![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
ممنوع لأصحاب فوبيا الأماكن المرتفعة في عام 2014، ظهر اسم كيفن شميت فجأة على شاشات العالم، ليس كنجم رياضي أو ممثل… بل كرجل يعتلي السماء حرفيًا. شميت، العامل الهادئ من ولاية ساوث داكوتا، أصبح رمزًا لإحدى أخطر المهن التي قد يتخيلها عقل: تسلق برج اتصالات بارتفاع 457 مترًا. فقط من أجل… تغيير مصباح واحد. مصباح صغير، بحجم قبضة اليد، لكنه ليس عاديًا. إنه منارة إلزامية حدّدتها إدارة الطيران لتنبيه الطائرات إلى هذا الوحش المعدني المنتصب في قلب الولاية. وحين يحترق ذلك الضوء، لا توجد طائرة مسيّرة ولا رافعة شاهقة قادرة على الوصول إليه. هناك رجل واحد فقط يصعد إلى هذا العلو ليعيد للسماء "عينها الحمراء" التي تحمي الطائرات. مرتين كل عام، يبدأ كيفن رحلته التي لا تشبه أي عمل مكتبي في الدنيا. يحمل صندوق أدواته، يشدّ حزام الأمان حول جسده، وينظر إلى برج يشق السماء كعمود نورٍ بلا نهاية. يبدأ الصعود، درجة بعد درجة، بينما الرياح تعصف بجسده، والسماء تتغير ألوانها من زرقة إلى رمادية، ومن صمتٍ إلى صفير يضرب قلبه قبل أذنيه. لكن اللحظة التي يبدأ فيها الرعب الحقيقي ليست في منتصف الرحلة… بل عند آخر 30 مترًا من القمة. هنا، لا توجد درجات، ولا سلالم آمنة، ولا أي سياج معدني يحميه من الفراغ. فقط قضبان رفيعة يصعدها بيديه وقدميه، وهو يعرف جيدًا أن أي انزلاق، أي هبة هواء أكثر قوة من المعتاد، قد تعني سقوطًا لا نهاية له. ورغم هذه المخا*طرة الجنونية، فإن المكافأة التي يحصل عليها – 20 ألف دولار لكل صعود – تبدو صغيرة أمام قيمة حياة واحدة معلّقة بخطاف أمان واحد. في إحدى المرات، رافقه زميله بطائرة مسيّرة لتصوير صعوده. الصور كانت كافية لتجعل ملايين البشر يتجمدون أمام الشاشات. من الأعلى بدا كيفن كأنه نقطة تتحرك فوق خيط معلق بين الأرض والعدم. تلك الصور انتشرت عالميًا، وجعلت منه “أسطورة الرجل الذي يصعد للغيوم لتغيير مصباح”. ورغم تعليقات العالم، كان رد كيفن بسيطًا، يكشف عن طبيعته الهادئة: "بالنسبة لي… هذا مجرد يوم آخر من العمل." كيفن شميت، لا يرى نفسه بطلًا… لكنه في الحقيقة واحد من أولئك الذين يقفون في صمت خلف سلامة الجميع، الذين يتعاملون مع الخـطر كأنه روتين، ويحوّلون قمة برج مخيف إلى نقطة أمل صغيرة… من أجل مصباح واحد، يحمي مئات الأرواح في السماء. |
|