أولاً، الزواج في المفهوم المسيحيّ وطرحه
لقد أسّس الخالق شركة الزواج في الحُبّ والحياة ووضع لها الشرائع والنواميس، لاستمرار النوع البشريّ وتقدّم الشخص ونموّه وبناء المجتمع.لذلك ينطلق مفهوم الزواج المسيحيّ من المعتقد اللاهوتيّ والوحي، فهو مؤسّسة إلهيّة وإنسانيّة معًا. واختلاف الجنسين هو أصل الحياة في المجتمع القائم على الحُبّ.
وجاء الزواج عيد المشاركة واللقاء بين إرادة اللـه وإرادة البشر، عرس الوصال والجواب على نداء الكينونة وتصميم اللـه. إنّها إرادة اللـه تتجلّى في قصّة الخلق. لقد اختبر آدم العزلة والحُرمان من الطفولة والوالدين والعيلة والأصدقاء؛ وطلب العون على الوحشة والعزلة وتحمّل مسؤوليّات الحياة ودعواتها، الصديقة والرفيقة.
جاءت حوّاء فهتف لها هتاف الغبطة والفرح «هوذا لحم من لحمي وعظم من عظامي» (تك1:4 )هتفت له نشيد الحُبّ والسعادة «قد رزقت رجلاً من عند الربّ». فالإنسان هو عطيّة اللـه للإنسان والهديّة، وباتّحادهما معًا يكتشفان إزدهارهما، وتكاملهما، ويشتركان في وظيفة اللـه الخالق، في مسؤوليّة الأبوّة والأمومة، وإعطاء الحياة وخدمتها، احتضانها وتربيتها.الإنسان، في كينونته، يختبر ذاته، حالة انشداد وتوق وانجذاب وانتساب إلى آخر. فالضلع يتوق إلى اكتماله ويلتصق الواحد بالآخر ويصيران جسدًا واحدًا. هي التعبير عن الشراكة والقرابة.