المستشار الشامى .. بالأدلة والقرائن

[Mary Naeem]

المستشار الشامى .. بالأدلة والقرائن

نقلا عن الوطن
لا يهتم بحالة الضجيج والثرثرة، التى يحدثها عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى فى قنواتهم الفضائية، التى تبث من خارج البلاد للتأثير على أحكام القضاء، لا يبالى بما يحدث خارج أروقة المحكمة من تفاعلات ومشاجرات، يجلس على المنصة بملامح هادئة، حفر الزمن تجاعيدها، نظارته الطبية تحجب عينين أرهقهما البحث فى أوراق القضايا، والتنقل بين أروقة المحاكم والنيابات، واضعاً نصب عينيه، الآية القرآنية الكريمة «وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ»، حين اتخذ قرارات اتسمت بـ«الحسم»، فلم يتردد المستشار شعبان الشامى فى إنزال عقوبة الإعدام على المعزول محمد مرسى.
لم يتردد المستشار «الشامى» فى النطق بحكم الإعدام على أول رئيس مصرى سابق، بعدما ثبت للمحكمة أنه شارك باقى المتهمين فى قضية اقتحام السجون فى تنفيذ جرائم التنسيق مع جهات أجنبية لاقتحام السجون، وغيرها من تهم القتل والشروع فى القتل، أدلة الاتهام والقرائن التى ثبت للمحكمة صحتها، هى ذاتها التى جعلت المستشار الشامى يقضى بسجن المعزول مرسى فى قضية «التخابر مع حركة حماس» بالمؤبد، فهو لا ينظر إلى اسم الشخص الماثل أمامه فى قفص الاتهام أو وظيفته، بل ينظر فى الجرائم التى تم تنفيذها ومدى تورطه من عدمه، وهذه طبيعة عمل القضاة كما يرددون دائماً.
المستشار «الشامى» تخرج عام 1975 فى كلية الحقوق بجامعة عين شمس بتقدير «جيد جداً»، وتم تعيينه معاون نيابة فى عام 1976، حتى ترقى عام 1981 لمنصب رئيس نيابة، ثم نُقل للعمل قاضياً فى المحاكم الابتدائية، ثم عاد مرة أخرى إلى النيابة العامة، رئيساً لنيابة شمال القاهرة، ثم عمل مستشاراً بمحاكم الاستئناف، ثم بمحاكم الجنايات منذ عام 2002.
توسط «الشامى» المنصة لينطق بالأحكام تباعاً، حاكماً فى قضيتين من أهم القضايا التى يواجههما الرئيس المعزول محمد مرسى، وعدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، هما التخابر مع منظمات أجنبية، والهروب من سجن وادى النطرون، لا ينشغل الرجل سوى بالمستندات وأقوال الشهود والأدلة من أجل الوصول إلى الحقيقة حتى انتهى بالفصل فى تلك القضيتين.
تاريخ المستشار «الشامى» فى ساحات المحاكم، كان سبباً فى اختياره للفصل فى قضايا الإرهاب، ومحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، بعد أن ثار الشعب على حكم جماعة الإخوان بعد عام واحد من وصولهم إلى سدة الحكم، حيث يعتبر الأرشيف القضائى لـ«الشامى»، زاخر بقضايا تشبه تلك التى فصل فيها، وهى قضايا تتعلق بالأمن القومى والإرهاب، فقد سبق أن أصدر حكماً بمعاقبة أحمد عرفة عضو حركة «حازمون» بالسجن المؤبد، وتغريمه 20 ألف جنيه غيابياً، وذلك فى اتهامه بحيازة سلاح آلى وطلقات نارية.
كان المستشار «الشامى» بجلسة الأمس حازماً، تحدث فى مقدمته عن جرائم التنظيم الإرهابى فى مصر وبحق شعبها، وتحدث القاضى بهدوء عن رأى مفتى الديار المصرية فى قضيتى التخابر والهروب من سجن وادى النطرون.
وألمح الرجل أثناء قراءته لرأى المفتى أن هذا رأى المفتى الذى طالب بتطبيق الشرع على المتهمين، الذين أفسدوا، وأن فسادهم لن ينتهى إلا بقتلهم.
المستشار «الشامى» أصدر أحكاماً فى قضايا كبيرة، غالبيتها ضد مناصرى الجماعة الإرهابية فى العامين الأخيرين وعاقب كثيراً منهم بالإعدام.