لما تسمع في الكتاب المقدّس عبارة ابن الله

[لمسة يسوع]

لما تسمع في الكتاب المقدّس عبارة »ابن الله«، لا تتخيّل أبدًا أن معناها جسدي، لأن هذا المعنى مرفوض أصلًا في الفكر الكتابي؛ فالكتاب المقدس يعلن بوضوح أن «الله روح» (يوحنا 4: 24)، وليس كائنًا جسديًا يلد أو يُولد.

لأنه في اللغة الكتابية، كلمة «ابن» لا تُستخدم للدلالة على الولادة، بل على الطبيعة والجوهر والعلاقة الفريدة؛ كما نقول «أبناء النور» دون أن يكون النور أنجبهم. عندما يعلن الإنجيل أن يسوع هو «ابن الله»، فهو يقول إن يسوع هو كلمة الله الأزلي، الموجود مع الله ومن ذات جوهره: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ» (يوحنا 1:1)، ثم يخبرنا أن هذا الكلمة لم يبدأ وجوده بولادته من مريم، بل ظهر في التاريخ متجسدًا ليقترب من الإنسان: «وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا» (يوحنا 1:14).

وحين يقول الكتاب «الابن الوحيد»، فهو لا يقصد تعددًا في الآلهة، بل تفردًا في الجوهر والإعلان، لأن المسيح هو الصورة الكاملة لله غير المنظور، كما كُتب: «الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِه» (عبرانيين 1:3). لذلك، لو قرأت هذا اللقب بعين كتابية لا ثقافية، ستكتشف أن «ابن الله» لا تعني شريكًا لله ولا ولدًا له، بل تعني أن الله اختار أن يُعرّف نفسه للإنسان بكلمته الحية، كلمة لا تنفصل عنه، كلمة أحبّت العالم واقتربت منه، ولهذا قيل: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» (متى 3 :17).
هل فهمت الأن معنى الإبن؟