم..والخاطيء أيضاً يحيا بلا شعور، لأننا نراه يسعي نحو اللذة بكل طاقته، ولكي يُحقق شهوته قد يسرق أو يقتل أو يكذب.. وهذه كلها عوامل تعلن أنَّه فقد التعاطف مع الآخرين، حتى وإن ظهر أمام كأنَّه يُعطي فإنَّ عطائه ليس عن حُب لأنَّ لا يعرفه ولم يختبره، بل من أجل تحقيق أغراض دنيئة وشهوات خبيثة.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195626 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كلاهما يؤدي إلى الموت المرض إنْ لم يُعالج حتماً سيؤدي بالإنسان إلى الموت، وهكذا الخطية أيضاً تقود الإنسان إلى الموت الروحيّ إذ تفصله عن خالقة، والموت الأبديّ إذ تلقي به في نار جهنم، وفي هذا يقول معلمنا بولس الرسول: " أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ " (رو23:6). ومعلمنا يعقوب الرسول يقول: " الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً " (يع15:1). وقد جاء في سفر حزقيال النبيّ: " اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ (حز20:18). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195627 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الله محبة، هذا هو الإنجيل وهذه هي كرازتنا، لأن الله بمحبة فائقة جذبنا إليه، كالتدبير، لأن من يسعى أن يُصلح أخطاء الضعف البشري، ينبغي أن يحمل هذا الضعف عينه على منكبيه، ويتحمل ثقله لا أن يتخلص منه، لأننا نقرأ في الإنجيل بشارة الخلاص الحي، أن الراعي حمل الخروف الضعيف ولم يطرحه عنه بعيداً [ وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم. فكلمهم بهذا المثل قائلاً: أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحداً منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده. وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحاً، ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: أفرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال. أقول لكم أنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة ] (لوقا 15: 1 – 7) !!! أن احتقر الطبيب المريض لأجل مرضه، وظل يوبخه، لأنه يراه مريضاً وبشدة، ولا يستحق أن يلمسه، وظل موضوع ازدراء الطبيب، فكيف يُقدم له العلاج، وكيف يُشفى من مرضه !!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195628 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الرب يسوع وهو الطبيب الحقيقي القادر أن يُقيم من الموت، عنده محبة تفوق كل إدراكنا، فهو بشفقة المحبة الحانية جذب إليه العشارين والخطاة وكل المرضى بأبشع أنواع الخطايا والآثام، بل وحتى المرضى بالجسد، فهو أساساً أتى إلينا بتواضع على الأرض وأخلى ذاته من مجده الفائق واتخذ جسدنا مسكناً له واقترب إلينا بوداعة وركز أحاسيسنا في شخصه فجذبنا إليه، لقد أتى بلطف وجعل لاهوته مستتر وراء حجاب الناسوت لكي لا يرعبنا من عظمة بهاء مجد لاهوته التي لا تستطيع الملائكة أن تنظر إليه قط، وبهذا التواضع العجيب والوداعة وتواضع القلب قال للجميع: [ تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم ] (متى 11: 28) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195629 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الرب يسوع يُريح ولا يُتعب أحد، يرفع الثقل ولا يضع ثقل على أحد، يُشفي ولا يُمرض أحد، بلطف يجذب أعظم الخطاة شراً ولا يلكم أو ينبُذ أحد قط، ولا يمنعنا من الدخول أو يطردنا إذا أتينا إليه خُطاة أو فجار ملتمسين رحمته، وقد اختار تلاميذ وأعطاهم تعليم قائلاً [ أحملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ] (متى 11: 29)، وحتى بذلك يصيروا مشابهين له، لطفاء، يدعون نفس ذات الدعوة عينها مجسدين محبة الله ورحمته للجميع، داعين كل الناس إليه بلا تمييز، لكي يجمعوا في النهاية شعب الله معاً المدعوين للحياة في شخصه العظيم القدوس ، ولا يشتتوهم أو يرفضوهم أو يعيروهم، ومن هُنا يتضح لنا أن الذين يظنون أنهم ينبغي عليهم أن يتعاملوا بخشونة وشدة مع المُخطئين ويرفضوهم ويعنفوهم، لأنهم يعتبرونهم عميان لا يدركون الحق ولا يعرفونه، أو أنهم مرضى وأموات بالخطايا والذنوب، أو أنهم أذنبوا وجرموا بشدة، عوض أن يعاملونهم بلطف ووداعة، أو يشفقون عليهم لأنهم مرضى أو عُميان لا يبصرون، فهؤلاء لا يُحسبون من بين تلاميذ المسيح الرب، لأن مثل هؤلاء الذين يدَّعون أنهم يطلبون رحمة الله عليهم وتحننه ويلتمسون غفرانه لخطاياهم، لا يرحمون الآخرين ولا يطلبون لأجلهم الغفران بل يقيموا عليهم الحد لا بالسيف بل بالكلام طلبين أن يُحرموا ولا يكون لهم نصيب معهم في الغفران لأنهم يرونهم لا يستحقون، وبذلك يكونوا منعوا عن أنفسهم غفران الله وإحسانه ويجلبون عليهم غضب الله ورفضهم من محضره تاركاً إياهم ليموتوا في خطاياهم الكبرى وهي عدم الغفران للآخر، وتصير الصلاة الربانية شاهداً عليهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يغفروا للآخرين ويريدون أن يدخلوا الله معهم في دينونة هؤلاء المرضى، لذلك صارت خطيتهم أعظم وحرمانهم من قوة غفران الله وسلامة أكيدة لأنهم لم يستطيعوا أن يرحموا أو يشفقوا على إخوتهم الذين أحبهم الرب ومات لأجلهم أيضاً ... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 195630 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أي كبرياء أعظم من هذا يا أخوتي وأي حب ذات هذا الذي يدفعنا أن نقبل أن يغفر الله لنا خطايانا الكثيرة ويرحم ضعفنا، ونحرم أخواتنا منه، هل نحن أعظم من الآخرين، وهل نحن نبصر من ذاتنا وبقدراتنا الخاصة أم أن الله فتح اذهاننا لنفهم الكتب، وأن كان الله هو الذي له الفضل لانفتاح بصيرتنا، فلماذا نفتخر ونُعيِّر الآخرين وكأننا لم نأخذ شيئاً من الله وكأنه حق لنا، وكأننا من ذاتنا نعرف ونفهم ما من الله وإعلانه الخاص : [ لأنه من يُميزك وأي شيء لك لم تأخذه، وأن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ ] (1كورنثوس 4: 7) |
||||