![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
الفأر الكنغر الذي لا يشرب الماء طول حياته! في أعمق صحارى الغرب الأمريكي، حيث تتشقق الأرض من العطش وتتبخر الحياة قبل أن تبدأ… يعيش كائن صغير يخالف كل القوانين، ويتحدى كل منطق، ويكشف لنا عن روعة الخلق وإبداع الله الذي لا حدود له. إنه الفأر الكنغر—المخلوق الذي قد يمضي حياته كلها دون أن يقترب من نقطة ماء واحدة! نعم… لا يشرب. لا يبحث عن ماء. لا يحتاجه أصلًا. كأن الله خلقه ليكون معجزة تمشي على الرمال. بينما تمو*ت معظم الكائنات إذا حُرِمت من الماء لساعات، يعتمد هذا المخلوق على ما هو أدهش: إنه يصنع ماءه داخل جسمه. يتغذى الكنغر جرذ على بذور جافة تبدو بلا قيمة، لكنه حين يهضمها، تحدث عملية بديعة تُسمّى الأكسدة الأيضية. ومن قلب هذا الهضم… يولد الماء! قطرة وراء قطرة، تكفيه ليعيش، ويركض، ويتكاثر، ويتحدى حرارة تتجاوز 45 درجة! كأن كل بذرة يحملها هي بئر ماء متنكر في صورة طعام. منح الله هذا الكائن كلى تُعد من الأعجب في عالم الحيوان. كليته قادرة على تركيز البول لدرجة تفوق بول الإنسان بخمسة أضعاف! أي أنه يخرج أقل كمية ممكنة من الماء، ويحافظ على كل ذرة سائلة بداخله. حتى فضلاته جافة… كأنها خرجت من فرن، وليس من جسم حي. هذا ليس مجرد تكيف… بل هندسة بديعة من خالق مُتقن الصنع. الحرارة في الصحراء تقـ*تل قبل العطش، لكن الكنغر جرذ يملك أسلوبًا عبقريًا آخر: لا يتعرق. لا يلهث. لا يضيّع ماء عبر التنفس. بل ينسحب تحت الأرض في جحور باردة ورطبة، يغلق مداخلها بالتراب ليحتفظ بالهواء الرطب ويمنع الجفاف. يخرج فقط في الليل، حين ينام الجميع، ليبدأ حياته الهادئة التي حفظتها له حكمة الخالق. حين تنظر إلى هذا الكائن الصغير، وتسمع أنه يعيش دون شرب قطرة ماء واحدة، تدرك حقيقة عميقة: أن الله لم يخلق شيئًا عبثًا، وكل مخلوق مُجهزة بكل ما تحتاجه بيئته بدقة مذهلة. الصحراء ليست مكانًا للموت… بل مسرحًا تتجلى فيه قدرة الله في منح الحياة لمن يستحيل أن يعيش. |
|