![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() راعوث الطاعة والأمانة من الصفات التي اشتهرت بهما راعوث، وقد تجلت طاعة راعوث فيما طلبته منها نعمى حين قالت لها أن تذهب لبوعز وتعرض عليه الزواج، وبطريقة غريبة حتى على أذهاننا، وعلى التقاليد التي تربت عليها راعوث، لكن في طاعة تامة، وأمانة كاملة في التنفيذ، عملت راعوث كل ما قالت لها نعمى، لم تناقش، لكنها كانت تدرك مكانتها لدى نعمى، كما كانت تدرك مقدار الحب الذي تكنه له حماتها، فكانت الطاعة تعبيراً لصدى ذاك الحب، ترى ما هو موقفك إذ طلب الله منك عمل أشياء قد تبدو غريبة وغير مألوفة عليك، هل تسرع لتحقيق ما يطلبه منك الله، أم تقف لتتساءل، وتُضيع على نفسك فرصة العمل في إطار مشيئة الله وخطته لأجلك؟. المرأة الفاضلة، نشيد وأمنية كل امرأة، فجميع النساء يتمنين أن يُطلق عليهن هذا اللقب "اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ"، وفي حديثها لابنها ملك مسا قالت له أمه: "اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ" (أمثال 31 : 10). والفضيلة صفة مركبة، فلكي تلقب امرأة بأنها فاضلة، لابد وأنها تتميز بصفات عدة. (راجع أمثال 31). أما راعوث فقد تميزت بالكثير من الصفات فاستحقت أن تسمع هذه الكلمات التي كتبها الوحي عنها "لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ" (راعوث 3 : 11). من أين تأتي الفضيلة، لابد وأنها تأتي من الارتباط بالله، كانت راعوث من أرض موآب، التي تميّزت بالعبادات الوثنية، والانحلال الأخلاقي، وكانت هذه الأفعال مكروهة من جميع شعب الله، ويُعتقد أن راعوث عانت كثيراً كونها موآبية، غريبة عن الشعب الذي جاءت لتعيش وسطه، لكن إيمانها الذي تحلَّت به، وتبعيتها الحقيقية لله، أثرت في أسلوب حياتها، وغيّرت من سلوكياتها، فشهد لها جميع الشعب بأنها امرأة فاضلة. إن ما يصنعه الله فينا وفي حياتنا، أكثر مما نظنه نحن، أو مما يصدّقه الآخرون، لكنهم يقفون شاهدين عما صنعه الله معنا، ونكون نحن نوراً لهم يرشدهم لأن يؤمنوا بذاك الذي له سلطان أن يمنح المؤمنين به سلطاناً أن يصيروا أولاد الله. |
|