(ب) القيادة البشرية: يذخر الكتاب المقدس بأمثلة من رجال أقامهم الله لقيادة آخرين فمن هؤلاء "موسى" (خر6: 13، 26، 27، 32: 34). " يشوع" (عدد 27: 18، 22 ؛ تث 34: 9 ؛ يش 1: 1-9). "داود" (مز111: 1-3 ؛ مز 78: 7، 72). وأبطال داود (1 أخ 11: 12) ورسل المسيح الاثنا عشر (مرقس 3: 13-19، 6-7-13، 30، 31) والرسول بولس (أع 9: 9، 10 ؛ 13: 1-3؛ 26: 16-18 ؛ أف 2: 19-23 ؛ تي 4: 12 ؛ تي 2: 2)، وأبفرودتس (في 2: 25، 26)، وأبفراس (1كو 1: 7، 8 ؛ 4: 12)
وبالاضافة إلى هؤلاء الأفراد، فان المسيح قد اعطى عددًا لا يحصى من الافراد كعطايا للكنيسة ويتكون هؤلاء الافراد من رسل وأنبياء ومبشرين ورعاة ومعلمين أو رعاة معلمين (أف 7:4-13) فهو الذي يدعو الشخص ويقيمه (2 تي 9:1-11)، ويعين له خدمته فيجعله قائدا أو صيادا للناس (مرقس 17:1، انظر 1كو 11:12،18،28). كما أن الشيوخ والشمامسة هم قادة يقيمهم الله (انظر أع28:20) والحقيقة هي أنه حيث أن كل مؤمن عليه أن يكون شاهدا للمسيح ممثلا له أمام الاخرين، وعليه أن يتلمذهم ويعلمهم (أع 8:1)، فهو قائد. فيجب أن يصبح كل مؤمن - نما ونضج - قائدا للشباب وللمؤمنين الجدد.
وتجب الطاعة للقائد المسيحي واحترامه، لخدمته ومسئولياته (عب 13: 7، 17، 24، 1تس 5: 12و 13، 1 تي 5: 17)، ومن الواضح أنه ليس من الخطأ أن يبتغي أحد أن يكون قائدا، إذ يكتب الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس : أن ابتغى أحد الاسقفية (القيادة) فيشتهي عملًا أي خدمة ومسئولية وليست مركزا (صالحا (1 تي 1:3). ويجب على القائد أن يؤدي خدمتهع باجتهاد) رو 8:12(، فهو الراعي الروحي) المنظور (لقطيع الرب، عليه أن يكون قدوت لهم وليس متسلطا عليهم (1 بط 2:5،3). وقد عاش الرسول بولس حياة مثالثة حتى استطاع أن يكتب للمؤمنين : اطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي (1 كو 16:4)، وكونوا متمثلين في كما أنا أيضًا بالمسيح (1 كو 1:11، في 17:3)، لذلك كانت كل الصفات التي يجب أن تتوفر في الشيخ أو في الشماس، صفات تتعلق بحياتهم الشخصية (1 تي 1:3-13، تي 5:1-9).
والغاية من كل قيادة مسيحية هي الاتيان بكل نفس إلى علاقة حيوية وثيقة مع الله. لذلك يجب أن يكون القائد رجلا مملوءا من الإيمان (أع 3:6 و5،24:11)، قادرًا على أن يعلم الاخرين معرفة المسيح معرفة اختيارية، و كيف يعبدون، وتكون لهم شركة قوية مع الله كما أن عليه ان يرشد ويتخذ القرارات (أع 2:15،6-30)، وأن يدافع عن الإيمان (تي 9:1، يه 3، أع 28:20-31)، وأن ينذر الذين بلا ترتيب، ويشجع صغار النفوس، ويسند الضعفاء (1 تس 14:5).
ومن الجانب الاخر، يجب على القائد أن يكون خادما رغم إنه القائد والمعلم (مت 26:20،27)، فالقيادة المسيحية معناها الخدمة والرعاية الحبية وليست السيادة أو التسلط أو المنفعة الذاتية. فيجب أن يتعلم أن يحب الناس، وأن يعرف كل فرد في القطيع، أن يمنح كل واحد منهم اهتمامه وعنايته لبنيانهم روحيا فنرى الرسول بولس يمتدح تيموثاوس قائلا : لأن ليس احد اخر نظير نفسي يهتم باحوالكم باخلاص، إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم، لا ما هو ليسوع المسيح وأما اختياره فانتم تعرفون إنه كولد مع أب خدم معي لأجل الأنجيل (في 19:2-23).
ويقول عن نفسه: من يضعف وأنا لا اضعف ؟ من يعثر وأنا لا التهب ؟ (2 كو 29:11) كما يقول للكنيسة في تسالونيكي: بل كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها : هكذا اذا كنا حانين اليك، كنا نرضى أن نعطيكم لا أنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضًا، لأنكم صرتم محبوبين إلينا 000 أنتم شهود والله كيف بطهارة وبير وبلا لوم كنا بينكم أنتم المؤمنين 00 كنا نعظ كل واحد منك كالاب لاولاده (1 تس 7:2-11).