![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يَضرِبُ يَسوعُ مَثَلَ الغَنِيِّ ولَعازَر في حُضورِ بَعضِ الرّافِضينَ لَه، إذْ: "وكانَ الفِرِّيسِيُّونَ، وهُم مُحِبُّونَ لِلمال، يَسمَعونَ هذا كُلَّه ويَهزَأُونَ بِه" (لوقا 16: 14). ومِن خِلالِ هذا المَثَل يُريدُ يسوعُ أنْ يُعَلِّمَنا الأَبعادَ الرّوحِيّةَ التّالِيَة:" أَوَّلًا: اَلْبُعْدُ اَلرَّمْزِيُّ فِي اَلْمَثَلِ: مَثَلُ اَلْغَنِيِّ وَلَعَازَرَ لَيْسَ حِكَايَةً تَارِيخِيَّةً عَنْ أَشْخَاصٍ مُحَدَّدِينَ، بَلْ هُوَ قِصَّةٌ رَمْزِيَّةٌ تَكْشِفُ عَنْ فِئَتَيْنِ مِنَ اَلنَّاسِ وَظُرُوفِهِمَا اَلْمُتَنَاقِضَةِ: الْغَنِيُّ رَمْزٌ لِرُجُالِ اَلدِّينِ اَلْيَهُودِ اَلَّذِينَ "كَانُوا يُحِبُّونَ اَلْمَالَ" (لُوقا 16: 14)، يَسْتَمِعُونَ إِلَى يَسُوعَ لَكِنْ يَرْفُضُونَ رِسَالَتَهُ، وَيَحْتَقِرُونَ عَامَّةَ اَلنَّاسِ (يُوحَنَّا 7: 49). لَعَازَرُ رَمْزٌ لِعَامَّةِ اَلشَّعْبِ اَلْمُتَوَاضِعِ اَلَّذِينَ قَبِلُوا رِسَالَةَ يَسُوعَ رَغْمَ اِحْتِقَارِ اَلْقَادَةِ لَهُمْ. اَلتَّغْيِيرُ اَلَّذِي يُظْهِرُهُ اَلْمَثَلُ جَذْرِيٌّ: مَنْ كَانَ يَظُنُّ نَفْسَهُ مَقْبُولًا عِنْدَ اَللهِ بِسَبَبِ مَرْكَزِهِ اَلدِّينِيِّ أَوْ غِنَاهُ، إِذَا بِهِ مَرْفُوضٌ، بَيْنَمَا اَلَّذِينَ اُعْتُبِرُوا بِلَا قِيمَةٍ نَالُوا اَلْكَرَامَةَ اَلإِلَهِيَّةَ. المَثَلُ لَيْسَ مُجَرَّدَ قِصَّةٍ عَنِ المَاضِي، بَلْ إِنْذَارٌ لِلْوَاقِعِ الحَاضِرِ. فَحَيَاتُنَا الأَبَدِيَّةُ تُبْنَى هُنَا وَالآنَ، مِنْ خِلاَلِ اخْتِيَارَاتِنَا اليَوْمِيَّةِ فِي اسْتِعْمَالِ المَالِ، وَفِي مَوَاقِفِنَا مِنَ الفُقَرَاءِ وَالمُهَمَّشِينَ. فَكُلُّ "لِعَازَرَ" عَلَى بَابِنَا هُوَ طَرِيقٌ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَكُلُّ تَجَاهُلٍ لَهُ هُوَ |
|