(11) خدمة إرميا في أورشليم 597-588ق.م:
رغم سبي زهرة شباب الشعب وشرفائه إلى بابل، ونهب كنوز الهيكل، فإن أورشليم والهيكل كانا مازالا قائمين. وكانت لدى إرميا رسالة للشعب الباقي في الأرض، وكذلك للذين سُبوا إلى بابل. فقد قام نصيحة للمسبيين بأن يخضعوا، مؤكدًا لهم أن العبادات الوثنية البغيضة التي حولهم، يجب أن تجعلهم يرجعون إلى شريعة إلههم، وهكذا يرفعون الحالة الأدبية والروحية في وسطهم: "هكذا قال الرب:.. أعطيهم قلبًا ليعرفوني اني أنا الرب فيكونوا لي شعبًا وأنا أكون لهم إلهًا لأنهم يرجعون إلىَّ بكل قلوبهم" (إرميا 24: 5 و7). ولم تجد نبواته ومشوراته، عند الباقين في أورشليم، أذانًا صاغية، بل بالحري غرضته للاتهام بالخيانة لشعبه ولله . وكانت أشد تحذيراته وأوقعها تأثيرًا، تلك الصورة الرمزية من وضع الربط والأنيار على عنقه وارسالها "إلى ملك أدوم وإلى ملك موآب، وإلى بني عمون وإلى ملك صور وإلى ملك صيدون" الذين يبدو أنه كانت لديهم فكرة تكوين حلف ضد نبوخذ نصر (إرميا 27: 1-11). كما حث صدقيا الملك على الخضوع لملك بابل، لعل ملك بابل يسمح للمسبيين من يهوذا بالعودة. ولكن صدقيا أضاع هذه الفرصة بتآمره مع فرعون مصر الشاب، "حفرع" (أبريس)، وذلك بتحريض من الحزب الموالي لمصر. وهكذا تمرد صدقيا على ملك بابل (2مل24: 20).