استفانوس الشماس
إن ظهور نظام الشموسية في الكنيسة يثير أمامنا عدة قضايا بالغة الأهمية، ولعل أول قضية يثيرها هي التمييز بين إنجيل الخلاص والإنجيل الاجتماعي، وكان إنجيل الخلاص له السبق ولا شك قبل الإنجيل الاجتماعي، وفى الحقيقة كان الرسل على صواب عند الموازنة بين الإنجيلين حيث فضلوا " الصلاة وخدمة الكلمة " (أع 6 : 4) على الخدمة الاجتماعية، فاختصوا هم بالأهم، وتركوا الخدمات الأخرى لغيرهم من المساعدين. عندما جاء المسيح إلى الأرض، كان واضحاً أنه جاء ليكون مخلصاً للعالم، وأنه اهتم بشفاء الجسد وإطعام الناس، وهو يفكر دائماً في النفس " لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه ( مت6 1 : 6 2 )
حسن أن تنشئ الكنيسة المستشفى والملجأ والمدرسة والنادي، ولكنها قبل هذه جميعها ينبغي أن تنشئ اجتماعات الشباب، ومدارس الأحد، وحلقات الصلاة، وخدمات العمل الفردي لربح النفوس. والنشرات، والنبذ والكتب التي تنادى بكلمة اللّه، بل إن الإنجيل الاجتماعي بكافة وسائله وأساليبه ينبغي أن ينتهى فيه الطريق إلى إنجيل الخلاص، فالخلاص أولا والخلاص أخيراً هو هدف الكنيسة ورسالتها بين الناس الذين جاء المسيح ليموت من أجلهم على هضبة الجلجثة.
قضى استفانوس على الأغلب ثلاث سنوات في عمله كشماس، وما من شك في أن خدمته امتلأت بروح العطف والحنان من نحو الجميع، ولا سيما الأيتام والأرامل والمحتاجين والبؤساء.
كان دونالد ماكلود الواعظ الاسكتلندي المشهور يسير ذات يوم في شوارع أدنبره، عندما اقترب منه صبى وطلب أن يمسح له حذاءه، وكان اليوم شديد البرد، والولد يرتعش، وابتسم ماكلود في وجه الغلام وسمح له، وقال ماكلود للغلام وهو يقوم بعمله : يا بنى هل أنت بردان مقرور. فتردد الصبى قليلا وهو يقول : لقد كنت كذلك يا سيدى إلى أن ابتسمت في وجهي.
من المؤكد أن استفانوس ابتسم في وجه الكثيرين، ولم يتركهم في بؤسهم أو آلامهم بل تحولوا من البؤس والألم والحزن إلى الفرح والبهجة والرضا والسكينة!