منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 10 - 2025, 11:30 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,377,342

قد تكون هي بداية حياتك الحقيقية


كتب خوفًا من الموت… فخلّد اسمه إلى الأبد
في نهاية الخمسينيات، كان أنطوني برجس مجرد مدرس إنجليزي بسيط يعيش في مالايا (ماليزيا اليوم)، يعلّم اللغة والأدب، ويحلم سرًا بأن يصبح كاتبًا يومًا ما. لم يكن مشهورًا، ولا يملك ثروة، ولا حتى يشعر أن حياته تحمل معنى خاصًا. كل ما كان لديه هو شغفه بالكلمات، والموسيقى، وخياله الواسع.
ثم جاء اليوم الذي قلب عالمه رأسًا على عقب.
في عام 1959، سقط برجس مريضًا فجأة أثناء عمله. أُعيد إلى إنجلترا، وهناك، أخبره الطبيب بتشخيصٍ صادم: "لديك ورم في المخ... وربما لم يتبقَّ لك سوى عام واحد لتعيش."
كلمات الطبيب سقطت عليه كصاعقة.
عام واحد فقط؟!
عاد إلى منزله محطـمًا، وجلس في صمت طويل. لم يكن يفكر في الخوف من الموت بقدر ما كان يفكر في الفراغ الذي سيتركه بعده. لا زوجة ثرية، لا أولاد، لا إرث مادي... فقط دفتر أحلام لم يُفتح بعد.
ثم سأل نفسه سؤالًا غيّر حياته كلها:
"ماذا لو كتبت قبل أن أموت؟ ماذا لو تركت شيئًا يبقى؟"
ومن تلك اللحظة، لم يعد برجس ينتظر الحياة… بل بدأ يُلاحقها.
تحوّل إلى آلة كتابة بشرية.
في عامٍ واحد فقط، كتب خمس روايات كاملة! كان يكتب كل يوم بلا توقف، كأن كل صفحة هي صراع جديد ضد الموت نفسه.
ومن بين تلك الروايات، خرجت واحدة مختلفة، غريبة، صادمة…
تحكي عن شاب متمرّد يعيش في مستقبل مظلم، عن العـنف والحرية والإصلاح القسـري للنفس. استخدم فيها برجس لغة جديدة اخترعها بنفسه، خليط من الإنجليزية والروسية والمصطلحات الشبابية…
وسماها "A Clockwork Orange – البرتقالة الآلية."
لم يكن يتخيل أن تلك الرواية ستغيّر الأدب الحديث.
تحولت لاحقًا إلى فيلم أسطوري أخرجه المبدع ستانلي كوبريك عام 1971، لتصبح أيقونة ثقافية تثير الجدل إلى اليوم.
لكن شهرتها الكبيرة كانت سيفًا ذا حدين… إذ قال برجس يومًا بحسـرة:
"كل ما كتبته اختُصر في رواية واحدة… رواية كتبتها خوفًا من الموت."
ثم جاءت المفارقة الكبرى، تلك التي لا يكتبها إلا القدر بسخرية مبطنة:
بعد مرور عام، اكتشف الأطباء أن التشخيص كان خاطئًا تمامًا!
لم يكن مصابًا بورم، ولم يكن يحتضر. بل كان أمامه عمرٌ طويل… أكثر من ثلاثين عامًا أخرى!
ثلاثون عامًا عاشها يكتب، ويُبدع، ويُدرّس، ويؤلف الموسيقى.
تحوّل من مدرس مغمور إلى أحد أعظم الأدباء والمفكرين في القرن العشرين.
وعندما رحل عام 1993، كان قد ترك خلفه أكثر من خمسين عملًا أدبيًا، وعددًا كبيرًا من المقطوعات الموسيقية، وإرثًا خالدًا لا يُمحى.
إنها مفارقة الحياة في أنقى صورها:
الرجل الذي كتب لأنه خاف أن يموت… عاش أكثر مما توقع، وخلّد اسمه إلى الأبد.
أحيانًا يولد الإنسان من جديد حين يظن أنه يقترب من نهايته.
لا تقل "لقد فات الأوان"… لأن اللحظة التي تظن فيها أن النهاية قد بدأت، قد تكون هي بداية حياتك الحقيقية.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المشكلة الوحيدة الحقيقية في حياتك
المعجزة الحقيقية في حياتك
حياتك هي ثروتك الحقيقية
بداية الأوجاع الحقيقية وموت النفس
التواضع بداية للمحبة الحقيقية بين الزوجين


الساعة الآن 06:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025