وعندما قرأوا هذه الرسالة في أنطاكية وسورية وكليكية فرحوا ووجدوا فيها تعزية كبيرة. وليس من شك في أن الرسول العظيم بولس استخدم كل إمكانياته الروحية والذهنية في الدفاع عن حرية مجد أولاد الله التي اعطانا ايها الرب يسوع. وكانت مشيئة الله بأن عَمِلَ الروح القدس وأعلن رئيس المجمع الرسولي يعقوب اخي الرب صراحة بأن لا يثقلوا على الأمم بالختان، وهكذا انتهى نقاش المجمع الرسولي الأول المنعقد في أورشليم بروح المحبة والتقدير المتبادل بين المجتمعين، وبقبلة المحبة بين بولس وبطرس.
اتفق الرسولان بولس وبرنابا على السفر إلى كل بلد بشرا فيها قبلاً ليتفقدا أحوال المؤمنين بهذه البلاد. غير أنه حدث خلاف بين البشيرين لأن القديس برنابا أراد أن يأخذ معهما ابن أخته مرقس، الأمر الذي عارضه القديس بولس لأنه فارقهما في بمفيلية، بعدها افترق الرسولان بولس وبرنابا فأخذ القديس برنابا ابن اخته مرقس وذهبا إلى قبرص عن طريق البحر، بينما اصطحب القديس بولس رفيقه سيلا وعادا إلى سورية وكيليكية يشددان الكنائس. وسار العمل في هدوء وطمأنينة وتعايش اليهود والأمم في الحرية التي حررهم بها ربنا يسوع المسيح . ثم اتجها إلى دربة وبعدها إلى لسترة حيث التقى بولس بتلميذ اسمه تيموثاوس (أع 1:16) من أب يوناني وأم مؤمنة، وكان تيموثاوس مشهوداً له من الإخوة في لسترة وأيقونية بالإيمان والتقوى فأخذه معهما. ولم تطل زيارتهما للسترة، فقررا السفر غرباً فمرا بغلاطية مروراً عابراً حتي وصلا إلى ترواس التي فيها كان التقى القديس بولس بشخص صار رفيق عمره وصديق حياته وهو لوقا الطبيب المحبوب كما سماه هو فيما بعد. وقد كان لهذه الصداقة آثاراً كبيرة على الكنيسة لأنه أغناها وأثراها بما نحن عليه الآن، فقد سجل لنا جهاد الرسول بولس التبشيري في سفر أعمال الرسل وكان شاهداً اميناً لهذا الجهاد الموصوف.