منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 01 - 2013, 07:07 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

أنت بلا عذر

أنت بلا عذر

الاربعاء 30 يناير 2013
القس رافائيل ثروت
راعي كنيسه مارمينا فم الخليج


ما من شك فى أن من أسباب نجاح داود هو أنه كان صاحب مبادئ وقيم فكان مخلصاً لمبدأه الثابت فى رفض إيذاء من اختاره الله ملكاً . وكان يكرر دائماً " حاشا لى من قبل الرب أن أمد يدى إلى مسيح الرب " ( 1صم 11:26 ) فمهما اساء إليه شاول فإنه لم يفكر يوماً من الأيام أن يقابل المثل بالمثل ومهما توافرت لديه الفرصة للقضاء على عدوه فإنه لم يستخدمها لأنه كان مستعداً أن ينتظر الوقت المعين من قبل الله وأن ينال الملك بالطريقة التى أعدها الله وكانت وجهة نظره على الدوام هى التى سجلها فى مزاميره " إنتظرى يا نفسى لأن من قبله رجائى " ( مز 5:62 ).

المبدأ والفرصة
استخدم داود فى برية عين جدى شبكة من الكهوف فى الجبل لتخبئة رجاله وخزن مؤونته وبينما شاول بثلاثة آلاف من رجاله المختارين من جميع إسرائيل يطارد داود ، اتفق أنه مال إلى كهف لحاجة يقضيها ، وكان داود ورجاله فى باطن الأرض فى ذلك الكهف ومن الداخل استطاعوا رؤيته دون أن يراهم . فقال لداود رجاله : " هوذا اليوم الذى قال لك عنه الرب : هأنذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن فى عينيك " ( 1صم 4:24 ).
فأخذ داود سكيناً وتقدم بكل حذر لا ليقتل شاول بل ليقطع طرف ردائه ثم ينسل داخلاً وصعق ذلك رجاله . فطالما انتظروا الفرصة المواتية لقتل شاول وبذلك تنتهى متاعبهم ويتسلم داود زمام السلطة . لكن داود رفض ذلك قائلاً : " حاشا لى من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدى بمسيح الرب فأمد يدى إليه " ( 1صم 6:24).
وهكذا نرى أن الفرصة لم تبطل المبدأ بالنسبة إلى داود . فقد احتج رجاله بأن تلك كانت فرصته السانحة وأن فيها دليلاً على التوجيه الإلهى ولذا فهى سبب كاف لوضع المبدأ جانباً . ولكن تفكير داود كان مختلفاً فقد كان يعتقد أنه إذا تضاربت الفرصة والمبدأ فمن الواجب أن تمر الفرصة ويثبت المبدأ .

عزيزى ... وأنت ما رأيك ؟
المبدأ ورأى الغالبية
ثم أن رأى الغالبية القوى أيضاً لم يؤدى إلى إبطال المبدأ. فقد كان مع داود 600 من خيرة الرجال المخلصين ولو أصغى إلى توسلاتهم لبدأ القبض على شاول أمراً صائباً غير أن داود لم يكن شعاره العمل بالمفهوم الشائع عن القيادة أى ( إكتشاف ما يريده الشعب وإقتيادهم إليه ) فهو لم يقل ما يقوله كثيرون فى الواقع : أنا قائدكم ولهذا سأتبعكم ولا تخلى عن مبدأه لمجرد حصوله على الأغلبية والدعم الشعبى .


عزيزى ... وأنت ما رأيك ؟
وعوضاً عن اللجوء إلى العنف جرب استعمال اللطف . ونجح أسلوب داود غير العنيف إذ كف شاول عن مطاردته إلى حين ( 1صم 17:24-20 ) .

المبدأ والغدر
غير أن توبة شاول لم تدم طويلاً فسرعان ما تناسى وعده وعاد بجيشه إلى برية زيف ليطارد داود من جديد . وهذه المرة حل جيش شاول على واد أطل عليه داود ليلاً من على رأس تل فرأى خيمة شاول فى وسط المعسكر ومن حوله رجاله . ففكر داود وأخذ رجلاً من رجاله هو أبيشاى وجاز الحراس النائمين بعدما اخترق صفوف عدوه خفية حتى وجد شاول نائماً قرب أبنير قائد جيشه . إذ ذاك قال أبيشاى لداود : " قد حبس الله اليوم عدوك فى يدك " ( 1صم 8:26 ) ولكن داود رفض أن يمس شاول بأذى . فحتى غدر شاول لم يجعله يشعر بأن ذلك عذراً قوياً للإقلاع عن إلتزام مبدأه .


عزيزى ... وأنت ما رأيك ؟
المبدأ والحاجة
حتى الحاجة لم تحل محل المبدأ فى قاموس داود . فقد كان بوسعه أن يحتج قائلاً : إن رجالى فى حاجة إلى الإستراحة من هذا التخفى الذى طال أمده بل كان بوسعه أن يحتج بحجة أوسع فيقول : هذا البلد بحاجة إلى حكم جديد . ولو قال ذلك لكان على حق فها هو شاول يطارده ورجاله ظلماً ويدير شئون البلد أسوأ إدارة وها الأعداء ينتهكون الحدود مرة بعد مرة فمع أن البلد كان بحاجة إلى تغيير فإن هذه الحاجة حلت عند داود فى المرتبة الثانية بعد المبدأ . فما كانت الأخلاق الخاضعة للظروف لترضى هذا الرجل حتى يتناسى مبدأه ويتذرع بالحجج المنطقية إذا ساءت الأحوال . بل أن قبضته كانت أقوى من هذا بكثير فى التمسك بناموس الله .


عزيزى ... وأنت ما رأيك ؟
المبدأ عند داود سارى المفعول
لم يكتف داود برفض التغاضى عن مبدأه وقتل شاول بل تعدى ذلك إلى السعى بكل وسيلة ممكنة لإظهار موقفه الإيجابى من عائلة شاول كلها . حاول عزيزى الخادم أن تستخرج ما يؤكد ذلك من خلال قراءتك لسفر صموئيل الثانى .
ولازالت هذه هى الطريقة لربح الآخرين فكلما ازددنا تواضعاً وخضوعاً وتسليماً إزددنا ربحاً للآخرين إن الشخص الذى يعرف كيف ينتظر الله هو رجل القوة .
ما أكثر الرجال الذين لو وقفوا موقف داود لاعتبروا أنفسهم فى حل من الوفاء بأى عهد غير أن داود اعتنق مبدأه والتزامه فى حضرة الله .
عزيزى ... تذكر : أنه ينبغى ألا ترتقى الأعذار فى أذهاننا لتصبح بمثابة أسباب .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025