تأثير حضرة اللّه:
معظم الذين يفعلون الخطية في الزمن الحاضر لا يدركون شناعتها أو خطورتها، فلا يحسبون لها حساباً. غير أن موقفهم هذا سوف لا يدوم طويلاً، لأنه لا بد سيأتي يوم فيه يرون أنفسهم وجهاً لوجه أمام اللّه الذي كانوا يسيئون إليه ويتجاهلون حقوقه، وحينئذ يدركون أن خطاياهم شنيعة وخطيرة بدرجة لم تكن تخطر لهم ببال، فيرتعبون ويفزعون فزعاً ليس بعده فزع. فقد ذكر الوحي أن بيلشاصر الملك ءأحد ملوك بابل القدامى، وكان قد أهان في كبريائه اللّه جلَّ شأنهى عندما شعر بقضاء اللّه يهبط عليه تغيَّرت هيئته وأفزعتْهُ أفكاره، وانحلَّت خُرز حقويه واصطكت ركبتاه (دانيال 5: 6) .
كما ذكر الوحي أن الملوك والعظماء الذين سيكونون أحياء على الأرض عند ظهور الرب للدينونة، سيُخفون أنفسهم في الكهوف والشقوق، وهم يقولون للجبال والصخور: اسقطي علينا وأخفينا من وجه الجالس على العرش (رؤيا 6: 16) .
لكن لن تسمع الجبال لندائهم ولن تستجيب الصخور لصراخهم، فلا شيء في الوجود يقدر أن يحجبهم عن اللّه، فيظلون في رعب بلا نهاية.