وهنا لنا تعليقان: الأول هو أنَّه لو أراد الله إنقاذ المسيح من الموت، سواء عن طريق الصليب أو عن طريق أية وسيلة إعدام أخرى، كما يقول هو له المجد، لكان الله قد قدَّم له "أكْثر من اثْنيْ عشر جيْشًا من الْملائكة"! وإذا كانت الكتيبة الرومانية في ذلك الوقت تتكون من 6000 جندي وضابط، فكم وكم يكون عدد الجيش الكامل؟! وإذا كان ملاك واحدٌ قد أهلك من جيش الأشوريين مئة ألف وخمسة وثمانين ألفا في ليلة واحدة [35]، فماذا يفعل "أكْثر من اثْنيْ عشر جيْشًا من الْملائكة" (مت26: 52-53) مع الذين جاءوا للقبض عليه لو أراد الله إنقاذه من أيديهم؟!
يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم بأنه إن كان ملاك واحد قتل 185 ألفا في ليلة واحدة، فلماذا قال لتلاميذه إنه إن أراد يطلب من الآب، فيرسل اثني عشر جيشَا من الملائكة. قال هذا بسبب ما بلغه تلاميذه من رعب، فقد ماتوا من الخوف.
v لم يكن ملاك الرب الحقيقي المُرسل إلى الأشوريين في حاجة إلى هياج ولا إلى ألاعيب خارجية ولا إلى إزعاج ولا إلى مظاهر رائعة، وإنما في هدوءٍ استخدم سلطانه، فأهلك مئة ألف وخمسة وثمانين ألفًا. أما الشياطين، فكمن ليس لهم سلطان، يحاولون أن يرعبوا على الأقل بألاعيبهم.