النبوة في أوائل العصر المسيحى:
(1) بدأت النبوة في العصر المسيحى بانسكاب الروح القدس على المؤمنين الأوائل في يوم الخمسين (أع 2: 1 – 21)، فيقول بطرس الرسول في عظته في ذلك اليوم: “ هذا ما قيل بيوئيل النبي: يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أنى أسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبابكم رؤى، ويحلم شيوخكم أحلامًا. وعلى عبيدي أيضًا وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون" (أع 2: 16 – 18) .
ومن الواضح أن ظاهرة التكلم بألسنة كانت تعتبر ظاهرة نبوية أساسًا) أع 2: 4 و17، 19: 6). وحيث أن الروح القدس قد انسكب على كل المؤمنين في يوم الخمسين (وهو روح النبوة) فكان من المفروض أن في إمكان الجميع أن يتنبأوا، حيث أن الجميع يسكن فيهم الروح القدس (رو 8 : 9 - 11 و23، 1 كو 3: 16، 1تس 4: 8)، ولكن كان هناك أفراد معينون يمتلكون موهبة خاصة للتنبؤ، يقال عنهم بالتحديد " أنبياء " ، كما يذكر الرسول بولس أن من المواهب التي يعطيها الرب للكنيسة " النبوة " (1 كو 12: 28، رو 12: 6، أف 4: 11 . (كما يذكر سفر أعمال الرسل أسماء بعض هؤلاء الأنبياء مثل : أغابوس) أع 11: 27 و28)، ويهوذا وسيلا (أع 15: 32)، وبرنابا وسمعان الذي يدعى نيجر، ولوكيوس القيروانى، ومناين... وشاول (بولس) (أع 13: 1) ، كما يذكر بنات فيلبس الأربع (أع 21: 8 و9).
وكان يوحنا الرائي - بلا شك - نبيًا (رؤ 1: 3، 22: 9 و18) رغم أنه لم يطلق على نفسه هذا اللقب.