![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() " فرأي إمرأة تستحم.. فأرسل رسلاً وأخذها فدخلت إليه فاضطجع معهـا .. وفي الصـباح كتب داود يقـول : اجعـلوا أوريا في وجه الحرب .. فيُضرب ويمـوت " (2صم11) ذكرنا أنَّ الخطية مرض قد يتضخم وينمو في الإنسان، فأكثر المجرمين بدأوا حياتهم الإجرامية بجرائم تافهة، وكما قيل: معظم النار من مستصغر الشرر. وهذه القصة تُؤكد قولي: قصة يُحكي أنَّ لصاً سطا في نصف الليل علي منزل رجل ثري ليسرقه، ولكن علي غير المتوقع استيقظ الرجل ففاجأ اللص وهو يسرق، فوقع عليه وأخذ يصرخ بشدة عسي أن يسمع أحد من الناس صوته فيأتي ليساعده في القبض علي المجرم، فلمَّا رأي اللص أنَّ جريمته فشلت حاول أن يهرب ولكن دون جدوى.. وإذ لم يستطع الفرار أطلق عياراً نارياً علي صاحب البيت فوقع الرجل قتيلاً. فأتى الناس وقبضوا علي اللص، الذي أُلقي في السجن إلي أن صدر الحكم ضده.. أمَّا الحكم فكان الإعدام شنقاً، وكعادة المحكومين عليهم بالإعدام.. سُئل المجرم قبل تنفيذ الحكم: أتريد شيئاً؟ فقال نعم، أريد أن تُحضروا إليّ أمي لأراها قبل أن أموت، فأحضروها بناءً علي طلبه.. فلمَّا رآها طلب أن تقترب منه ليقول لها كلاماً سراً، فلمَّا اقتربت ضغط علي أُذنها بأسنانه فقطعها، أمَّا هي فأخذت تصرخ من شدة الألم.. عندئذ نظر إليها وقال لها: هذا أقل جزاء لكي مني، فأنت التي أتيتِ بي إلي هذا المكان، لأنَّك لو لم تشجعيني علي سرقة البيض من جارتك وأنا بعد صغير، لَمَا صرت لصاً وأنا كبير!! لكن في أحيان كثيرة لا يتضخم المرض بهذه الصورة، إنَّما يمتد ويتسع، فكثيراً ما يسقط الإنسان في خطية واحدة ولكنه بعد قليل يجد نفسه مُصاباً بعدة خطايا أُخري، لأنَّ الخطايا سلسلة كل منها تُسلّم الخاطئ إلي غيرها.. مثلما يسقط إنسان علي سُلم فكل درجة تُسلمه إلي أخري حتى يصل إلي القاع. فمثلاً: كأس الخمر التي يرتشفها إنسان دون أن يُدرك عواقبها.. قد يجر وراءه السقوط في الزني.. الذي يجر وراءه الخيانة والغدر.. وأحياناً القتل والسرقة... وخطية النهم قد تقود أحياناً إلي الزني.. والزني إلي الطمع.. والطمع يقود إلي السرقة.. التي تقود إلي القتل والغضب.. الذي يؤدي إلي الحزن والكآبة. وهذا ما أكده الأب سيرابيون عندما قال: ف الذيادة في النهم يتبعه الزني، والزني يتبعه الطمع، والطمع يُثير الغضب، والغضب يوّلد الكآبة (الغم)، والغم يُنشيء الفتور.. فإن أردت الغلبة علي الفتور، يلزمك النصرة علي الكآبة، ولكي تتخلص من الكآبة، يلزمك طرد الغضب، ولتهدئة روح الغضب يلزم أن نطيء بأقدامنا علي الطمع، ولأجل اقتلاع الطمع يلزم الامتناع عن الزني، ولكي ما نهلك الزنا، فلننتهر خطية النهم... وقد يقع إنسان في خطية الغضب، فيتولد حقد في قلبه.. وهذا الحقد يجعله يسب ويشتم في الآخرين الذين غضب عليهم، وأحياناً يثور ويريد الانتقام منهم، وهذه الثورة تقوده إلي الضرب، الذي يقود أحياناً إلي القتل، وغالباً ما يحاول القاتل تبرير نفسه أمام القضاء فيقع في خطية الكذب والإدانة... أيضاً خطية محبة المال تقود إلي السرقة، التي يتفرع منها الغش والتزوير، وهذه تقود إلي الظلم إذ يسلب حقوق الآخرين، وأحياناً إلي القتل، الذي كثيراً ما يحدث عندما يُضبط السارق وهو يسرق.. وبالطبع إذا قُبض عليه سيكذب حتى لا يُحكم عليه.. يقول القديس مرقس الناسك " يستحيل علي الإنسان أن يسقط في الزنا، ما لم يسقط أولاً في شراهة الأكل، أو أن يُثأر بالغضب ما لم يكن طمَّاعاً يُقاتل من أجل الطعام أو المال أو الشهرة، ومن المستحيل عليه أن يتجنب قتال التذمر، ما لم يكن قد سبق له أن احتمل الحرمان من هذا كله.. ويستحيل عليه أن يهرب من الكبرياء، ما لم يكن قد أستأصل من قلبه محبة المال ". |
||||
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حمل في جسده دينونة الخطية، أبطل شوكة الموت |
لأن شوكة الموت هي الخطية |
كتاب شوكة الخطية للراهب كاراس المحرقي |
شوكة الخطية |
كتاب شوكة الخطية للراهب كاراس المحرقي |