المسيح في رسائل القديس أثناسيوس الكبير
رسالة القديس أثناسيوس إلى أبكتيتوس
مقدمة
كتب القديس أثناسيوس هذه الرسالة إلى أبكتيتوس أسقف كورنثوس سنة 369م، وذلك رداً على مذكرات كان أبكتيتوس قد أرسلها إلى أثناسيوس تحوى عدة أسئلة أثيرت في إيبارشيته من مجموعات آريوسية وغيرها لها آراء خيالية (دوسيتية) من جهة التجسد، وعلاقة جسد المسيح بلاهوته الأزلى من جوهر الآب.
ويرد القديس أثناسيوس على هذه التصورات والآراء الخيالية، ويوضح الإيمان السليم فيما يخص علاقة لاهوت المسيح بناسوته. وهذه الرسالة صارت لها شهرة كبيرة عند آباء الكنيسة في القرنين الرابع والخامس ويستند إليها القديس إبيفانيوس في الرد على بدعة أبوليناريوس، كما كانت مرجعاً يُستند إليه في مواجهة بدعة نسطور في القرن الخامس، ولما حاول النساطرة أن يزيفوا نص هذه الرسالة بحيث يؤدى إلى خدمة بدعتهم، فإن القديس كيرلس الأسكندرى كشف تزيفيهم (في رسالة 40)[1] وأظهر النص السليم لها .