![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
في إنجيل لوقا الأصحاح العاشر، يقدِّمُ لنا المَسيح أروعَ صورة عن محَبَّةٍ تتجاوَزُ الحُدود والقيود. سأل أحَدُ النَّاموسيّين يسوع: «مَن هو قريبي؟» فجَاءَ الجَواب في قصَّةِ السَّامريّ الصَّالح، الرَّجُلِ اليَهوديِّ الذي جُرِّدَ من ثيابِهِ وضُربَ وكاد أنَ يموت، ثمَّ مَرَّ بهِ كاهنٌ ثمَّ لاويّ، لكن كلاهُما ابتَعَدا وترَكَاه بين الحَياةِ والمَوت. وفجأةً! دخلَ إلى المَشهَد إنسانٌ لم يكن متوَقَّعًا حُضورُه هنا بالذَّات.. إنَّه سَامريٌّ! غَريبُ الجِنس، مَكروهٌ ومُحتقَرٌ في نَظَر اليَهود! ومع ذلك، توقَّفَ عندَ اليَهوديِّ الجَريح، تحَنَّنَ عليه، ضَمَّدَ جراحَه، وأحضَرَه إلى فندُقٍ ليتابعوا الإهتمامَ به. هنا ارتَفَعَت قِصَّةُ يسوع إلى ذروةٍ مذهلَةٍ.. العَدُوُّ صَارَ أقربَ من الأخ، والمَرفوضُ صَار أيقونَةَ الرَّحمَة. بهذه الصُّورة كشَفَ المَسيح أنَّ المَحَبَّةَ لا تُقاس بالدَّم أو العِرقِ أو الدِّين أوِ التَّاريخ ، بل بالرَّحمَةِ والعَمَلِ الصَّالحِ الذي يُمارَس بالفِعل نحوَ الآخرين. لم يسألِ السَّامريُّ عن هُويَّةِ الرَّجُل، لم يتحَقَّقْ من انتِمائِهِ، أو عَقيدتِه، أو ميولِهِ الحِزبيَّة ولا حتّى ولاآتِه. . ولكنَّه رأى إنسَانيَّتَه المَجروحَة، فانحَنَى عليه كما لو كانَ أخاه. أرادَ المَسيحُ أن يقول: قريبُكَ ليسَ مَن يُشبهُكَ، بل مَن يَرحَمُكَ. المَسيحُ نفسُه صَارَ السَّامريَّ الأعظَم، إذ جاءَ من خارج حُدودِنا، وانحَنَى على جِراح إنسَانيَّتِنا الممَزَّقَة بالخَطيئَة. لم يَترُكْنا على قارعَةِ الطريق، بل حَمَلَنا إلى "الفندُق" الذي هو نِعمَتُه المَ جَّانيَّة، ودفَعَ الثَّمَن بدَمِه على الصَّليب. وتبقى الخاتمَةُ المشَوِّقَة صدًى لصَوتِهِ القويّ: «فَاذهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا» (لوقا 10: 37). إنَّها دعوةٌ مفتوحَةٌ، وتحَدٍّ حَيّ، وامتحانٌ لكلِّ قَلب.. هل أختارُ أن أعيشَ بعُيونِ العالَم الضَّيِّقَة، أم بعَينَي المَسيح الرَّحومَتَين، اللّتَين لا تعرفان الحُدودَ الطّائفيَّة ولا التّمييزَ العُنصُريّ، "حَيْثُ لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ، خِتَانٌ وَلاَ غُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ وَسِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ وَحُرٌّ، بَلِ الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ" كولوسي 3: 11 |
|
| قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
| الموضوع |
| جنبني السير في طريق لا يشبهني |
| مريض بيت حسدا يشبهني |
| المسيح يشبهني |
| متى اجد من يشبهني |
| لا شيء يشبهني |