![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
إن أخطر خداع يسقط فيه قلب الإنسان هو أن يظن أن اقترابه من الله يمنحه "سلطة" على الآخرين، بينما الاقتراب الحقيقي من الله لا يمنح سوى دموع التوبة، وحنين الخدمة، وذوبان الأنا في نور المحبة. من يتخذ المجال الكنسي منصة للرياسة ، يهرب من صورة المسيح الراكع عند الأقدام، ليرسم لنفسه صورة المسيح المتوَّج على العرش. لكنه ينسى أن المسيح لم يعتلِ العرش إلا بعد أن انكسر على الصليب، ولم يلبس الإكليل إلا بعد أن احتمى بالدموع في بستان جثسيماني. الذين يحبون الرياسة داخل الكنيسة لا يطلبون شيئًا جديدًا، إنما يعيدون مشهد تلاميذ يتنازعون: "من هو الأعظم؟" بينما المسيح يسير أمامهم نحو الجلجثة . ولعل المفارقة أن سؤالهم ظل يتردّد عبر الأجيال، بينما جواب المسيح ظلّ ثابتًا: "الأعظم فيكم هو الذي يخدم الجميع". الكنيسة ليست مملكة أرضية تحتاج إلى حراس وسلاسل، ولا ساحة نفوذ تُدار بالقرارات والأوامر . الكنيسة هي جسد، والحياة فيها تنبض بالحب . فكل من يحاول أن يحكمها بسلطوية، إنما يحاول أن يُدير الجسد بروح غريبة عنه، روح تُطفئ الروح. وهؤلاء، في أعماقهم، ليسوا أشرارًا بالضرورة، لكنهم عطشى لمجد باطل. إنهم يخافون أن يفقدوا مكانهم إن لم يُثبتوا سلطانهم. فيتعلّقون بالألقاب، ويتحصّنون بالكراسي ، وينسون أن الكرسي في الكنيسة هو كرسي اعتراف، حيث الخادم ينحني ليسمع ضعف أخيه لا ليُصدر حكمًا عليه. ولكن شمس المحبة تكشف الزيف دائمًا. النور يفضح الظلال . لذلك تتأذى عيونهم حين تشرق الحقيقة، لأنهم بنوا سلطتهم على ظلام، وظنّوا أن الظلام هو المحبة. لكن حين يسطع نور المسيح، يتضح أن المحبة ليست تحكمًا بل بذلاً، ليست سيادة بل غسل أقدام. فالكنيسة لا تحفظها قوة السلطان، بل دموع التائبين ، وصلوات البسطاء، وانسحاق القلوب أمام المذبح . والذين يظنون أن مفاتيح الملكوت بأيديهم نسوا أن الباب هو المسيح وحده، والراعي هو المسيح وحده، والمفتاح هو الصليب وحده. |
|