13 وَلِيُوسُفَ قَالَ: «مُبَارَكَةٌ مِنَ الرَّبِّ أَرْضُهُ، بِنَفَائِسِ السَّمَاءِ بِالنَّدَى، وَبِاللُّجَّةِ الرَّابِضَةِ تَحْتُ، 14 وَنَفَائِسِ مُغَلاَّتِ الشَّمْسِ، وَنَفَائِسِ مُنْبَتَاتِ الأَقْمَارِ. 15 وَمِنْ مَفَاخِرِ الْجِبَالِ الْقَدِيمَةِ، وَمِنْ نَفَائِسِ الإِكَامِ الأَبَدِيَّةِ، 16 وَمِنْ نَفَائِسِ الأَرْضِ وَمِلْئِهَا، وَرِضَى السَّاكِنِ فِي الْعُلَّيْقَةِ. فَلْتَأْتِ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ وَعَلَى قِمَّةِ نَذِيرِ إِخْوَتِهِ. 17 بِكْرُ ثَوْرِهِ زِينَةٌ لَهُ، وَقَرْنَاهُ قَرْنَا رِئْمٍ. بِهِمَا يَنْطَحُ الشُّعُوبَ مَعًا إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. هُمَا رِبْوَاتُ أَفْرَايِمَ وَأُلُوفُ مَنَسَّى».
كما يتمتع السبط بثمار الجبال والتلال هكذا تحمل له الأراضي السفلية والوديان غلات كثيرة، فيفرح بعطايا الله النفسية من محاصيل غلال وخضراوات ونباتات صغيرة تكون كالعليقة. هكذا أينما وُجدت النفس لا تعرف إلا الإثمار الدائم، تتمتع بالبركات السماوية النازلة من فوق، وتشكر الله على بركاته الزمنية الأرضية لإشباع احتياجات جسده واحتياجات اخوته. بهذا تحل البركة على رأسه ويُحسب نذيرًا لاخوته، إذ يرى كل البركات التي بين يديه ليس لأجله وحده بل من أجل بنيان إخوته ونموهم الدائم.
لعله يقصد هكذا يجد المؤمن بركات فائقة فتشبع نفسه بالخبز السماويبنفائس الأرض، ما تقدمه له من معادن ثمينة وحجارة كريمة، كقول أيوب: "أرض يخرج منها الخبز، أسفلها ينقلب كما بالنار. حجارتها هي موضع الياقوت الأزرق وفيها تراب الذهب" (أي 28: 5-6). كما تقدم الأرض الخبز لإشباع الجسد، تقدم أيضًا المعادن النفيسة الحجارة الكريمة للعمل والزينة. هكذا يجد المؤمن بركات فائقة فتشبع نفسه بالخبز السماوي، وتتزين ببهاء مجد الله.