منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 10 - 2025, 05:20 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 389,154



ينظُر المَسيحيُّ إلى الأخلاق على أنَّها انعكاسٌ لشَخصيَّةِ الله السَّاميَة،
لا مجَرَّد مجموعة من القواعد الإجتماعيَّة أو الإلتزامات الظّاهريَّة.
فالمَسيحيَّة تُعَلِّم أنَّ الأخلاق الحَقيقيَّة تبدأ من الدَّاخل،
من القلب الذي تُغَيِّرُه نعمَةُ الله. ليست الفضائلُ هدَفًا بحَدِّ ذاتها،
بل هي ثمارٌ تظهَر في حياةِ الذين يسلكون بحَسَب الرُّوح. فالمَحَبَّة،
واللّطف، والأمانة، وضَبط النَّفس، والمُسامَحَة تنبَعُ من اتّحاد الإنسان بالمَسيح
، الذي هو المثالُ الأعلى للكَمالِ الأخلاقيّ.

أمَّا في ما يخُصُّ القوانين، فالمَسيحيُّ يُدركُ أنَّ النَّاموسَ
جَاءَ ليكشِفَ للإنسان عَجزَه عن بلوغ البِرِّ من ذاتِه،
ولكي يَقودَه إلى التَواضُع والاتّكال على نِعمَةِ الله. لا يرفضُ المَسيحيُّ القوانينَ الإلهيَّة،
بل يرى فيها تعبيرًا عن قداسَةِ الله، ولا يسعى إلى الخَلاص بواسطَتِها،
بل يؤمن أنَّ المسيح هو الذي "كَمَّل النَّاموس"
وأعطى معنًى أعمَقَ له. فبدلاً من التقيُّدِ بالحَرْف،
يحيا بروح المَحَبَّة التي تتجَاوز الحَرفَ إلى الجَوهر.


وأمَّا بالنّسبةِ إلى القوانين البشَريَّة فيجب على المسيحيّ
إطاعتُها لأنَّها وصيَّة ورَدَت في الإنجيل: "لتَخضَعْ كلُّ نفسٍ للسَّلاطين الفائقة
، لأنَّه ليسَ سُلطانٌ إلّا من الله والسَّلاطينُ الكائنَة هي مُرَتَّبَة منَ الله" (رومية 13 : 1)


وينظرُ المَسيحيُّ إلى الدِّين على أنَّه علاقةٌ وشَركةٌ مع الله لا كَفَرائضَ وواجِباتٍ فقط
. فالإيمانُ المَسيحيُّ ليس طقسًا جامدًا أو ديانَةً مَبنيَّةً على خَوفٍ وعقاب،
بل هو علاقة محَبَّة بين الإنسان والله من خلال يسوعَ المَسيح.
الدَّينُ الحَقيقيُّ هو تعبيرٌ عَمَليّ عن هذه العلاقة، في عبادةٍ صادقة،
وخدمَةِ المَحَبَّة للآخرين، وسلوكٍ نَقيٍّ في هذا العالَم.

يقول يعقوب في رسالتِه: "الدِّيانةُ الطَّاهرة النَقيَّة عند الله الآب هي هذه
: افتقادُ اليَتامى والأرامِل في ضيقَتِهم، وحِفظُ الإنسانِ نفسَه بلا دَنسٍ من العالَم" (يعقوب 1: 27)
وقد يتحلَّى الإنسان غيرُ المؤمن بالأخلاق، ويعيش التَدَيُّن
ويلتزم بالقوانين المَدَنيَّة والاجتماعيَّة، ولكنَّها تأخذ بُعدًا أكثر عُمقًا وروحانيَّةً
أكثر سُموًّا عندما تنبَعُ من قلبٍ امتلأ من نعمةِ الله، فالتَزَمَ بها لأنَّها جزءٌ أساسيٌّ
من طاعتِهِ وشَهادتِه لأنَّه يمَجِّدُ الله بها، "فليُضئْ نورُكُم هكذا قدَّامَ النَّاس
لكَي يرَوا أعمالَكم الحَسنَة ويمَجِّدوا أباكم الذي في السَّمَوات" متّى5: 16
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيحيَّة والاهتمام بالعبيد
ما هو مضمون الدَيْنونَة في المسيحيَّة؟
الله والقوانين الكونية
ضخامة الدّين اذ أن الهيكل استخدم فيه 3000 وزنة ذهب
الدّين هو البوصلة


الساعة الآن 06:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025