![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لقد كان سيدها نعمان أممياً وكانت هى يهودية مكروهة نفس ناجحة كان من الطبيعى أن يتولد فى نفس هذه الفتاة كراهية وحقد ضد سيدها نعمان، الذى هو، حسب الظاهر، السبب فى شقاوتها وتعاستها. لكن على العكس من ذلك نراها تتمنى شفاءه من البرص وتُخبر سيدتها بالوسيلة لهذا. لاشك أن هذه الفتاة تعلّمت عن الله وهى فى بلادها وكان لها إيمان حقيقى به وهى لازالت صغيرة. لذا فبفضل علاقتها مع الله ارتفعت فوق كل مرارة أو ضغينة كان من الممكن أن تتولد فى نفسها. لقد تم فيها القول «إن جاع عدوك فاطعمه. وإن عطش فاسقه. لايغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير»(رومية12: 20، 21)، وأكثر من ذلك فلأن قلبها كان صحيحاً أمام الله فهى لم تُعانِ من صِغر النفس أو الشعور بالنقص. لقد كان سيدها نعمان أممياً وكانت هى يهودية مكروهة فى ذلك الوقت. كان نعمان رجلاً عظيماً. وكانت هى «فتاة صغيرة» وكان هو رئيـس الجيـــش وكانـــت هى جاريــة مسبية. ورغماً عن ذلك ارتفعت فوق أى إحساس بصغر النفس وامتلأ قلبها بالشفقة نحو سيدها والرغبة فى شفائه، يالها من مثال رائع! اصدقائى .. هل عانينا أحياناً من الشعور بالنقص بالنسبة للآخرين وبالتالى كان بداخلنا رفض لهم؟ وهل حدث أننا شعرنا بالراحة فى داخلنا عندما رأينا مصائب من أساءوا إلينا؟ إن هذه الفتاة الصغيرة تُشبه إلى حد كبير الرسول العظيم بولس الذى وقف مرة أمام مَنْ يحاكمونه والسلاسل فى يديه وقال لهم: «كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير ... جميع الذين يسمعوننى اليوم يصيرون هكذا كما أنا ماخلا هذه القيود»(أعمال26: 29). لقد كانت آلام هذه الفتاة سبب بركة للآخرين وكأنها تقول مع الرسول بولس «فإن كنا نتضايق فلأجل تعزيتكم وخلاصكم..» (2كورنثوس1: 6) |
|