![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() انتحار أخيتوفل: 23 وَأَمَّا أَخِيتُوفَلُ فَلَمَّا رَأَى أَنَّ مَشُورَتَهُ لَمْ يُعْمَلْ بِهَا، شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ وَقَامَ وَانْطَلَقَ إِلَى بَيْتِهِ إِلَى مَدِينَتِهِ، وَأَوْصَى لِبَيْتِهِ، وَخَنَقَ نَفْسَهُ وَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قَبْرِ أَبِيهِ. لم يعمل أبشالوم بمشورة أخيتوفل المتعجرف، لهذا انطلق إلى بيته حيث خنق نفسه ومات بعدما أوصى لبيته أي رتب أمور أسرته [23]. صنع هذا لسببين رئيسيين: الأول من أجل كرامته الذاتية، إذ استصعب أن تُقبل مشورة آخر غيره. والثاني أنه أدرك أن مشورة حوشاي ستُحطم أبشالوم فيعود داود إلى كرسيه وينتقم منه كخائن. أما خنقه في بيته فيُشير إلى أن ما حلّ به هو ثمرة طبيعية للأنا أو البيت الداخلي المتقوقع بغير انفتاح قلب أو محبة للغير. لذا يؤكد القديس مقاريوس الكبير في العظات المنسوبة إليه أنه لا خلاص خارج الآخرين، ويقول مار إسحق السرياني: [من يقرض ذراعه لمساندة أخيه يتقبل ذراع الرب عونًا له]. صار أخيتوفل رمزًا ليهوذا الخائن الذي خنق نفسه أيضًا. 24 وَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى مَحَنَايِمَ. وَعَبَرَ أَبْشَالُومُ الأُرْدُنَّ هُوَ وَجَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ. 25 وَأَقَامَ أَبْشَالُومُ عَمَاسَا بَدَلَ يُوآبَ عَلَى الْجَيْشِ. وَكَانَ عَمَاسَا ابْنَ رَجُل اسْمُهُ يِثْرَا الإِسْرَائِيلِيُّ الَّذِي دَخَلَ إِلَى أَبِيجَايِلَ بِنْتِ نَاحَاشَ أُخْتِ صَرُويَةَ أُمِّ يُوآبَ. 26 وَنَزَلَ إِسْرَائِيلُ وَأَبْشَالُومُ فِي أَرْضِ جِلْعَادَ. عبر داود ورجاله نهر الأردن إلى محنايم، وهي مدينة للاويين عند تخم جاد الشمالي (2 صم 2: 8)، وكانت مدينة مناسبة لداود بسبب حصونها. عبر أبشالوم الأردن ومعه رجال إسرائيل تحت قيادة عماسا (معناها "ثقل") الذي يحمل ذات القرابة لأبشالوم مثل يوآب ابن خالته، وقد صار عماسا ثقلًا على أبشالوم وليس معينًا له، إذ قُتل أبشالوم في المعركة الوحيدة التي قادها مع عماسا ضد أبيه. 27 وَكَانَ لَمَّا جَاءَ دَاوُدُ إِلَى مَحَنَايِمَ أَنَّ شُوبِيَ بْنَ نَاحَاشَ مِنْ رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ، وَمَاكِيرَ بْنُ عَمِّيئِيلَ مِنْ لُودَبَارَ، وَبَرْزَلاَّيَ الْجِلْعَادِيَّ مِنْ رُوجَلِيمَ، 28 قَدَّمُوا فَرْشًا وَطُسُوسًا وَآنِيَةَ خَزَفٍ وَحِنْطَةً وَشَعِيرًا وَدَقِيقًا وَفَرِيكًا وَفُولًا وَعَدَسًا وَحِمِّصًا مَشْوِيًّا 29 وَعَسَلًا وَزُبْدَةً وَضَأْنًا وَجُبْنَ بَقَرٍ، لِدَاوُدَ وَلِلشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ لِيَأْكُلُوا، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «الشَّعْبُ جَوْعَانُ وَمُتْعَبٌ وَعَطْشَانُ فِي الْبَرِّيَّةِ». جاء داود ورجاله إلى محنايم حيث قدم لهم شوبي بن ناحاش وماكير بن عميئيل من لودبار وبرزلاي الجلعادي أثاثات وطعامًا ليأكلوا، تقدمة محبة تقبلها داود وسط ضيقه ومتاعبه، لذا ترنم بالمزمور 23 قائلًا: "ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي". تلقى محبة عملية في محنايم البعيدة عن عاصمة ملكه في وقت قام فيها كثيرون من أصدقائه بمقاومته وخيانته. إن كانت "محنايم" تعني "معسكرين"، فالتجاء داود إليهما إنما يشير إلى تجلي السيد المسيح في كنيسته في العهدين القديم والجديد. في محنايم وُجد شوبى (يعني "الآسر" أو "المُعتقل")، وماكير (تعني "البائع") بن عميئيل (يعني "شعب الله")، وبرزلاي (يعني "قلبًا حديديًا")، هؤلاء قاموا بخدمة داود بتقديم أثاثات وأطعمة متنوعة ليأكل هو ومن معه وسط الضيق والتعب. كأنه يليق بالمؤمنين من العهدين أن تكون لهم السمات الثلاث التالية: أ. أن يكونوا آسرين لا أسرى، يعرفون كيف يقودون حياتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم بقوة الروح غير مستعبدين لشهوات الجسد؛ في أيديهم عجلة القيادة الداخلية بالروح القدس الساكن فيهم. ب. أن يكونوا بائعين، أي لهم العمل الإيجابي في الكنيسة، يشعرون بنوع من الحرية كأعضاء حقيقيين في شعب الله. ج. أن يكون لهم القلب الحديدي، لا يخنعون للخوف والقلق ولا للذة والشهوة، إنما يحملون روح النصرة والغلبة بالمسيح يسوع قائد الموكب الروحي. |
|