![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يَصِفُ المَثَلُ حَيَاةَ الرَّجُلِ الغَنِيِّ وَنَفْسِيَّتَهُ وَخَطِيئَتَهُ. فَاسْمُهُ غَيْرُ مَذْكُورٍ، لأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ تَرْكِيزٌ عَلَى هُوِيَّتِهِ وَشَخْصِهِ، بَلْ عَلَى مَا يَمْلِكُ، إِذْ إِنَّ حَيَاتَهُ مُرْتَكِزَةٌ عَلَى الغِنَى المَادِيِّ. وَالرَّجُلُ الغَنِيُّ هُوَ وَاحِدٌ مِنْ وُجُوهِ المُجْتَمَعِ، وَمِنْ ذَوِي المَكَانَةِ وَالجَاهِ، كَانَ يُعْشِقُ رَفَاهَةَ العَيْشِ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا وَالبَذَخُ المُسْرِفُ، فَكَانَ يَرْتَدِي أَفْخَرَ الثِّيَابِ، وَيُعِدُّ أَرْوَعَ مَوَائِدِ الطَّعَامِ. وَهُوَ دُونَ اسْمٍ، أَنَّهُ نَكِرَةٌ، حَيْثُ إِنَّ الأَنَانِيَّةَ فِي اسْتِخْدَامِ أَمْوَالِهِ أَفْقَدَتْهُ الاسْمَ، لأَنَّ الشَّخْصَ الأَنَانِيَّ يَعِيشُ وَحْدَهُ، وَلا مَجَالَ لأَيَّةِ عَلاقَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الآخَرِينَ، خَاصَّةً الفُقَرَاءِ وَالمُحْتَاجِينَ، وَمِنْ بَيْنِهِمْ لِعَازَرُ الفَقِيرُ. وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ كِيرِلُّسُ الكَبِيرُ بِقَوْلِهِ: "إِنَّ الغَنِيَّ كَوْنُهُ غَيْرَ رَحِيمٍ كَانَ فِي حَضْرَةِ اللهِ بِلاَ اسْمٍ، إِذْ قِيلَ بِصَوْتِ المُرَتِّلِ عَنِ الَّذِينَ لا يَخَافُونَ الرَّبَّ: "بِشَفَتَيَّ أَسْمَاءَهُمْ لا أَذْكُرْ" (مَزَامِير 16: 4). |
|