في مقال لمجلة نورث أمريكان ريفيو نشر أحدهم مقارنة ممتعة بين كتابات شكسبير والكتاب المقدس? أوضح فيها أن الكتاب لا بد لقي إهتماماً خاصاً يفوق كل اهتمام لقيه أي كتاب آخر. وقال أنه من الغريب أن نصوص شكسبير التي صدرت منذ 208 سنة فقط بها الكثير من المشكوك فيه ومما تناوله التغيير? بينما العهد الجديد الذي عمّر أكثر من 18 قرنا
ـ عاش خمسة عشر قرناً منها في مخطوطات خطية
ـ ليس به هذا العيب. إن كل نصوص العهد الجديد
ـ باستثناء إثنتي عشرة أو عشرين آية
ـ مضبوطة تماماً بإجماع العلماء. ويدور الاختلاف في القراءات حول تفسير الكلمات ـ المعنى
ـ لا حول الكلمات نفسها. هذا بينما نجد في كل رواية من روايات شكسبير السبع والثلاثين نحو مئة قراءة مختلف عليها? يؤثر الكثير منها على المعنى المقصود ـ 5 ـ .
2 - لقد بقي خلال الإضطهادات العنيفة? إذ لم يلق كتاب آخر مثلما لقيه الكتاب المقدس من إضطهاد. حاول كثيرون أن يحرقوه ويمنعوه منذ أيام أباطرة الرومان حتى الحكم الشيوعي في العصر الحاضر. وقال الملحد الفرنسي المشهور فولتير ـ توفي عام 1778 ـ إنه بعد مائة سنة من وقته ستكون المسيحية قد أمّحت وصارت تاريخاً. ولكن ماذا حدث? لقد صار فولتير في ذمة التاريخ وزاد توزيع الكتاب المقدس في كل جزء من العالم? يحمل البركة أينما وجد. فمثلاً بنيت الكاتدرائية الإنكليزية في زنزبار على موقع سوق العبيد القديم. ووضعت مائدة العشاء الرباني فوق البقعة التي كان العبيد يجلدون فيها. وهناك الكثير من هذه الحالة. إن وضع أكتافنا في عجلة لنمنع دوران الشمس أسهل من أن نوقف توزيع الكتاب المقدس. ولم تمضِ خمسون سنة على وفاة فولتير حتى استعملت جمعية جنيف للكتاب المقدس مطبعته ومنزله لنشر الكتاب المقدس!