![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون: تشير عِبَارَة "فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه" إلى حثِّ يسوع الشَّعب على الخُضوع لتعليم الكَتَبَة والفِرِّيسيِّينَ، إنَّهم على علم بالعقيدة السليمة وموثوق بهم ويعلمونها دون تشكيك، إذ هم على" كُرسِيِّ موسى" يجلسون عليه. ليست المشكلة فيما يعلمونه، لكن فيما عدم التزامهم بما يعلّمون. هو في معنى ما جاء القرآن " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (سورة 44). ويُعلق القديس أوغسطينوس قائلاً: "الخادم المُتكبّر يُحسب مع الشَّيطان، أمَّا عطيّة المسيح (كلمة الوعظ)، فلا تَفسد بل تفَيض نقيّة خلاله وتعبُر كالمَاء إلى أرض مُخصبة"؛ أمَّا عِبَارَة " لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون " فتشير إلى تأنيب المسيح لرِيَاء الفِرِّيسيِّينَ والكَتَبَة حيث أن ذلك يُذكِّرنا بقول بولس الرَّسُول " أَفَتُعلِّمُ غَيرَكَ ولا تُعلِّمُ نَفْسَكَ؟ أَتَعِظُ بِالامتِناعِ عَنِ السَّرِقَةِ وتَسرِق؟ أَتَنْهى عنِ الزِّنى وتَزْني؟ أتَستَقبِحُ الأَصْنامَ وتَنهَبُ مَعابِدَها؟ أَتَفتَخِرُ بِالشَّريعةِ وتُهينُ اللهَ بِمُخالَفَتِكَ لِلشَّريعة؟ فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((يُجَدَّفُ بِاسمِ اللهِ بَينَ الوَثَنِيِّينَ وأَنتُمُ السَّبَب "(رومة 2: 21-24). وفي هذا الصدد يقول الشاعر أبي الأسود الدؤلي" يأيها الرجلُ المعلّمُ غيرَه -هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ. ونراك تُصلح بالرشاد عقولنا-أبدًا وأنت من الرشاد عديمُ-ابدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّها-فإذا انتهت عنه فأنت حكيم-فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدَى-بالقول منك، وينفع التعليمُ". ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال". والمسيح أعطانا أن نتمثَّل ونقتدي بالله لا بإنسان كما قال: "فكونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل"(متى 5: 48). فلا يصحُّ أن نعمل الخطأ مُبرِّرين ذلك أنَّ هذا أو ذاك مهما كان مَنْصبه يفعل هذا الخطأ. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أحلى طبق محشي مشكل |
الحَقَّ أَقولُ لَكم |
وكانوا يَقولونَ وَهُم في غايةِ الإِعْجاب |
بيتي فور مشكل |
ربع غلاسه مشكل |