القوي ليس هو ذلك الإنسان الذي له القدرة علي الضر أو القتل أو سفك الدماء والانتصار علي الآخرين، بل هو الذي ينتصر علي الشر والفساد، ويغلب نفسه ويسيطر علي شهواته، ولدينا علي هذا مثلاً واضحاً ألا وهو: شمشون الجبار، أقوي رجل عرفته البشرية، وأقوي مثال للقوة الجسمانية.
هذا الجبَّار كان في يوماً ما قوياً، وكان سر قوته هو الله الذي كان معه، لكن عندما استجاب لنداء الخطية، واستسلم لنباح الشهوة فارقه روح الله، واستطاعت دليلة أن تُخّدره بجمالها، وتجعله كطفل رضيع ينام علي ركبتيها، وبعد أن لفّت بذيل الشهوة رقبته، أجبرته أن يكشف سره، وحلقت شعر رأسه..!!
لقد صار القوي ضعيفاً، عديم الإرادة.. وما هو سر ضعفه؟ إنَّها الخطية، تلك اللذة الممنوعة التي أوقدت المرأة الزانية نارها في قلبه! أين ذهبت قوته عندما حل محل الثور وصار يطحن في بيت السجن؟! أو عندما أوثقوه بسلاسل؟!