أيهما أفضل: أن تتمتع بعض سنين قليلة تمتعًا جسديًا رديًّا ثم تهلك نفسك الخالدة هلاكًا أبديًّا، أم تنزوي قليلاً بعض السنين، وتختبئ لحيظة حتى يعبر الغضب ثم تخلُص خلاصًا كاملاً، وتُننقَل إلى أبدية سعيدة مجيدة تبقى فيها إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين؟ لا تستكثر هذا الجزاء على مثل هذا العمل وتقول بعدم معقوليته: لأنه إذا كان البشر يقولون إن الهدية على قدر مُهديها، فاعلم أن هِبَة الله لا بد أن تكون غير محدودة كما أن الله غير محدود، ولذلك فإن الابن الحبيب أعطانا هِبَة مجانية لكي نخلُص بها، ونسعَد بواسطتها سعادة أبدية. فهل تقبل هذه الهدية، وهل تُصدق القول: «لأنه هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنهُ الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).