الفصل السابع
عقوبـات الخطيـة
للخطية عقوبة، سواء هنا على الأرض أو في الحياة الأبدية، حقاً إنَّ هناك تفاوتاً في الثواب والعقاب، إلاَّ أنَّ العقوبة أبدية أيّ ليس لها مدة تنتهي بعدها، وكذلك الثواب أيضاً، وهذه حقيقة واضحة لنا نحن المسيحيين، ولا يستطيع أن يُنكرها كل من يقرأ الكتاب المقدس، أو يطّلع علي قصص التاريخ.
فالله الرحوم الذي لا يشاء موت الخاطيء مثل أن يرجع وتحيا نفسه، هو أيضاً الله العادل، الذي وضع للخليقة ناموساً تسير بمقتضاه، ألا وهو: " الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً " (غل7:6)، " لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ " (مت 2:7).
ولا يصح لنا أن نفهم مراحم الله منفصلة عن عدله، فصفات الله كاملة، لئلا ننقاد إلي الخطية غير شاعرين بخطورتها، وتجعلنا محبة الله أن ننسي مخافته، فقد قاد هذا الفَهم الخاطيء كثيرين إلي اللامبالاة والاستهتار، بعد أن بدأوا حياتهم الروحية بقوة ونشاط.. هذا ما يقوله قداسة البابا شنودة.
هذا وقد رأينا قبل الحديث عن العقوبات (الأرضية والأبدية)، أن نتحدّث أولاً عن تفاوت العقاب، موضحين أسبابه، سواء كانت أسباب التفاوت: دوافع الخطية، أو ظروفها، أو الضرر الناتج عن الخطية، أو الشخص الخاطيء، أو الشخص المُخطيء إليه...