![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كانَ في إِحدى المُدُنِ قاضٍ لا يَخافُ اللهَ ولا يَهابُ النَّاس. "لا يَهَابُ النَّاسَ" فَيَدُلُّ عَلَى تَصَلُّبِهِ وَقَسَاوَةِ قَلْبِهِ؛ فَهُوَ لَا يُبَالِي بِالنَّاسِ وَلا بِاحْتِيَاجَاتِهِم، وَلَا يَهْتَمُّ بِسُمْعَتِهِ أَمَامَهُم، فَيُصْدِرُ أَحْكَامًا اسْتِبْدَادِيَّةً بَعِيدَةً عَنِ الحَقِّ وَالعَدْلِ. وَلَوْ كَانَ يَهَابُ النَّاسَ، لاجْتَهَدَ فِي أَدَاءِ وَاجِبِهِ بِإِخْلاصٍ، وَرَبِحَ مَدْحَهُم. إِنَّ فَسَادَ القَضَاءِ كَانَ آفَةً اجْتِمَاعِيَّةً نَدَّدَ بِهَا الأَنْبِيَاءُ وَالحُكَمَاءُ، كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ: "هذَا كُلُّهُ رَأَيْتُهُ، وَوَجَّهْتُ قَلْبِي إِلَى كُلِّ عَمَلٍ يُصْنَعُ تَحْتَ الشَّمْسِ، حِينَ يَتَسَلَّطُ الإِنْسَانُ عَلَى إِنْسَانٍ لِضَرَرِهِ" (جَامِعَة 8: 9). وَلَمْ يَزَلْ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ قُضَاةٌ غَيْرُ عَادِلِينَ، وَمُرْشِدُونَ عُمْيَانٌ، وَقَادَةٌ فَاسِدُونَ، وَمُعَلِّمُونَ مُضِلُّونَ، لَا يَخَافُونَ اللهَ وَلا يَهَابُونَ النَّاسَ. إِنَّ مَهَابَةَ النَّاسِ وَمُرَاعَاةَ حُقُوقِهِم تَقْتَرِنُ بِمَخَافَةِ اللهِ. فَإِذَا انْتَفَى أَحَدُهُمَا، انْتَفَى الآخَرُ. |
|