استجاب موسى الأسود إلى نداء الرب له بالرجوع إليه، وذهب مسرعاً لوادى النطرون، وهناك قابل الأنبا إيسيذوروس القس خارجاً من قلايته، فبادره موسى قائلا: “أيها الأب اريد أن أعرف الله” فرد عليه الأنبا إيسيذوروس: “ومن أرسلك” فأخبره موسی بظروف مجيئه إلى البرية، وأنه يريد أن يخلص..
فحاوره الأنبا إيسيذوروس ليعرف ويتأكد من رغبته الصادقة لمعرفة الله، ولما تأكد من ذلك ومن صدق توبته أخذه إلى الأنبا مكاريوس الكبير في الكنيسة.
وفي الكنيسة ركع وراح يعترف بخطاياه في انسحاق شديد، وكان ذلك بدموع كثيرة جهارة أمام جميع الحاضرين، وأقر بكل جرائمه وخطاياه… وأثناء اعتراف موسی رأى القديس أبو مقار لوحاً عليه كتابة سوداء، وكان كلما اعترف موسى بخطيته مسحها الملاك، حتى إذ إنتهى الإعتراف وجد اللوح أبيضاً كله، ثم نال المعمودية المقدسة، وعملت التوبة عملها القوی فی موسى الأسود، وبدأ جهاد التوبة الحقيقية.